الطاهر شرقاوى .. الصمت فكراً وتأملاً

موقع الكتابة الثقافي uncategorized 36
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

مجدي عبد الرحيم

الطاهر شرقاوى القاص والروائى الانسان العاشق. القادم من الجنوب بسحره، وتاريخه وتراثه، واخلاقه وثقافته ، ولغته التى مازال لسانه رطب بها، يحفظها ويتحدث بها بكل ما تحمله من قيم وعبق وتاريخ ضارب فى الجذور متوغل فى القدم ، لم تستطيع القاهرة بكل ما تحمله من حراك وزخم وعالم داهش ان تغيره قيد انمله ، فمازال قلبه يحتفظ بالبراءة والطفوله والطهارة والحنين الى الجنوب.

الطاهر شرقاوى.. ذلك المبدع الذى قدم أوراق إعتماده ككاتب من الكتاب المخلصين أصحاب الرؤيه الخاصه والمتميزة ، منذ اصدار “البنت التى تمشط شعرها”مروراً بمجموعته القصصية “حضن المسك”، رواية “فانيليا” ، “صوت الكمان”، “عجائز قاعدون على الدكك”، حتى روايته الاخيرة .. “عن الذى يربى حجرا فى بيته”، والتى نال عنها جائزة افضل عمل روائى صادر عام 2012 فى معرض الكتاب، وذلك بالاضافة إلى حصوله عام 2010 على جائزة ساويرس.

الطاهر شرقاوى فنان يمتلك رؤية فنية مكنته موهبة السردية وقدرتة الهائلة على وصف الأماكن ورسم الشخصيات والإلمام بالتفاصيل الصغيرة والدقيقة والتوظيف الجيد مع المقارنة بين الماضى والحاضر واستشراف المستقبل ، فلدية رؤية للواقع وكاميرا تلتقط الهم الإنسانى بعين خبيرة مدربة على التقاط خفايا وبواطن النفس البشرية ، وما يكمن بداخلها من خير وشر .

عوالم الطاهر شرقاوى الخاصة محكمة البناء والتطور، كلماته يختارها بعناية ودقة من غير ترهل أو نقصان، ولغة الخاصة المغايرة تساعد على سرعة الايقاع لما يمتلكه من حرفية ومقدرة عالية على رسم شخصياته بتميزواحكام وتمكن، مع توظيف رؤيته الخاصة داخل العمل.

الطاهر شرقاوى الصامت دائما .. ويخفى خلف صمته مبدعا مختلفا يرصد الاشياء ويتأمل الامكان والتفاصيل ..اذا جلست بجواره ربما لا تشعر بوجوده من فرط هدوئه وسكونه ..اذا تحدث كان قليل الكلام ..صوته هادئ لا يعلو مطلقا .. أجزم انني لم أر الشرقاوى غاضبا او حادا فى حوارته او مناقشاته او تعاملاته مع الناس ، تعلو وجهه دائما ابتسامة رضا وتفائل وحب تدفعك للتواصل الحميم معه .

يجيد عرض ارائه وافكاره بدقة وقدرة عالية على الاقناع، ورغم غزارة علمه وتنوع مصادر اطلاعاته لا يدعى المعرفة.. يرحب دائما بانتقادات الاخرين ولايعلق عليها يجيد ادب الحوار والانصات والاستماع إلى الآخرين.

الطاهر شرقاوى انسان بدرجة عاشق محب للبشر لايهاجم ولا ينتقص ولا ينتقد صديق ، تتفاعل وتبحر فى الحديث والتواصل معه بعفوية لصدقة وتواضعه .

احب الطاهر شرقاوى على المستوى الانسانى .. لقدرته على النفاذ إلى قلبك بسرعة غريبة، ترتاح الى حديثه الصادق وجهه الطفولى، عفوى لا يتكلف فى الحوار، بسيط يشعرك دائما بأهميتك له وقربك منه … دفء مشاعره وصدق احاسيسه تجعلك ترتاح دائما الى صحبته .

ربما تناول الجميع اعماله المتميزة بالنقد ولكنى احاول رسم صورة بسيطة لشخصية الطاهر شرقاوى الصديق المحب لاصدقائه الودود البشوش المرح دائما .

 

عودة إلى الملف

مقالات من نفس القسم