الحقيبة تمتلئ!.. قاموس آفاق المدرسي: دراسة معجمية نقدية

فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

أ.د. خالد فهمي

كلية الآداب/جامعة المنوفية

0/في مديح المعجمية من أجل البيداجوجيا!

         تبدو أهمية المعجمية في مجال التربية والتعليم أو “البيداجوجيا” مسألة جوهرية بالنظر إلى أمرين ظاهرين جدا هما:

أولا- أن المعجمية تتوجه بالأساس إلى خدمة الإعانة على تحصيل المعنى، والفهم والإدراك من خلال ما تنهض به من خدمة الوظيفة الأم للمعجم المتمثلة في تفسير الدلالات، وشرح المعاني للكلمات أو الألفاظ أو المصطلحات.

         وعند هذه النقطة يعلن علماء التربية وعلم النفس أن “مرحلة المعنى” تلك التي تؤكد على المعنى والفهم –هي أهم مراحل النمو في النظام المدرسي الإبتدائي، ذلك كما يقرر : س.إ. بيبي في كتابه:[نوعية التربية في البلاد النامية، س.إ. بيبي، ترجمة كمال السيد درويش، دار الثقافة، بيروت، والجامعة الليبية، كلية الآداب، بلا تاريخ ] (ص 106).

ثانيا- أن المعجم في زاوية من زاويا النظر التربوية إليه هو نوع من الكتاب المدرسي ، وهو أمر لا ندعيه أو نجازف بزعمه، فقد قرره نفر من المشتغلين بالتربية، حيث يقرر على أحمد صالح العموري في [ صعوبات اكتساب الفصحى لدى أطفال المغرب العربي، على أحمد صالح العموري ، أكاديمية الفكر الجماهيري، طرابلس، ليبيا ، 2009م ] (ص130) :

         أن المعجم العربي يندرج ضمن المفهوم الموسع للكتاب المدرسي، ثم يزيد      (ص135) فيقرر أن المعجم الإليكتروني يندرج ضمن المفهوم الموسع للوسائل الإعلامية بوصفها مؤسسات تعليمية، ووسائل تعليمية.

         وبالإمكان الاستمرار في مديح المعجمية من أجل التربية من طرق متنوعة تتعلق بأثرها في النمو اللغوي خلال مراحل الطفولة وما بعدها، على ما يقرره العموري مرة أخرى(ص65)

         وقد كان لهذه الأهمية المتنامية لدور المعجمية في التربية أثرها في إنتاج قطاع يمكن تسميته بالمعجمات المدرسية، أو المعجمات الطلابية؛ وربما لحق بها معجمات الأطفال اللغوية والمصورة والتلوينية التي تنهض على نشاط التلوين للصور الشارحة للكلمات.

0/قاموس آفاق المدرسي : ماهيته وأهميته

      صدر قاموس آفاق المدرسي، للدكتور وجيه يعقوب السيد عن : آفاق للنشر، الكويت سنة 1443هـ=2022م.

1/1.قاموس آفاق المدرسي:خطاب النوع

        ينتمي هذا العمل المرجعي المعجمي إلى نوع المعجمات المدرسية، وهو نوع نتج من تحكيم معيارين ظاهرين هما:

أولا- معيار المراحل العمرية.

ثانيا- معيار الوظيفة أو الغرض الأساسي من تصنيفه.

        يقول الدكتور أحمد مختار عمر [صناعة المعجم الحديث، د. أحمد مختار عمر، عالم الكتب، القاهرة، ط1 سنة 1418هـ= 1998م](ص ص 42-46):

       “تختلف أنواع المعاجم حسب السن المقدرة لمستعمل المعجم” ويعود فيقرر أنه يمكن أن تقسم المعاجم المدرسية ثلاثة أقسام بحسب المرحلة العمرية، وهي (ص43).

أ-معاجم الأطفال.

ب-معاجم التلاميذ (المرحلة الابتدائية، أو الأولية)

ج-معاجم الطلاب (فيما قبل الجامعة، أو طلاب الإعدادي أو المتوسط، والثانوي أو التوجيهي.

ثم يقول في وضوح شديد (ص43):

      “وقد كانت معاجم الطلاب – ذات الهدف التعليمي في الأساس– مبكرة في وجودها الحديث، ولاسيما في الغرب.

       وفي مبحث التصنيف المعجمي من كتاب[ المعاجم عبر الثقافات… دراسات في المعجمية ، هارتمان، ترجمة، د. محمد محمد حلمي هليل، مؤسسة الكويت للتقدم العلمي، الكويت ، ط1، سنة 2004م]       (ص ص 84-89) يقرر أن هناك صنفا معجميا ينتج من (87)” التمييز على أساس المرحلة العمرية للمستعمل، وينشأ عنه أعمال متدرجة متنوعة من معاجم الأطفال… والمعجم المدرسي school dictionary

 والدليل على انتماء “قاموس آفاق المدرسي” إلى المعجم المدرسي ما يلي:

أولا- تحليل خطاب العنوان من واجهة المعجم؛ فقد جاء عنوانه استعمال القيد               “المدرسي” وجاء على صفحة العنوان أنه أعد “لطلاب (المراحل) الابتدائية، والمتوسطة (=الإعدادية) والثانوية.

ثانيا- تحليل خطاب المقدمة من واجهة المعجم التي ورد فيها ما يدل على وعي صانعه بنوعه، يقول الدكتور وجيه يعقوب السيد (ص7):

       “هذا المعجم … كان حلما يراودني وأملا يداعبني؛ لما لمسته بنفسي من حاجة طلاب العلم في مراحل التعليم الأولي (قبل الجامعي) لمثل هذا المعجم”

ثم يعود فيقرر في سياق بيان الدافع وراء إنجاز هذا المعجم فيقول (ص8):

        “غير أن الناظر في هذه الجهود[السابقة في إنجاز المعجمات] على تنوعها واتساعها وشمولها – يلاحظ أنها [ربما] لا تكون مناسبة للطلاب … والمبتدئين في المراحل التعليمية والعمرية المتقدمة” وهو ما دفعه إلى إنجاز معجم راعى فيه (ص9):

” الإجراءات والضوابط التي تضمن للطالب… الوصول لهدفه بسهولة ويسر”

ثالثا- تحليل خطاب الإجراءات والخصائص المرعية في إنجاز المعجم.

        لقد ألح الدكتور وجيه يعقوب السيد على رعاية حزمة من الإجراءات التي تهدف إلى خدمة (ص8):

        “الطالب المبتدئ (لأنه) … بحاجة إلى معجم ذي طبيعة خاصة تشرح له فيه الكلمات بصورة سهلة وعصرية”

       ويقول (ص9) : “ولتحقيق هذا الهدف راعيت في تصنيف هذا المعجم جملة من الإجراءات والضوابط التي تضمن للطالب … سهولة البحث فيه، والوصول لهدفه بسهولة ويسر”

وقد كرر ذكر “هذا الهدف” في الإجراءات التي نفذها، يقول مثلا (ص9):

أ-إنه رتب المداخل في المعجم على نظام الترتيب “الجذعي” أو غير الجذري؛ لأنه     ” لا يخفى (ما) في هذ الترتيب من تيسير على أبنائنا الطلاب والدارسين في المراحل الأولى من التعليم”

ب-وإنه ضبط المداخل ضبطا دقيقا(ص9)؛ لأن” هذه الطريقة تساعد الطالب على التمييز بين الاسم والفعل والحرف”

ج-إنه اهتم بالمعاني الحقيقية والمجازية (ص10) لأن “هذا الأمر … في مصلحة الطالب الذي يدرس الكلمات ومعانيها من خلال النصوص والسياقات المختلفة”

1/2- قاموس آفاق المدرسي : خطاب الأهمية

          على الرغم من عراقة المعجمية المدرسية في العصر الحديث على ما ظهر من تقرير سابق هنا للدكتور أحمد مختار عمر –فإن نصيب العربية في العصر الحديث من المعجمات المدرسية قليل بدرجة ملحوظة من المنظور الكمي، ومتراجع بدرجة ملحوظة أيضا من المنظور الكيفي الخاص بخصائص المعجمات المدرسية ، يقول الدكتور خالد فهمي [ زمان المعجم ..دراسات نقدية تطبيقية في اللسانيات العربية ، د. خالد فهمي ، دار المقاصد ، القاهرة ، ط1 سنة 1437هـ= 2016م] ( ص109)

       ” إننا ما زلنا بحاجة إلى معاجم مدرسية عامة واصطلاحية لخدمة ثقافة التعليم العام، وخدمة مؤلفاته، وعلومه المقررة على طلابه ولخدمة المصطلحات المتداولة في هذه العلوم، ولخدمة الأعلام، والمعارف الدوارة فيها، لأن ما هو قائم فعلا نادرة جدا على المستوى الرسمي والأهلي.

        “بمعنى أننا في حاجة إلى صناعة معجم مدرسي عام ذي صبغة موسوعية لخدمة النشاط التعليمي، يقوم على رؤية واقعية ومستقبلية، وبمعنى أننا للمرة الألف- – ما زلنا في حاجة إلى صناعة معجم مصطلحات لخدمة المقررات المتداولة في هذه المراحل التعليمية.

ومن ثم فإن تحليل خطاب الأهمية يكشف عما يلي:

أولا- استجابة المعجم لحال الندرة التي تحيط بالمعجمية المدرسية، وتلبي الطلب لمواجهة هذا التراجع الكمي.

ثانيا- ظهور الوعي- النسبي- من صانعه بطبيعة حال الندرة الكمية التي تصف المعجمية المدرسية، كما جاء في مقدمة هذا المعجم.

ثالثا- ظهور الوعي النسبي من صانعه بطبيعة الإجراءات الخاصة التي ينبغي أن تراعي وتلتزم عند صناعة المعجمية المدرسية.

رابعا- إعلان المعجم إرادته (ص11) : “تقديم المعجم في قالب سهل وعصري ومحبب للطالب “

       وهذا نقطة ربما أتت من الدكتور وجيه يعقوب السيد لنمط من الاستجابة لآثار تطبيقات منظور المستعمل، وهذه النقطة المتعلقة بالاستجابة لتقديم معجم عصري جاءت صريحة في كلمة ظهر الغلاف بوصفها عتبة نصية مهمة في الكشف عن بعض محددات خطاب الأهمية لهذا المعجم.

حيث جاء فيها:

         “ألف هذا القاموس خصوصا من أجل تذليل الصعاب أمام طلاب المراحل التعليمية المختلفة، حيث يتناول:

-شرح المفردات الصعبة بطريقة سهلة وميسرة ومختصرة تساعدهم على فهم النصوص التي تضمنتها مناهج التعليم في البلدان العربية…؛

– إن هذا القاموس فريد في بابه…،

– إن هذا القاموس يمتاز… بأمور عديدة ، لعل أهمها:

  • سهولة البحث عن المفردات المراد معرفة معناها…؛
  • ضبط الكلمات بصورة دقيقة ….؛
  • عدم الاكتفاء بالمعنى المعجمي للمفردات(فقد) حرص القاموس على تسليط الضوء على المعنى المجازي، والاستخدام الأدبي والسياقي للمفردات”

خامسا- الاستناد إلى خبرة عريقة لصانعه الدكتور وجيه يعقوب السيد في التدريس في أكاديميات مرموقة في مصر ودولة الكويت.

سادسا- الاستناد إلى خبرة  عريقة لصانعه في الكتابة للمراحل العمرية المتقدمة، ولاسيما في ميدان الكتابة للأطفال، وميدان الكتاب المدرسي (انظر : السيرة الذاتية للدكتور وجيه يعقوب السيد (ملحق بالمعجم) ؛ ص ص 677-680)

سابعا- الإسهام في صناعة تراكم في مجال المعجمية المدرسية تعين على تطور المجال.

2/قاموس آفاق المدرسي : خطاب التصنيف المعجمي

        يشير خطاب التصنيف في المعجمية الكلاسيكية، لدى هارتمان وجريجوري جيمس مثلا (ص 92؛ 94)، وفي معجمية الشرح والتأليفية لدى إيغور مالتشوك، وأندري كلاس، وآلان بولغار مثلا ؛ في [ مقدمة لمعجمية الشرح والتأليفية ، إيغور مالتوشك وآخرين ، ترجمة هلال بن حسين ، دار سيناترا ، المركز الوطني للترجمة ، وزارة الثقافة والمحافظة على التراث ، تونس ، 2010م] (ص111)-إلى أن المعجم ينهض على بنيتين هما:

2/1-البنية الكبرى؛ بوصفها التنظيم الكامل للقاموس، أو الهيكل العام له.

2/2-البنية الصغرى؛ بوصفها التنظيم للنصوص القاموسية، أو مجموع معلومات التعليق على كل مدخل معجمي.

2/1-قاموس آفاق المدرسي : خطاب البنية الكبرى

البنية الكبرى هي التنظيم الكامل للقاموس أو الهيكل العام له، وهو هنا مكونة من :

2/1.1-واجهة المعجم، صفحة العنوان، وصفحة ظهر الغلاف، والمقدمة.

2/2.1- متن المعجم، وأبوابه وفصوله.

2/3.1-ملحق المعجم؛ السيرة الذاتية لصانع القاموس.

وفيما يلي تحليل هذه المكونات، وتحليل وظائف كل مكون منها:

2/1.1- واجهة المعجم، وملحقه.

نهضت واجهة المعجم بما يلي:

أولا- بيان نوع المعجم؛ بوصفه معجما مدرسيا أحادي اللغة، ذو سمة موسوعية؛ لأنه يضم إلى المداخل اللغوية، مداخل اصطلاحية، ومداخل تنتمي لأسماء الأعلام.

ثانيا- بيان طبيعة المستعملين المقصودين الموزعين على ما يلي:

أ-طلاب المرحلة الابتدائية.

ب-طلاب المرحلة المتوسطة أو الإعدادية.

ج-طلاب المرحلة الثانوية.

ثالثا- القيام بوظيفة تحقيق الموثوقية لدى مستعمليه من خلال الملحق الذي توجه للسيرة الذاتية لصانع المعجم الدكتور وجيه يعقوب السيد الذي يتمتع بخبرة جيدة في ميادين:

أ-التدريس

ب-الكتابة للأطفال

ج-العمل في مجال الكتاب المدرسي في عدد من المؤسسات المعنية.

رابعا- بيان منهج المعجم الذي رتبت الكلمات فيه كما يلي:

  • ترتيبا ألفبائيا خارجيا على ترتيب حروف الهجاء العربية في المشرق العربي، وهو أثر من آثار تطبيقات منظور المستعمل، حيث جاء ترتيب هذا القاموس خارجيا في 28 بابا على عدة حروف المعجم، مع تفاوت في كثافة المداخل / الكلمات في كل باب / حرف مرجعه إلى طبيعة اللغة العربية نفسها.

ب-ترتيبا ألفبائيا جذعيا، أي على وفاق استعمال الكلمات، ونطقها في الاستعمال ، يقول في المقدمة (ص9):

        “راعيت في تصنيف هذا المعجم جملة من الإجراءات والضوابط التي تضمن للطالب… سهولة البحث فيه، والوصول لهدفه بسهولة ويسر،

 ومن هذه الإجراءات : (منهج الترتيب):

“وعدم الاعتماد في ترتيب كلمات المعجم على الجذر اللغوي… وإنما ترتب الكلمة كما تكتب أو تنطق؛ فكلمة (استغفار)مثلا لا يبحث عنها في حرف الغين، مادة (غ ف ر) بعد تجريد الكلمة من حروف الزيادة … وإنما يبحث عنها في حرف الألف” وهو ما يعرفه بالترتيب الجذعي للمداخل.

خامسا- بيان غرض المعجم، وهو خدمة الأغراض التعليمية، أو خدمة أغراض تحسين التحصيل الدراسي لطلاب مراحل ما قبل التعليم الجامعي في بلدان الوطن العربي.

2/2.1- متن المعجم

جاء متن المعجم في 28 بابا /حرفا هي عدة حروف المعجم العربي ، وفق الترتيب الألفبائي المشرقي وهو (الترتيب الخارجي)

وجاءت الكلمات داخل كل حرف مرتبة ترتيبا ألفبائيا مشرقيا أيضا وفق نظام الترتيب الجذعي غير الجذري ، مميزة بوصفها بين قوسين هلالين ، ومميزا بين أنواع المداخل المنتمي إلى الأسماء بوضع الحرف”ال” التعريفية قبل القوسين ونزعها مع المداخل ، مع البدء بالفعل ثم الاسم ، ثم الحرف في الترتيب الداخلي.

وقد هدف المعجم من تطبيق هذا النظام إلى تحقيق ما يلي:

أ-التيسير على مستعملي المعجم، بتقليل عمليات البحث عن الكلمات.

ب-وتوفير الوقت والجهد من خلال اختصار العمليات التي كانت تستغرق وقتا وجهدا في تطبيقات نظام الترتيب الجذري.

2/2- قاموس آفاق المدرسي : خطاب البنية الصغرى

        البنية الصغري – كما سبق بيانها- هي التنظيم للنصوص القاموسية ، أو هي مجموع التعليقات والمعلومات التي ترد تحت كل مداخل.

وتتكون هذه البنية الصغري من عنصرين واضحين هما:

2/1.2- معلومات التعليق على الشكل؛

2/2.2- معلومات التعليق على المعنى.

وفيما يلي تحليل موقع كل من هذين العنصرين في هذا العمل المرجعي المعجمي:

2/1.2- معلومات التعليق على الشكل

تقرر المعجمية الكلاسيكية أن النص القاموس ينهض بالتعليق على الشكل فيتوجه إلى خدمة:

أ-معلومات الضبط أو النطق.

ب-معلومات التهجئة.

ج-معلومات الصيغة ، أو المعلومات الجرماطيقية ؛ (النحو /والصرف)

وتحليل موقف المعجم من هذه المعلومات  يكشف عما يلي:

أولا- استغراق العناية بضبط المداخل أو الكلمات المراد شرحها وتفسيرها، بطريقة ضبط القلم أو التشكيل؛ بصورة مستوعبة ودقيقة، وواضحة.

        وهو أمر جيد يحسب لهذا المعجم الجديد، في ضوء طبيعة مستعمليه من طلاب التعليم قبل الجامعي، وفي ظل تراجع ظاهر للنطق الصحيح بين متعلمي العربية من أبنائها.

ثانيا- ظهور نمط من العناية بمعلومات الصيغة، أو المعلومات الجرماطيقية التي انعكست على ما يلي:

  • الحرص على بيان نوع المدخل من حيث الاسمية والفعلية، من طريق وضع”ال” قبل المداخل الاسمية، ونزعها من المداخل الفعلية والحرفية.

ب-الحرص على بيان معلومات الجموع ، بصورة كبيرة ، ومعلومات الإفراد بصورة أقل.

ج-بيان معلومات نوع الاسم، تذكيرا وتأنيثا.

2/2.2- معلومات التعليق على المعنى

تقرر المعجمية الكلاسيكية أن معلومات التعليق على المعنى تتوجه إلى خدمة المعلومات التالية:

أ-معلومات الشرح والتعريف؛

ب-معلومات الاشتقاق؛

ج-معلومات مستوى الاستعمال(معنى معجمي/ ومعنى اصطلاحي/ ومعنى مجازي)

د-معلومات موسوعية (مصطلحات / وأسماء أعلام)

وفيما يلي تحليل لموقف هذا العمل المرجعي المعجمي من هذه المعلومات الخاصة بمعلومات التعليق على المعنى:

أولا- تنوع طرق شرح المعنى، وتوزعها على أنواع الطرق التالية:

أ-طريقة الشرح بالمرادف؛ من مثل : (ص370):

“(الصفح): العفو”

ب-طريقة الشرح بالعبارة، من مثل(ص370):

“ويقال بيض الله صفحته؛ أي: جعله طاهرا نقيا”

ج-طريقة الشرح بالتعريف المحكم القائم على ذكر السمات الدلالية الفارقة للمعرف من مثل؛(ص37):

“ال(صفر): رقم يدل على الرتبة الخالية من الكمية”

ج-طريقة الشرح الإجرائي بذكر الوظيفة؛ من مثل : (ص454)؛” ال(غرفة) : الحجرة المخصصة للمعيشة”

د-طريقة الشرح بالمغايرة أو بالضد، فمثلا (ص61) : “ال(أقلية) خلاف الأكثرية” و(ص93) :”ال(بحر) ضد : البر”

وقد نوع المعجم في الاستشهاد على المعاني بثلاثة أنواع من الشواهد المعجمية جاءت من المنظور الكمي كما يلي:

أ-الشواهد القرآنية(انظر : ص205/ و206/و207وغير ذلك)

ب-الشواهد الحديثية؛ (انظر:ص255)

ج-الشواهد النثرية من الأمثال العربية (انظر ص 307)

ثانيا- ظهور العناية بالمعلومات الاشتقاقية

ظهر وعي صانع هذا المعجم بطبيعة اللغة العربية بوصفها لغة اشتقاقية ، وقد انعكس هذا الوعي فيما يلي:

أ-العناية ببيان المداخل التي أنتجت من طريق النسب ؛ فمثلا(ص29):

“ال(آدمي ) : الإنسان نسبة إلى آدم عليه السلام”

ب-العناية بذكر المصدر إذا كان المدخل من نوع الفعل ، فمثلا (ص173):

“(حاباه) محاباة : جامله ” و(ص174) : ” (حاذاه) محاذاة صار بجواره”

ج-العناية بذكر المشتقات في أحيان قليلة ؛ (انظر 304)

د-العناية بتأثيل المعرب، أو ذكر أصول الكلمات المعربة(انظر : ص333)

ثالثا- ظهور العناية بمعلومات مستوى الاستعمال.

منذ المقدمة والمعجم يشير إلى وعيه بفارق ما بين المعاني المعجمية (الحقيقية ) والمعاني الأخرى المجازية أو الأدبية.

والحقيقة أن المعجم حرص في كثير جدا من الأحيان على ما يلي:

أ-بيان انتماء المداخل إلى اللغة أو الاصطلاح ولاسيما الفقه والنحو(انظر ص69)

ب-بيان المعاني المعجمية والمجازية والشرعية، ولاسيما في باب بيان أسماء الله الحسنى.

رابعا- العناية بالمعلومات الموسوعية

لقد اهتم المعجم بعدد كبير من المداخل الموسوعية بجانب المداخل اللغوية التي هي الأصل، وجاءت هذه العناية موجهة إلى أنواع المداخل  الموسوعية التالية:

أ-عدد من المصطلحات المتنوعة الموزعة على حقول معرفية مختلفة.

ب-عدد من المداخل من نوع أسماء الأعلام الإنسانية والمكانية؛ (انظر : ص638 /هاروت وماروت)

ج-عدد من المداخل من نوع أسماء الشهور؛ (انظر ص 55) / أغسطس)

د-عدد من المداخل من نوع أسماء المعادن ؛( انظر ص 249/ الذهب)

3/قاموس آفاق المدرسي: خطاب النقد المعجمي.

          النقد المعجمي أحد أهم أضلاع البحث المعجمي وفروعه، حيث يهدف إلى تنمية الوعي بالمعجم ، يقول هارتمان [المعاجم عبر الثقافات ، ص62):

إن ” النقد المعجمي… وسيلة فعالة من وسائل زيادة الوعي العام بالمعاجم والنهوض بمستوى النتاج المعجمي”

ويتوقف هذا المطلب هنا أمام:

3/1- خطاب النقد المعجمي الموجه للبنية الكبرى.

3/2-خطاب النقد المعجمي الموجه للبنية الصغرى.

         والحقيقة أن هدف هذا النقد المعجمي هو بالأساس لخدمة ترقية هذا العمل المرجعي المعجمي الذي تمتع بقدر جيد من الخصائص والموائز.

3/1- خطاب النقد المعجمي الموجه للبنية الكبرى

كشف تحليل عناصر البنية الكبرى لقاموس آفاق المعجمي عما يلي:

أولا- عدم الدقة في وضع عبارة “مترادفات اللغة العربية” على صفحة العنوان؛ لأن الحقيقة تقول إن هذا المعجم ليس معجما مختصا بالمترادفات، وإن احتوى على قطاع منها، وهو أقرب لأن يكون معجم مشترك لغوي، وهذه العبارة تثير خلطا في تمثل نوع هذا المعجم وتعيين ماهيته.

ثانيا- غياب استيعاب معلومات إرشادات الاستعمال في المقدمة، فقد غاب مثلا النص على ترتيب المداخل ذات الرسم المشترك عند اختلاف الحركات ، فقد رتب ( الجنة/ بالكسر أولا للجنون وبالفتح ثانيا للحديقة، وبالضم ثالثا للستر، ومع مخالفة ترتيب الحركات هنا للمستقر في العلوم العربية (النحو والصرف والعروض) فإنه لم يشر إلى ذلك في إرشادات الاستعمال.

ثالثا- غياب النص على مصادر مادة المعجم التي كان يلزم أن تكون في مقدمتها:

أ-الكتب المدرسية في البلدان العربية.

ب-الوسائل الصوتية والمرئية- من الوسائل التعليمية.

ج-المعجمات اللغوية المعاصرة.

د-المعجمات الاصطلاحية المعاصرة.

هـ-الموسوعات المختصة.

3/2-خطاب النقد المعجمي للبنية الصغرى

كشف تحليل النصوص القاموسية، أو التعليقات على المداخل في هذا العمل المرجعي المعجمي عما يلي:

أولا- عدم اطراد بيان المعلومات الجرماطيقية المختصة بمعلومات الصيغة صرفيا ونحويا.

ثانيا- عدم اطراد ترتيب معلومات التعليق على معلومات الشكل، أو عدم اطراد توحيد مكان إثباتها.

ثالثا- التورط في الشرح بالمعروف، وهو في الحقيقة لا يقدم شرحا، كان يقول عن      ” القوم : إنه معروف”

رابعا- التورط في التعريف بالدور، كأن يقول : البالغ من بلغ”!

خامسا- غياب الشرح بالموضحات البصرية ، وهو أمر لا يمكن تصوره في ظل تعيين طبيعة المشتغلين الذين يميلون إلى ما يلي:

أ-الميل إلى عدم التجريد.

ب-الميل إلى عدم التركيز

ج-الاستغراق في أحلام اليقظة

ممن كان يلزم معه العناية باستعمال طرق الشرح بالموضحات البصرية من الصور والرسوم وغيرها.

سادسا- تراجع المداخل الموسوعية، فقد غاب أسماء الأنبياء، والقادة، والغزوات والمعارك الكبرى، والكتب السماوية على سبيل المثال.

 

الخاتمة

       تناولت هذه الورقة بالفحص والدراسة(قاموس آفاق المدرسي)بغية تقديم مراجعة علمية نقدية له.

وقد جاءت الورقة في مدخل وثلاثة مطالب كما يلي:

0/مدخل : في مديح المعجمية من أجل البيداجوجيا.

1/تحليل خطاب نوع المعجم، ومحددات أهميته.

2/تحليل خطاب التصنيف المعجمي.

3/تحليل خطاب النقد المعجمي.

وقد كشفت هذه الورقة عن جملة النتائج التالية:

أولا- ظهور الوعي بخطاب النوع من حيث هو معجم مدرسي أحادي اللغة، يهدف إلى خدمة الأغراض التعليمية.

ثانيا- تمتع المعجم بالعناية بعدد من معلومات التعليق على المداخل، وتوزع هذه العناية على التعليق على معلومات الشكل والمعنى.

ثالثا- تورط المعجم في عدد من الأمور التي تحتاج إلى تحسين في المستقبل بتحكيم معايير النقد المعجمي.

 

المراجع:

  1. زمان المعجم ..دراسات نقدية تطبيقية في اللسانيات العربية، د. خالد فهمي ، دار المقاصد، القاهرة ، ط1 سنة 1437هـ= 2016م
  2. صعوبات اكتساب الفصحى لدى أطفال المغرب العربي، على أحمد صالح العموري ، أكاديمية الفكر الجماهيري ، طرابلس ، ليبيا ، 2009م
  3. صناعة المعجم الحديث، د. أحمد مختار عمر، عالم الكتب، القاهرة، ط1 سنة 1418هـ= 1998م
  4. قاموس آفاق المدرسي ، للدكتور وجيه يعقوب السيد عن : آفاق للنشر ، الكويت سنة 1443هـ=2022م.
  5. مقدمة لمعجمية الشرح والتأليفية، إيغور مالتوشك وآخرين، ترجمة هلال بن حسين ، دار سيناترا ، المركز الوطني للترجمة، وزارة الثقافة والمحافظة على التراث ، تونس ، 2010م
  6. المعاجم عبر الثقافات… دراسات في المعجمية ، هارتمان، ترجمة، د. محمد محمد حلمي هليل، مؤسسة الكويت للتقدم العلمي، الكويت ، ط1، سنة 2004م
  7. نوعية التربية في البلاد النامية، س.إ. بيبي، ترجمة كمال السيد درويش، دار الثقافة، بيروت، والجامعة الليبية، كلية الآداب، بلا تاريخ

 

 

مقالات من نفس القسم