طارق هاشم
إلى قسطنطين كفافيس
قلت لك
أكثر من مرة
أن المدينة تراقبنا
ترسل لصوصها كل صباح
كي يسرقوا عناقنا
تعمل جاهدة
كي تحررنا من محبتنا
هذه المدينة قاسية ومغرورة
وتتباهى بقصائدها المسروقة
هي عذبت شعراءها أصلا
سرقت قصائدهم
ومرغتها في الوحل
لذا لا أريدك أن تأخذي حنانها
على محمل الجد
ففي اللحظة التي ستخبرك فيها
أنها تريدك
ستكتب شعرا في امرأة أخرى
هذه المدينة الغادرة
صدقيني
أنا أعرفها من قصائدها
هي تحترف الكذب
كأي امرأة أحرقت رسائل من تحب
ومنذ متى
ونحن نصدق المدن
لذلك حين تعانقيني
انظري خلفك مرات ومرات
هي لا يسعدها
أن ترى عاشقين على شفا قبلة
وعديني
أننا عندما نلتقيها في الطرقات
سأعطيك ظهري
كما لو كنا متخاصمين
خذي حذرك
لا تقولي لي صباح الخير
هكذا بحنان ظاهر
ربما طار عقلها
وراحت تشردنا أمام الناس
وـنت لا تعرفين غيرة المدن
لاترسميني على إحدى صخورها
كي لا تلقي بها في البحر
على أمل أن يذيب الماء ملامحي
تلفتي جيدا
وأنت تقدمين لي طعام الصباح
لا تبتسمي هكذا ببراءة
فهي لا تحب المبتسمين
كوني حذرة
حتى عند النوم
كي لا تأتيك في الحلم
وتسألك
هل مازلت تحبيني
قولي لها ولو كذبا
أن من أحببته
ضبطته بالأمس
في حضن قصيدة أخرى