بورتريه لـعلاء خالد.. صخب الروح

موقع الكتابة الثقافي uncategorized
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

عبد العزيز السباعي

-1-

قابلته في ليل الإسكندرية يدب في طرقات المدينة، يصحبك في سير طويل، يصعد طريقا، ويهبط سبيلا، كأنه يعدو بك نحو بوابة الأبدية.

تتأمل قامته الممشوقه..وجه مائل للسمرة، ضاج بنبالة الألم، قطرات العرق التي تلتمع بجبهته أشبه بجمرات تضيء طاقة روحية تسكنه،ذراعيه الطليقه تمتد كأجنحة تطوّح الهواء وتخفق الفضاء.

يذكرك بكائن أسطوري ،أنفاسه لاهثة،خفقات القلب تخبيء طائرا يحوم بصدره،وتتسع روحه لتحمل ذوات أخرى

يحدثك عن الموت الذي سيظل هاجسا ملاصقا للبشر وليس من مفر سوى مخاتلة الموت بمجاهدات ورياضات إشراقيه ،وروحيه عميقة تنفي الموت المجاني ليسرب لك إحساسا بأن الفقد يصنع تاريخا حقيقيا..وأن الطمأنينة والسكينة محض وهم،وأن التعاسة التي تتهدد الروح ستكدح وتكد لتنحت رافدا تسري فيه مصائرنا الاستثنائية نحو وجود حقيقي.

-2-

يحاصرك بالأسئلة .لا جدوى من إجابات مسكته ومطلقه دوما.السؤال،تجسيد حقيقي لشبق المعرفة ،وظمأ البحث عن معنى ،رحلة نحو فحص قسمات الضعف الإنساني المعبأ بفراغات هائلة ستظل صالحة للإمتلاء بزادٍ آخر دوما.

اعتاد أن يتأبط حقيبة صغيرة دائما ملء قبضته ..عندما تخاطره الأفكار ..يفارقك قليلا ليسند ورقة بيضاء على سطح الحقيبة مائلا،يدون فكرة أو خاطرة ويعاود السير..ينحو حول محل يبيع الحلوى ،لذّته،يشترى بعضا منها..تحديدا “الفندان”  ليقتسمها مع الصحاب.

حينما كنا نقطع المسافات الطويلة ،تساوره أغنيه محببه لديه يترنم بها فيهوى أغنية”حلوين من يومنا والله وقلوبنا كويسة..”حتى “يا ليل طوّل شوية”..وتستمر رحلة الحياة حتى آخر الليل.

 

عودة إلى الملف

 

مقالات من نفس القسم