العتبات القديمة

zizi shosha
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

زيزي شوشة

البدء من العتبات القديمة،

المتآكلة من أثر الرحيل،

الرحيل المتكرر

المكتوب على وجه السماء

السابح في الدم الأعمى،

المتكوم على الحناجر

كصوتٍ قديم

..

الكتابة على الجسد،

للوصول إلى القلب

القبض على المعنى،

بأصابع ملتهبة

تسريب الحنين إلى القدم

تجميع الأيام،

ثم طعنها مرة واحدة

..

لابد أن ينتهي كل شيء في تلك الظهيرة،

أن ننقي الدماء من الأسماء والأرقام،

أن ننكر التاريخ وكأننا ذاهبون إلى النوم

ليتوقف الله عن الدوام

..

“دلوقتي نقدر نفحص المنظر”

أحدهم قطع الجسد،

فجاءت الخرائط نازفة،

أحدهم ألقى بالآخر في البحر،

أحدهم أطلق صرخته في ميدان ضائع،

فصار شمسا ملتهبة فوق الرأس،

أحدهم منحني جائزة مسمومة

آه

مات الشعراء منذ زمن بعيد،

ولم يغيروا الطريق….

أريد أن أتوقف قبل أن أتفحم،

في المنتصف

أريد أن أخفض صوتي،

قبل أن يصفعني أحدهم على وجهي،

أريد أن أتحدث بنعومة:

أيها البائع،

اعطني ثوبا مشقوقا،

لأذهب مع الرجل الضائع

أيتها التائهة،

امنحيني ضياعك،

كي أذهب مع الرجل الضائع،

أيها الضائع،

المنسحب من الزمن،

بلا دماء على قميصك،

رأسك مفتوح لليل،

قدماك ذاهبتان مع النهار

ضيعني في المنتصف،

كي لا أعود،

إلى العتبات القديمة

 

مقالات من نفس القسم