الشمس ليست مشرقة

أيام الشمس المشرقة
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

رشا عبد الوهاب

حياة لا تشبه الحياة، إطلاق نار عشوائي، انتحار، بؤس ووحدة، حيوات متفرقة انتقلت من مأساة إلى مأساة أكبر، ملامح مشوهة ظهرت ندوبها بشكل أكبر، ربما من خلال هذه المسارات المتقاطعة بقسوة، رسمت ميرال الطحاوى عالم روايتها «أيام الشمس المشرقة». فشخصيات مثل «نعم الخباز» أو «نجوى» أو «سليم النجار» و»ميمي» ليست سوى صورة بائسة للاجئين إلى أرض ليست هى أرض الخلاص أو الأحلام، بل بوتقة لقتل ما تبقى من إنسانيتهم. ويبقى سؤال «لماذا جئت هنا؟» الأكثر إثارة للغضب ولاختلاق قصص متخيلة من أجل البقاء. فـ «نعم» التى قادتها أقدارها أن تكون ابنة لأب مزواج، وأن تتشوه ملامحها بفعل احتراق وجهها، وتتحول إلى خادمة لمسنين، ثم تلقى بها الأيام إلى السفر لـ «أرض الشمس المشرقة»، وتنجب طفلين من لاجئ مثلها بائس يلفظها سريعا ويختفى، لتجد نفسها فى النهاية أما لشاب ينتحر وآخر يهرب نتيجة كراهيته العمياء لها، تبحث عن الحب والتحقق بلا طائل. أما شخصية المثقف «سليم النجار»، الذى لا يعرف أحد هويته الحقيقية ولا من أين جاء، فيلخص قضية اللجوء بوصف «العبودية الجديدة» و»العبيد المتطوعين»، وأن «الشمس المشرقة ليست سوى شرك رأسمالى واستغلالى وغير آدمي». وهناك «نجوى» التى ولدت لأسرة متوسط الحال، وحاولت مواجهة إحباط والدتها بالتفوق فى الدراسة والسفر من أجل الدراسات العليا، إلا أنها دخلت إلى جانب باقى شخصيات الراوية فى «دائرة البؤس» نفسها. الفارين من الجحيم، ليس عليهم سوى قطع تذكرة الجحيم نفسه بدخول غير شرعى عبر المعابر الحدودية لمحو الماضى التعس والحاضر العبثى أملا فى مستقبل مشرق. ربما دفعت الذكريات الأليمة هؤلاء جميعا إلى الهروب، ولكن إلى أين؟

عودة إلى الملف

مقالات من نفس القسم