حامد بن عقيل
تبدو الشاشة أكثر من مجرد بلازما تُذاب باضطراد
تبدو حقلاً من الوحشة وخنزيراً بريّاً تحرسه ثقافةٌ أخرى
حيث هنود القمر الاستوائي
بلا ديانة محددة
يرون كل الحيوانات سواء
وكل الفيلة مجرد تضخّم لأنوف بشر عاديين اشتغلوا بأمور لا تعنيهم
تبدو الشاشة مَهداً
فيه طفل العالم مذبوحٌ وحوله راقصة تتلو طلاسمها الحزينة
هكذا سيهتز وتر المعزوفة التالية قالت
هكذا سينبتُ لونُ القبلة في الأرجاء قالت
وهكذا هي حياتُك يا صغيري قالت أيضاً.
تبدو الشاشة عاصمةَ العواصف القادمة من ناحية جبال الوحشة
ومراسلةً عرجاء تقوم بواجبها في خنق التفاصيل
قنبلةً قنبلة
حَدثاً حدثاً
تحمل رأسها تحت خوذتها الحديدية
التي تطير في الهواء بلا هوادة
تبدو الشاشة ماعزاً جبلياً لا يحبُ رعي الجثامين ولا قضم الهجمات المرتدة في مباراة اليوم
تبدو الشاشة قِسطاً بريّاً
منشرة غسيل بارد
قميص جَدةً تُقاوم الفناء لتستطيع أن تعيد سرد حكايتها على أحفاد الأحفاد
تبدو الشاشة شصّ ويلاتٍ يتنبأ بها عجوزٌ مؤدلج في النشرة الجوية
تبدو خريفاً يصارع من أجل الأشجار المغدورة
هرَّةً لفظتها مائدة الصبي الموبوء
جسدَ دخان لا يتوقف عن التشظي
نحلةً لا تفقه سر ضيق الخلية عن استيعاب أكثر من ملكة واحدة
تبدو الشاشةُ أحمرَ شفاه يتموّج على جدار زنازين الموتى
وردةً ملعونةً
وآهتين