“الحرب التي ربحتها أخيرًا”.. بقدم مشوهة

موقع الكتابة الثقافي
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

ياسمين مجدي

"يمكنك أن تعرف الأشياء كلها التي تحبها، لكن ذلك لا يعني أنك تصدقها"، جملة تكررها البنت طوال الحكاية. البنت التي بقت سنوات طويلة في حجرتها لأن لديها قدمًا مشوهة وأمًا لا تسمح لها بالخروج أمام الآخرين. البنت لديها أشياء كثيرة تحبها لكنها لا تثق أنها ستحصل عليها ولا تعرف هل تستطيع الوصول لما تحبه.

في رواية “الحرب التي ربحتها أخيرًا” للكاتبة كمبرلي بروبيكر برادلي. تحكي البنت إدا حكايتها، وهي فتاة في الحادية عشر من عمرها، وهي في حالة حرب كبيرة. الحرب الأولى هي الحرب العالمية الثانية التي يضرب فيها الألمان بلدها بريطانيا، وتعيش إدا مهددة بالموت والقصف، ومن الناحية الأخرى حربها  بعد الجراحة التي تمت في قدمها لتحصل على قدم صحيحة وسليمة. ستغادر إدا غرفتها وتتحرك، وفي الوقت نفسه ستتعلم أشياءً جديدة عن الحياة لم تكن تعرفها. هذه هي حربها لتبحث عن نفسها في ذلك العالم الكبير.

“منذ سنوات قليلة, علمت نفسي كيف أمشي في بيت أمي المكون من غرفة واحدة. أبقيت ذلك سرًا، وكنت أمسح الدم قبل أن تعود أمي إلى المنزل كل يوم. كل ما أردته فحسب أن أترك الشقة وليس المدينة، لكن تعلم المشي أنقذني حينما أرسلت أمي جيمي بعيدًا عن لندن مع الأطفال الآخرين بسبب قذائف هتلر، فتسللت أيضًا. انتتهينا مع سوزان والزبدة في مدينة بحرية، في كينت”.

البنت وأمها

تبدأ رواية “الحرب التي ربحتها أخيرًا” وإدا في المستشفى تستعد لإجراء العملية، وستعرف بعدها أن أمها ماتت في القصف. لا تعرف بماذا عليها أن تحس، كان أخوها جيمي يبكي، وسألت إدا المربية سوزان. ما هو اسم الأطفال الذين لا أب أو أم لديهم.  فضغطت سوزان على شفتيها وقالت لها: “أيتام”. كانت إدا خائفة قليلاً ولا تعرف أين ستعيش بعد ذلك. انتظرت أن تخبرها المربية سوزان أنها ستعيش معهم، لكن سوزان فاجئتها وقالت سنرى ما هي الإجراءات.

تخبرنا الرواية  بتفاصيل عن الحرب. فالأمهات اللاتي يعملن سيضطروا إلى إرسال أولادهن خارج لندن بعيدًا عن العاصمة التي يضربها العدو دائمًا، وقد يموت الأمهات أثناء بقائهن في العاصمة كما حدث لوالدة إدا. أيضًا يساعد الناس بعضهم، فتنشأ تجمعات مثل “خدمة النساء المتطوعات” اللاتي كن يقمن بخدمات كحماية الأطفال، وإيصال الرسائل بين العائلات وبعضها.  

تحول الحياة

الحكايات تحكيها إدا من وجهة نظرها، أثناء تغير حياتها كلها، لتعيش في منزل يجمع عددًا من الأطفال مع السيدة ثورتون ذات الوجه الحديدي، كما تسميها إدا. كانت الحرب بالنسبة لها هي مجموعة أسباب جعلتها تبدأ حياة جديدة، ولا تختبأ كما حدث سابقًا، الحرب غيرت الظروف وأصبحت تعيش وسط الناس.

الكتاب هو الجزء الثاني من الحكاية الأولى “الحرب التي أنقذت حياتي” للكاتبة كمبرلي بروبيكر برادلي، وهو كتاب النيويورك تايمز الأكثر مبيعًا. كان يحكي الجزء الأول عن إدا بعد خروجها من بيت أمها كيف بدأت تجد نفسها. ويكمل الجزء الثاني “الحرب التي ربحتها أخيرًا” الحكاية ليخبرنا ماذا فعلت إدا بعد العملية وكيف خرجت إلى الحياة على قدمين سليمتين.

لحظات قد تغير حياتنا، هذا ليس عن بطلة الرواية وحدها، لكن أيضًا عن مؤلفة الكتاب كمبرلي بروبيكر برادلي. فالمؤلفة درست الكيمياء. وفي الليلة التي كانت ستترك فيها البيت لتذهب إلى الجامعة جلست لتقرأ كتابًا. وفي الصفحة الأخيرة وجدت أن المؤلف تخرج من جامعتها نفسها. كما تقول كمبرلي: “أحسست وقتها بقشعريرة تمر بي، كأنني أرى مستقبلي. فكرت بالطبع أن ذلك قد لا يكون حقيقيًا، لكنه بدا نذير خير…حتى درست بالفعل أدب الطفل مع باتريشيا ماكلان في العام الذي فازت فيه بجائزة نيوبري… ومر وقت طويل قبل أن أكون شجاعة كفاية لأعتبر نفسي كاتبة مبتدئة”

 

عن الكتاب

اسم الكتاب: الحرب التي ربحتها أخيرًا

المؤلف: كمبرلي بروبيكر برادلي

سنة النشر: أكتوبر 2017

 

 

مقالات من نفس القسم