الحب الأول

الحب الأول
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

هذه القصيدة لشاعرة من أفضل الشاعرات في تاريخ الشعر العالمي عموما وما أقل الشاعرات الجيدات. هي الشاعرةُ البولنديةُ الكبيرة فيسوافا شيمبورسكا الحائزة على نوبل في الآداب عام 1996. والقصيدة ـ وعنوانها "الحب الأول" ـ مأخوذة من كتاب صدر في شتاء 2005 في الولايات المتحدة الأمريكية بعنوان "مونولوج كلب" بمقدمة للشاعر الأمريكي بيلي كولينز الذي سبق وقدمنا هنا إحدى قصائده.

من بين ما قاله كولينز في مقدمته: إن شيمبوريسكا تعرف متى تكون واضحة ومتى تلجأ إلى الغموض. تعرف أي البطاقات ينبغي أن تكشفها وأيها ينبغي أن يظل مقلوبا.

الترجمة العربية مأخوذة عن ترجمة JoannaTrzeciak إلى الإنجليزية

 

الحب الأول

يقولون

إن الحبَّ الأولَ هو الأهمُ.

وهذا أمر بالغ الرومانتيكية

لكن ليس في حالتي.

 

كان بيننا شيءٌ

وما كان،

كان وانسرب

كان وانقضى.

 

لا ترتعش يداي الآن

وأنا أتحسس تذكاراتي السخيفةَ

أو الرسائلَ المربوطةَ بخيطٍ ـ

ليس حتى بشريط.

 

لقاؤنا اليتيم بعد كل هذه السنين:

مقعدان يتبادلان الكلام

على طرفي منضدة باردة.

 

أحبائي الآخرون

لا يزالون يتنفسون داخلي بعمق.

أما هذا

فلا يجد من الهواء

ما يكفي لتنهيدة.

 

وبرغم هذه الحالِ

يفعل ما لا يقدر الآخرون عليه بعد:

لا يطفو على الذاكرة،

لا يظهر حتى في الأحلام،

يعودني على الموت.

 

هذا الانمحاء التام لشيء كان موجودا، شيءٍ حميميٍّ حميميةَ الحب الأول بكل ما نعرفه عنه من سخونة وجيشان. ومع ذلك زال، كأنما لم يكن له وجود، وكأن قطعة منا زالت بزواله هذا، بل كأن شخصنا القديم الذي عاش هذا الحب هو نفسه قد مات. ليس الحب الأول بالضبط هو الذي يجعل شخصا يألف الموت، بل زواله. هذا الزوال (الموت إن شئتم) الذي لن يكون جديدا علينا، فقد عرفنا الزوال من قبل، ومتنا كثيرا قبل أن نموت. مات نما ذلك الإنسان الذي كان يدق قلبه لمجرد أن يتذكر شخصا آخر، مات من كانت يده ترتعش إذا تحسست رسالة أو تذكارا، مات كثيرون، فلماذا ننتظر الموت انتظار مجهول لا نعرفه؟

مقالات من نفس القسم