المشاكل تُغيّر شكلها على الدوام.
أما الرؤية فلا. فهي تحتفظ دائما
بالشكل عينه،
غير أن حجمها يتغير.
.
وهذاهو السبب في أن من الصحيح القول
إنّ الخطأ هو وحده الذي يتغير،
كما أن من المؤكد أيضاً
أن الرؤية هي في حالةٍ مائعةٍ كُليّاً
وأن ثمّة ريحٌ مخيفةٌ هناك
وأن قدرتها على التحول مدهشة.
———————————-
يعتبر البرتو بلانكو واحداً من أهم الأصوات في الشعر المكسيكي المعاصر، ومن الأدباء المتعددي المواهب والاهتمامات. فهو إلى جانب الشعر يكتب المقالات ويمارس الترجمة، بالإضافة إلى اهتمامه بالفن التشكيلي والموسيقى والغناء. ولعل ما يميزه عن الكثير من الشعراء المعاصرين هو تلك العلاقة التي يعكسها في أعماله بين الشعر والعلم.
ولد بلانكو في العاصمة المكسيكية نيو مكسيكو، وفيها قضى أيام طفولته وبواكير شبابه. التحق بالدراسة الجامعية وحصل على درجتيْ بكالوريوس أولاهما في الكيمياء والثانية في الفلسفة. وإثر ذلك كرّس عامين للدراسات الأسيوية.
نشر أول إنتاجه في إحدى المجلات في 1970، ثم عمل عمل مُصمماً وشريكاً في تحرير مجلة “زهوان” بين عامي 1975 و 1977. ولم يلبث أن حصل على منحة من مركز الأدباء المكسكيكيين. وقد تلقى بعدها العديد من المنح من عدد من المؤسسات الثقافية والجامعات المرموقة، مثل برنامج فولبرايت وجامعة كاليفورنيا – إيرفين ومؤسسة روكفلر وسواها.
يعتبر بلانكو من أكثر الأدباء غزارة في الإنتاج. فقد صدر له ما يربو على 1400 عمل مطبوع بينها أكثر من 70 كتاباً و 200 مقالة ومئات المطبوعات في المجلات والصحف. وقد كُتبت حوله عشرات المقالات والدراسات والأبحاث وعدد من رسائل الماجستير والدكتوراه، وأجريَ معه ما يزيد على 60 مقابلة.
فاز بلانكو بعدة جوائز بينها جائزة كارلوس بيليسر للشعر عام 1088، وجائزة خوسيه فوينتس ماريس للأدب عام 1989 عن كتابه “أغنية الى ظل الحيوانات،” كما حظي بالتكريم من المجلس العالمي لكتب الشباب في هولندا عام 1996 عن كتابه “الحشرات أيضاً تتصف بالكمال،” وحصل على جائزة ألفونسو إكس للتميز من جامعة سان دييغو الحكومية عام 2002 عن جهوده في الترجمة.
اكتسب بلانكو شهرة عالمية، فشارك في عدد كبير من المهرجانات الشعرية العالمية وقدّم العديد من الدورات والوُرَش والقراءات والمحاضرات في ما يزيد عن خمسين جامعةً في الولايات المتحدة وكندا وعدد من دول أميركا اللاتينية وأوروبا. كما تُرجمت أعماله إلى معظم اللغات الأوروبية بما فيها الإنجليزية والفرنسية والألمانية والإيطالية والروسية والدنماركية والسويدية والبرتغالية، بالإضافة إلى اللغات العالمية الأخرى.