من جهته، قال خالد البلشى، رئيس تحرير جريدة البديل المتوقف صدورها، إن الكاتب الراحل كان يطالب بتداول السلطة، وتمكين الشباب، وإنه نجح إلى حد بعيد فى تطبيق هذه المبادئ فى تجربة إصدار جريدة البديل.
وأضاف البلشى أنه كان حريصا على عدم إخبار المفكر الراحل بتفاصيل الأزمة الاقتصادية، التى أسفرت عن إغلاق الجريدة، وتوقفها عن الصدور، وقال: «كان من المستحيل أن أخبره بأن حلمه ينهار أثناء معاناته مع المرض فى فرنسا».
وأكد البلشى أن الدكتور سعيد كان قادرا على قبول الآخر إلى أقصى درجة، على الرغم من إيمانه العميق بأفكاره ومبادئه، على حد قوله.
من جهته، قال جورج إسحق، عضو حركة كفاية، إن الحركة الوطنية فقدت مفكرا ومناضلا بوفاة الكاتب الراحل.
وحرص إسحق على حضور مراسم دفن الفقيد فى مسقط رأسه بمدينة بورسعيد. وأكد أن أعضاء الحركة كانوا يلجأون إليه لإنهاء خلافاتهم، مشيرا إلى أنه يرجع له الفضل فى رأب الصدع، وتأسيس ائتلاف المصريين من أجل التغيير.
وقد ولد الكاتب والمحلل السياسى محمد السيد سعيد كاتب فى بورسعيد فى 28 يونيو 1950، ودرس فى كلية الاقتصاد والعلوم السياسية التى تخرج فيها عام 1973.
كما شارك مؤسس البديل فى حرب 6 أكتوبر، ثم التحق بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية بعد إتمامه الخدمة العسكرية عام 1975.
وقد تم اعتقال سعيد لمدة شهر عام 1989، بعد اتهامه بالتوقيع على بيان حقوقى يدين اقتحام قوات الأمن مصنع الحديد والصلب وإطلاق النار على العاملين فيه، أثناء إضراب عمال المصنع الشهير.
يروى مصطفى نايض، عامل بشركة الحديد والصلب تم اعتقاله عام 1989، تفاصيل فترة اعتقاله مع المناضل الراحل قائلا: «كان يحرص على شد أزر العمال فى ندوات ولقاءات كان ينظمها فى سجن «أبوزعبل» طوال فترة الاعتقال».
وأضاف: «فوجئنا باستمراره فى النضال العمالى، ومطالبته بالإفراج عنا بعد إطلاق سراحه، على الرغم من تعرضه لأبشع أنواع التعذيب، حيث كانوا يطلقون الكلاب البوليسية لإرهابنا».
جدير بالذكر أن الكاتب الراحل شغل منصب رئيس تحرير صحيفة البديل منذ صدورها عام 2007 إلى أن استقال منها فى أكتوبر 2008.