البعيدُ ، في يقينه الصافي

موقع الكتابة الثقافي
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

* عند الريح *

سيدخلُ الغرفةَ الآن                                                                          سيحكي ، وأتضاءِلُ ..

أو أهمسُ لقلبي

: يغيبُ بعد برهةٍ ،

لأمسحُ الغبارَ عن جَنَاحاتي ..

كنتُ قد حفرتُهُ على عَظْمَةِ كَفِّي

منذُ أيامٍ ..

وحَطَّت الريحُ على السقفِ

ورتَّبت الضلوعَ على مِقاسِها

فنسيتُهُ ..

ولم ألحظ أنه يكُبُّ الهدوءَ على لُهَاثي

كي تشمَّ الطيورُ القسوةَ

وينكسر عزمها ..

سيدخلُ ،

حاملاً أمي المكسورةِ

من جَرَّتِها

وفأسِ أبي الطائرِ ..

مفاتيح الأنبياءِ

وعرائسنا التي من القشِّ والطينِ

وبحراً

وصندوقاً عليه نقوشٌ من الرملِ ..

أقولُ سآخُذُ نَفَسَاً طويلاً ،

لحَدِّ عِظامِكِ

وأشفُطُ رعشتي

وأسمعُ الجدارَ يَئِنُّ

تحتَ صوتي المحبوسِ وجوعِهِ

والأحداقِ المدفونةِ في العمقِ

..................

أنا في انتظاركَ يا أخي

حتى يصيحَ الصباحُ

وأفردُ نظرتي لحدِّ المرآةِ

وأُشبِهُني ..

أنا في الطريقِ إليكَ ..،

أسبقكَ

وأُمَهِّدُ لكَ الظِلالَ

وأغني للدماء

الصديقةِ

وأصيرُ أجمل ..

* عند الشُهُب *

فيكِ ،

كنتُ ولم يكن أحدٌ معي ..

حتى ذاتكِ أنتِ

وظلالكِ

وحزمة الأقدار ..

ملأتُ المنافِذَ والسطوحَ

والقلب انفَجَرْتُ فيهِ

حتى صارَ أنا ..

لكني دوماً أحِنُّ إليَّ ،

وأهفو إليكِ ..

صرتِ ظِلِّي الذي يعدو

في الممرات البعيدةِ

ويصرخ ..

وأبي يُذَكِّرني كل ساعةٍ بي

ويقولُ يا شبيهي ، لا تضيِّعْني معك

حتى مللتُ .. وتهتُ ..

أريدُكِ

حتى وأنتِ تختلفينَ

كل مرآةٍ

وتزخرفينَ ثِقَلَكِ كل صبح ..

أَحِنُّ إلينا معاً

صرتُ الآن الغريبَ الأبديَّ

عني وعنا ..

عيونكِ عيوني

حتى لما تمطر..

سفينتي قرصانكِ والكنز السريَّ

طيرانكِ في الذكرياتِ

والحَفْر المجنونَ في الجدرانِ

والأظافرُ التي تطول .. الخ

كلهم أنا ..

جِلْدي صارَ يسقطُ مثل الرملِ

قبل اكتمال القمر

وقيامة الذئاب ..

عظامي تصير سكاكينَ

وشموساً في أيدي محاربين

أو خَيْباتٍ تدورُ في الفَلكِ البعيد

وترقد جنب السور ..

اغتربتُ بكِ عني

واختلفَت نقوشكِ بي

لكني قبل المقصلة

سأبتسم برضا ..

وأناديكِ وألهث ..

هذا البريقُ

ما عادَ يكفيني

لكنهُ ينير سكَّتي

المرتعشةِ ،

لكلِ

سماءٍ

بعيدة ..

مقالات من نفس القسم

خالد السنديوني
يتبعهم الغاوون
خالد السنديوني

Project