الاحتراف لا يليق بالشعراء

موقع الكتابة الثقافي writers 26

أديب كمال الدين

في هذه الأبجديةِ التي لا أوّلَ لها ولا آخِر،

أنا مجرّدُ حرفٍ هاوٍ.

نعم، فالاحترافُ لا يليقُ بنقطتي.

*

أنا حرفٌ أضاعَ نقطتَه

في هذا الليل الذي لا أوّلَ له ولا آخِر،

فاحتجَّ على نَفْسهِ وعلى نقطته

ثُمَّ احتجَّ على الليل

ثُمَّ احتجَّ على الاحتجاج.

*

بينَ الهلْوَسَةِ والشِّعر

خيطٌ رفيعٌ من البكاء.

*

في المقبرةِ

رأيتُ الموتى ينامون هادئين جميلين

مثل مجانين فقدوا ذاكرتَهم وعناوينهم.

*

على شاطئ البحر،

كلّما ازدادَ عُري النساء

طالتْ لحيةُ البحر.

*

جلسَ الملكُ المجنونُ على شاطئ البحر

ومدَّ قدميه في الماء

فشعرَ ببرودةٍ مُنعشة.

التفتَ إلى وزيره

وأمره بتكريمِ البحر!

*

الحرفُ رسالةٌ هائلة

عادتْ إلى مرسلِها لعدمِ الاستلام

بعدَ أن بقيتْ في صندوقِ بريدِ الكون

عمراً تجاوزَ عمرَ نوح.

*

وحشتي اتّسعتْ حدّ الألم

فاضطررتُ إلى اختصارِ صحرائي الشاسعة

إلى حبّةِ رملٍ واحدة.

*

هكذا فأنا مجرّدُ هاوٍ في هذه الحياةِ العجيبة.

نعم، الاحترافُ لا يليقُ بالشعراء.

أديب كمال الدين (1953 - بابل) شاعر ومترجم وصحفي من العراق مقيم حالياً في أستراليا. تخرّج من كلية الإدارة والاقتصاد-…

مقالات ذات صلة

أقسام الموقع