فرانسوا باسيلي
وَلِإِنْ أَتوكَ مُكَبِّلِينَ بوهم أثقالٍ وأحمالٍ كثيرة
بعضها اكتملت، وأخري لم تتم
سَأَلُوكَ كَيْفَ تَخَفَّفَتْ قَدَمَاكَ من وحل الطريق
وأحجار المسيرة
واختفت من وجنتيك ظلال الشك والحيرة
وَتَحَمَّلَتْ عَيْنَاكَ مَا عَايَشْتَ من ليلٍ ومن خيلٍ
أَوْغَلَتْ فِي الدَّم
وَتَحَمَّلَتْ كَفَاكَ شَوْكَ وَرْدِ العرس والمأتم
وَصِرْتَ قابلاً بكل حكمٍ، راضياً بكل هم؟
فقل لهم
إنك لم تعد
تَعُدُّ الدّقَائقَ والثواني
وأنك في رحاب الأرض في وسع السحاب
قد تجاوزتَ العقائد والمعاني
قل لهم
أنك ما عدتَ تنتظر المجيء الأول
ولا المجيء الثاني
لأي شيءٍ، وأي أحد
وما عدتَ تجفل
من بكاء الروح وهي تدور
من سورٍ لسور
ومن بلدٍ لبلد
من الوهم القديم إلى الجديد
ولقد شفيتَ الآن من وهمٍ ووهم
ولا عدتَ تخجل
من مجاعات الجسد
وأنك قد تحايلتَ علي الحلم
وتصالحتَ مع المحن القديمة، والألم
وتعلمتَ صنع المعجزات الاعتيادية
في الصعود وفي الهبوط
في الذهاب وفي الإياب
وماعاد يدهشك السقوط ولا الخراب
ولا الحضور ولا الغياب
وَلَا يُقْلِقُكَ مَنْ جَاءَ فجأةً، وَمَنْ رَاحَ
فجأةً، ومن قضي الْحَيَاةَ سَوّاحا
ومن بكي فوق صدر الليل مجروحا
أتقنتَ فعل تحويل الفواجع والأسي
إلي أبيات شعر
وتحويل السراب إلي نصوصٍ في كتاب
له في النفوس فعل السحر
فعشتَ مكتفياً بذاتك مرتاحا
……………………………………..
وقل لهم
أنك في ذلك الليل الأخير
فتحتَ باب الفجر
ثقباً ومفتاحا
علي كونٍ مثير
رأيتَ وجه الخالق المخلوق
نوراً ومصباحا
ورشفتَ ماء العاشق المعشوق
تيناً وتفاحا
ففهمتَ ما لم كنت تفهم
مِنْ ألْق الْغُرُوبِ الْمرِّ والشروق
قل لهم
أنك قد عشتَ عمرك المسروق
موتاً مؤجلاً وحياة
نثراً وشعراً ومناجاة
فَسُرَّ بِكَ رَبُّك
واطمأن قَلْبُك
وَسَكَنْتَ قَلبَ اللَّه
تحايلت علي الحلم
فرانسوا باسيلي
شاعر مصري يقيم في الولايات المتحدة الأمريكية منذ السبعينات، صدر له: ـ ديوان "تهليلات إيزيس" عن مكتبة مدبولي 1998 ـ ديوان "تراتيل الهزائم الجميلة" في مجلة الكلمة الالكترونية 2010 ـ ديوان "شمس القاهرة، ثلوج نيويورك" عن دار سندباد 2014 ـ ديوان "ليلة الملك الأخيرة في فراش شهرزاد" 2017 و "لوعة اللوتس" 2018 عن الهيئة المصرية العامة للكتاب.
تصفح مقالات الكاتب