بعض ما فاتنى

رضا صالح
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

د. رضا صالح

منذ سنوات وأنا أنظر إلى مكتبتى بالعيادة متحسرا على عدم قراءتها كلها؛ أو على الأقل عدم قراءة أكثر من نصفها؛ كنت أكتفى مرغما لضيق الوقت بقراءة ماتيسر من كتب الأصدقاء وبعض الأعمال التى نال أصحابها جوائز مثل موال البيات والنوم ووكالة عطية لخيرى شلبى؛ ورامة والتنين وترابها زعفران لادوار الخراط؛  وكتاب الحلم والكيمياء والكتابة لشاكر عبد الحميد؛ وأحلام فترة النقاهة لنجيب محفوظ ورواية غرفة العناية المركزة لعز الدين شكرى وحارس التبغ لعلى بدر؛ سيدات القمر لجوخة الحارثى؛ وغيرها. كما اطلعت على بعض الإبداعات العالمية مثل  أنا كارنينا- ليو تولستوى؛ لوليتا لفلاديمير نابوكوف؛الأعمال المختارة لأنطون تشيخوف؛البحث عن الزمن المفقود لمارسيل بروست؛ العمى والآخر مثلى لساراماجو؛ رواية لوكليزيو الباحث عن الذهب؛ نصف شمس صفراء لتشيماماندا؛ وغيرها..

قررت بعد أن خرجت من العمل الحكومى أن أقرأ بعض ما فاتنى؛ أخذت أنظر الى أكوام الكتب المبعثرة وأختار منها مايروق لى؛ حاولت أن أرتبها فى صفوف بالمكتبة وأعاود الاختيار من جديد؛  موت معلن لماركيز؛ كأس من ذهب لجون شتاينبك؛ رواية وأخضرت الأرض لكنوت هامسون؛ فرانكشتين فى بغداد للكاتب العراقى أحمد سعداوى؛ وثلاثية غرناطة لرضوى عاشور ورواية المقامر لديستوفسكى؛ ونظرت إلى رواية الحرب و السلام وأحسست أنها هى التى تنظر إليّ بضخامتها وعلو هامتها بين الروايات؛ ولكنى أجلت النظر إليها خوفا ألا يسعفنى الوقت؛ وأخيرا وضعت القرآن أعلاها متمنينا أن أحفظه لأن العمر يجرى مسرعا.

***

المرضى عادة بعرفون مواعيدى المسائية؛ قررت أن أذهب إلى عيادتى فترة الظهيرة واعتبرتها فترة للقراءة؛ سررت لهذا؛ مرت أيام قلائل وإذا بى أفاجأ بأحدهم يطرق الباب..

أى خدمة؟

أنا جارك هنا

أهلا وسهلا

ابن عمى ساكن حداكم

حدانا؟

آه

حدانا فين ؟

فى الشقة 8

وأنت جاى تزوره

آه. آنى عنده كل يوم

ليه؟ تبسم ببراءة

باجيب له طلبات.. قلت أزورك انت كمان

ليه؟

بتصعب على أما قريبى قالى إنك قاعد لوحدك..واجب الواحد يسأل ع الناس؛ وانت جار والجار أولى..

أشكرك

جلس يتحدث فى الطقس وتكلم فى السياسة؛ وله آراء واضحة بالنسبة له ونهائية –فى كل شىء ولديه حلول قاطعة ونهائية أيضا فى كل القضايا.

***

غاب عن الحضور يومين؛ فى اليوم الثالث حضر وعلى وجهه ابتسامة كبيرة

استعوأتنى؟

نعم؟

أكيد استعوأتنى ؟

أنا مش فاكر؛ قصدك ايه؟

أصل كان عندى نجار  بيصلح الشباك؛ الدرفة كانت مكسورة من زمان والهوا بيدخل والبرد شديد؛

طيب كويس وصلحت الدرفة؟

آه..أنت عارف الشىء اللى محيرنى هو إيه؟ موضوع البرد والحر ده

محيرك إزاى؟

لو يعملوا درجة حرارة فى الصيف والشتا؛تكون ثابتة؛ نقدر عليها بدل الحر الشديد والبرد الشديد ده

مين هم اللى يعملوا؟

الحكومة يعنى

خلاص نكلمهم

بجد؟

آه بس هات لى تليفونهم

تليفون مين؟

الحكومة

احتار فى الإجابة وقال:

آه..أنا آسف يعنى انى ماجيتلكش البومين اللى فاتوا؛أنا قلت خايف أكون مجصر فى حقك!

ضحكتُ؛ وتذكرت جملة والله ما جصرت! التى يقولها إخوانا فى الخليج؛وقلتها له.

مقالات من نفس القسم

موقع الكتابة الثقافي uncategorized 12
تراب الحكايات
عبد الرحمن أقريش

المجنون