تناغم  (21)

موقع الكتابة الثقافي uncategorized
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

د. مصطفى الضبع

خلال السنوات الأخيرة ومع انتشار الأجهزة الحديثة والتكنولوجيا الأحدث تردد كثيرا مايدور في لجان امتحانات الثانوية العامة من محاولات للغش وتسريب الامتحانات باستخدام أجهزة المحمول، وهو مايعني أن تفكير الطلاب عبر هذه المحاولات (الناجحة أحيانا) يسبق تفكير القائمين على الامتحانات بما يعني جمود منظومة التعليم التي تكتفي بالتنبيه على عدم اصطحاب المحمول وكفى.

يضاف إلى ذلك ما تتكلفه الوزارة من ميزانيات تأمين الامتحانات بعد طباعتها وتوزيعها (وهو ما دفع الوزارة إلى إعلان إلغاء امتحانات الشهادة الإبتدائية بأن تجعلها سنة نقل وليست سنة شهادة تخفيفا للإنفاق كما أعلن).

إن أفكارا مضادة أو من المفترض أن تكون كذلك تحركها ثقافة إدارة الأزمة، تلك الثقافة التي يبدو أن الوزارة بعيدة تماما وغير قادرة على اكتنازها، أفكار كان لابد أن تطرحها الوزارة في  مواجهة للأزمة، فالسؤال الذي يطرح نفسه : ماذا فعلت الوزارة أو ماذا حاولت فعله خروجا من الأزمة التي تداولتها الصحف ووسائل الإعلام ؟.

بداية يمكن قراءة المشهد من أكثر من زاوية :

  • زاوية وعي الطلاب وحداثة أفكارهم المستخدمة في غير موضعها.
  • زاوية تقليدية تفكير الوزارة والقائمين على الامتحانات.
  • زاوية تربوية تتبلور عبر الكشف عن التفكير الذي يجعل الطلاب يستخدمون التكنولوجيا أسوأ استخدام وهو ما يكشف عن سوء مخرجات العملية التعليمية نفسها فأي تعليم ذلك الذي لا تنعكس نواتجه على سلوكيات المتعلمين إيجابيا سواء بترسيخ القيم أو نزع فتيل السيئ من السلوكيات المستقرة في نفوس البعض، فقد استقر في أذهان الكثيرين قاعدة : “مادام هناك امتحانات فالغش قائم ” وهي قاعدة لا تنفصل عن قاعدة سياسية واجتماعية تطرح  الفكرة نفسها على الانتخابات ” مادام هناك انتخابات فالتزوير قائم “.
  • زاوية صورة الوزارة التي تبدو مستنيمة لهذه السلوكيات دون محاولة تغييرها أو محاولة وضع آليات بديلة من شأنها التخلص من السلبيات أو تطوير طرائق عملها.

في مواجهة أعباء الوزارة ودون دراسة الأمر ومعرفة مدى تأثيره على التكوين العلمي والمعرفي للمتعلمين قررت التخلص من الشهادة الإبتدائية دون أن تفكر في طرائق عصرية يمكنها الحد من أسباب المشكلة فلماذا لا تفكر الوزارة في البدء بتنفيذ مشروع الامتحانات الإلكترونية (ولو بدأ تنفيذ ذلك في عدد محدود من المدارس التجريبية أو غيرها ولو استمر تفعيل الطريقة على مدار عشر سنوات حتى تعميمها تماما فمثل هذه الطرائق يصعب البدء بتنفيذها دفعة واحدة).

الغريب أن الطلاب في محاولتهم الغش يقدمون فكرة أولى بالوزارة أن تنفذها في جانب تطوير أداء الامتحانات وتأمين نقلها من أماكن طباعتها إلى لجان الامتحانات (الطلاب يصورون الامتحانات بأجهزة المحمول ويتناقلونها فورا عبر شبكة الانترنت) هذا يعني أن الطالب من هؤلاء لا يحتاج إلا لجهاز موبايل (محدود الإمكانيات) ألا يمكن للوزارة اعتماد الفكرة نفسها عبر إمكانياتها الأكبر ؟ لا يتطلب الأمر سوى أن يكون في كل لجنة امتحان جهاز كمبيوتر متصل بالانترنت وقبل الامتحان بساعتين يتلقي رئيس اللجنة الامتحان ليقوم بطباعته و يكون جاهزا قبيل موعد بدء الامتحانات (يمكن تنفيذ الآلية نفسها على مستوى الإدارة التعليمية شريطة ألا تكون المدارس التابعة لها تقع في دائرة متباعدة) ربما تبدو الفكرة مثالية ولكنها سهلة التنفيذ واقعية الطرح ويمكن تنفيذها تجريبيا بشكل جزئي أيضا فليست المشكلة أن تنفذ كلية أو جزئية ولكن الأهم أن تتحرك الوزارة بحثا عن أفكار جديدة تبدو من خلالها قادرة على التفكير بطريقة عصرية  تكون فيها سابقة للمتعلمين وليس العكس، وكيلا لا تبدو صورة الوزارة المسؤولة عن تكوين العقول وعصرنتها كأنها تصر على العيش في العصر الحجري.

 

وللحديث بقايا

 

مقالات من نفس القسم

موقع الكتابة الثقافي uncategorized
ترقينات نقدية
د. مصطفى الضبع

تناغم (22)