أسرار الطيران
سيفرح الجميع بحذاء عمر الذي يعود بهم سريعًا للبيت ويتغلب على الزحام. وسيكون حلم عمر إشارة إلى كل حلم يفكر فيه الأطفال وأنه ربما يكون هو الواقع الذي سينفذونه غدًا. والألعاب التي يتخيلونها ستكون الحقيقة في المستقبل. ويشير الكاتب في مسار الحكاية إلى مجتمع يؤمن بالكامل بالاختراع وبالولد المخترع وهو ما يعتبر أمنية من الكاتب. لكن سؤالاً يفرض نفسه، كيف سيكون الاختراع مناسباً للجميع ولا يصنع فوضى في الطيران. وهو سؤال لا تجيب عنه القصة.
لم يكتف العشري بتقديم الحكاية فحسب بل قدم المعلومة أيضًا. لأن عمر سيعرف حكاية العالم عباس بن فرناس، العالم العربي الذي حلم بالطيران بأجنحة مثل الطيور. وينطلق عمر من هذه الفكرة إلى أخرى مناسبة للعصر. مع الاعتراف في الوقت نفسه بفضل صاحب الفكرة الأولى.
يهدي الكاتب المصري محمد العشري قصة “الحذاء الطائر” وهي قصته الأولى إلى أولاده: “عمر وآدم وخيال الطفولة الخلّاق”. ليختار اسم عمر كاسم لبطل قصته، ويتحمس لحكايات أخرى للأطفال يكون بطلها آدم. والعشري يعمل في مجال الجيولوجيا، وكتب عدداً من الروايات عن الصحراء، لكنه يختار عند الكتابة للأطفال أن يكتب عن حلم في السماء.
ويلحظ أن العشري كتب الحكاية بطريقة حوارية، كان يناسبها أن تنشر على هيئة كوميكس في مربعات حوارية مصورة متتابعة.
الألوان
رسم شخصية عمر كان مميزاً، لأنه رسم يعبر عن مستكشف صغير، يشبه سوبر مان من أحد الزوايا لكنه يبدو شخصية مستقله ومبتكرة بذاتها في الوقت نفسه. ونجد في خلفية الصور رسومات للعصافير والمكتبة والكمبيوتر والطائرة وهي التفاصيل المرئية التي تدعم الصورة وتشكل صورة ذهنية ملائمة عن الحكاية. بالإضافة لغلاف مناسب لأنه عن صبي يمتلئ وجهه كله سعادة، لأنه حقق حلمه بالطيران. كما وظفت الرسامة هند الشماس اللون البرتقالي في مساحات حيوية، كرمز للتوهج والحيوية، فكانت الطائرة باللون البرتقالي، ورابطة عنق عمر وحذاءه وإطار نظارة الأب، وهي التفاصيل المحركة في القصة نحو تحقيق حلم عمر.
………..
بريفيو
تأليف: محمد العشري
رسوم: هند شمّاس
الناشر: دار أصالة
