لا رغبة لي بطعام يُقذف في فمي متى اشتهيت، كما يحكي أبي سعيدًا عن تسهيلات الجنة. أرغب بقطف الفاكهة من الشجر وتقشيرها بنفسي، لا أريد إلا أن تكون نظيفة.
لا بأس من جعل عملية تقشير الرمان ذاتية، فلا يجوز أن استغرق ساعة وأكثر في فرط حباته الحلوة لأنتهي من التهامها بعشر دقائق. أترك لي متعة الانتظار القصيرة لفنجان قهوة. الانتظار لا يجب أن يذهب في كل الأحوال، على أن يبقى قصيرًا، يوجع القلب بلذة الوخز ولا يعتصره.
سيتلاشى رهابي من الحيوانات والطيور، أمتطي الأحصنة، أرقص مع الثعابين وهي تتلوى على جسدي، أركض مع الذئاب ولا أرتعش من لمس العصافير والفراشات الملونة.
سأتقدم لدروس الرقص، لا أحب أن أبدو راقصة محترفة في الجنة. أخطاء الرقص مسلية، وستمنحني متعة أكبر. هذا مع رقص التانجو, أما الفلامنكو فلا سبيل لخطأ واحد هنا، سأرقص كغجرية، كقاتلة محترفة في الجحيم.
سأطرد جميع الخدم، لا أريد قصورًا كبيرةً أتوه بين حجراتها، بيت صغير وجميل كافِ جدًا. وأرجوك إلهي ألا تحرمني من رغبتي المُبيَّتة في طرد الحور العين معهم. الحديث عن أن نساء الأرض سيكن أكثر جمالًا منهن وبهذا لن أغار ليس كافيًا أبدًا. ولنُبقي على قدرتي أنا في إغاظة من أحب، مثل تلك المتع لا يجب أن تندثر في الأخرة.
سأسعى لإخفاء جميع أدوات التعذيب المجهزة لعقابي، السيخ المحمي للأذن، سلاسل الأعناق وأغلال وقيود الأيدي والأقدام. فكرت لوهلة في أخذها للأرض معي، لكنّي تراجعت. سيكتشفها الأمن على الأرجح ويستخدمها لصالحه.
لا داعي لأن أعرف بخلودي هناك سيُخيفني الأمر ويصيبني بالملل. وبعيدا عن الجنة والجحيم لنعود للأرض. هذه أمنية خاصة جدًا، أريد أن تكشف لي عن وجهه، لا كما يحدث في أحلامي، حين يأتينى بوجه منير، بضياء جميل ومحبب للقلب، وخبيث يحجب ملامحه عني. اعطنى أحرف اسمه كاملةً.
حين أعود من جولتي السماوية، أخبئ تلك الذكرى عني. أحولها لنبضات زائدة كلما صادفته، لحيرة لذيذة، كأن أردد بيني وبين نفسي هذا السؤال السينمائي السخيف “إحنا اتقابلنا قبل كده؟”
ماذا؟ هذه ليست أمنيات طفلة صغيرة! نعم، تذكر قولي إنه احتيال ليس إلا.