السماءُ، ههنا..
فى الأرضِ الزهيدةِ بالطربْ..
تراقِبنُا، كرُخّ..
تعشّشُ تحتَ جناحَيْه:
ثورةٌ صغيرةْ،
لم تجدْ شيئًا في المكانِ..
غيرَ آثارِ وطنٍ.. وفُتاتِ مَنايا!
الأجسادُ:
مشطورةٌ إلى حَشايا مُفضّضة
والرؤوسُ مُثقلة بالفراغْ!
سَراديبُ الموْتى:
شَجراتٌ نَمَتْ ضدّ سَقفِ الزَنازين
والأسْلاكِ المكهْربةِ،
والبواباتِ المصّفَحةِ
وحرّاسِ المراقبةِ/ النواطيرْ
والشوارعِ المسلسلةِ الضبابْ.
………………
وطنٌ يدُسّ بطانته في خيمةٍ ضيقةْ
لا تستوفي أسبابَ الرّاحة؛
لكنها تبقى مَبيتًا ملائكيًا
ريثما يعود للأرواحِ الهائجةِ
توازنها الثوريّ المبجلْ.
تستيقظ الساحةُ الغجريّة،
كامرأةٍ ولَدتْ ببطءٍ: قطَّها المتمردْ
على كومةٍ من القش
في نعومةٍ آسرة..
الطقس: مطرٌ يتساقطْ
فابتهجتْ به الساحةُ كالأطفال..
واستحالتْ بـِرْكةً كبيرة..
– “المطرُ من الله برَكةً!”
صاحتْ سيدةٌ عجوز..
فأيقنتُ، في نفسي،
أن هناك نية لدى الله بالإفراجِ عنّا.
….
هكذا ثورةٌ،
تدحرجتْ،
في زمنٍ لا تصدّق أن تحدث فيه المعجزاتْ!
تدُقّ مزهرياتِ الحريةِ في النواصي،
تجتاح العُروبةَ في انحدارها
لانتشال الجثة/الوطن،
قبلَما نفيقُ صباحًا
فنراه قد ماتْ!
قصيدة “في الزمن الثوري تحلّق الأوطان” .. من “رقصة أخيرة برفقة ملاك” الديوان الأوّل للشاعر “محمد حسني عليوة”
نُشر في “الكتاب الأول” ـ جريدة أخبار الأدب
يمكنكم تحميل من >> هنا