4
لماذا يغيب الغياب
تساءل في غيبه
ثم غاب
5
قال للحب
ها شكلتني يداك
لأدخل
في هسهسات الخيال
وأنهض
من عري روحي
لعري رؤاك
6
قال للحرف
مفتاحك الغيب
للغيب
مفتاحك الوجد
للوجد
مفتاحك الحرف
7
ما نراه انتحال المجاز
وما لا نفكر فيه
احتمالات أسرارنا الغائبة
ـــــــــــــــــــــــ
عتبة الأسرار
وقفت
اهتزت الأسرار
من حولي
فقال اجلس
جلست
فقال:
من أغراك بالحكمةْ
صمت
أشار
حتى غبت في ظلي
وحل النور بالعتمةْ
وقال :
اقرأ
قرأت
ففاضت الأسماء من رملي
دعاني :
قم
وألقى حولي الأشياء
قال : ادخل
دخلت كأنني أعمى
ــــــــــــــــــــــــــ
وحي
لوجهكَ
حيرة في الظلِ
ظلكَ
رحلة المرآة
في المرآة ْ
فقلت
وحيرتي في السر؟
قال السر في المشكاةْ
وقفت
فطاف ظل الحولْ
حول مسافتي في الظل
حتى غابت الكلماتْ
ــــــــــــــــــــــــــــ
سر الظل
1
مشيت
كأن مصباحي ضلالي
أحدث
أو تحدثني ظلالي
أقول … ؟
تقول :
أخرج من خيالي
تلامح لي
كأن الريح أومت
إليَّ
فسرتُ
سألتُ
قالت : للزوالِ
أشرت إلى الرؤى
فانسل منها
رحيق الصمت
فامتلأت سلالي
رأيت أصابعي
تنفك عني
وأحلامي تسابق
لانحلالي
تأملت الذي قد كنت
فاضت
أساريري ضياء من خلالي
2
أحاط الرمل
بي
أمسكت روحي
فقال:
الرمل في الأسرار مائي
إذا حاولتَ سرَك
فاض نهرا
وإن سلمت
تجري في مسائي
فقلت : أحاول الأسرار
ألقى
سلالم من تعاويذ الهواءِ
وقال : اصعد
صعدت فبان وجدي
وطاف الرمل ماء كالضياء
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
صحائف الأسرار
1
وقفتُ
سألتُ
حرتُ
حملتُ تيهي
سكرتًُ
فغبتُ
فيّ
وغبتُ فيه
دنوتُ
فكدتُ
قال ادخل
دخلتُ
رأيتُ صحائف امتدت
قرأتُ
إذا أعرضتُ عنك
بلغتَ بابي
وإن حرتَ
اكتويتَ
بنار هجري
فحيرة من أرى
تمسي حجابي
أشارَ
قرأتُ
حلتْ بي حروفي
فقال انهض
نهضتُ
حملتُ نفسي
وأخفيتُ الصحائف
في كتابي
2
مشيتُ
فقال :
هذا النهر مني
فسرْ فيه
على جنح الظلام
وسرتُ على الضفاف
فصرتُ ظلا
أرى الأعشاب
شامخة أمامي
فقال :
إذا بلغتَ النبع
قمْ لي
وسرْ في الماء
يمسي الماء نورا
وتنهارُ الدوائر
في القيام
تأملْ ما ترى في النور
حتى
إذا جاوزتَ
ذاك النهر
قمْ لي
لتبصرَ
سرَّ أسرار الكلام
فيسري فيك
عند النبع
وصلي
وتدخل
في هواي
وفي هيامي
3
وحين بلغتُ بللني
وجودي
ولفتْني الرياح
فمالَ عودي
كشفتُ بحيرتي
مصباحَ سرِّي
وأخفيتُ المسافة
في مدودي
فقال :
بدا هواك
ومن هواه
بدا أولى به ألا يراهُ
سبيلك لا سبيل سواك فيه
فلا تسلم سواك إلى سواه
وتشتعل الصبابة في الحنايا
ويأخذك الهوى
في منحناه
دخلتَ
كشفتَ ما تخفي المرايا
وأدركتَ الطريق ومنتهاه
سعيتَ
بما عرفتَ
فهئتَ وصلا
إذا أخفى المدى
يوما مداه
سعيتَ
اخترتَ
حرتَ
بلغتَ وجدا
طواه السر فاكتملت رؤاه
4
فقلتُ : الحال
قال : الوجد يبدو
فذبت وضمني المدُّ
أشار دخلتُ
يحملني سؤالي
وكاد يردني البعدُ
فقال : ادخل
دخلتُ
رأيتُ أسماء تجلت
تكاملت الحروف
كما الظلال
سألتُ
فغاضت الأسرار حولي
كأصداء
تصدع في الخلالِ
فسلَّمت الأمور
وسرت حتى
تدلى
من نوافذه خيالي
5
غفوتُ
سمعتُ :
قمْ
فرأيت نفسي
أخاطبني :
بلغتَ
رؤى الكمالِ
رفعتُ إليّ
بالإشفاق
رأسي
فبانت لي
مسافات اشتعالي
هممتُ
لأشتكي
من تيه أمسي
فقال ابدأ
وغاب
كما
بدالي
6
شعرتُ كأنما
في الكف كأسُ
يشف زجاجها
عن خاطراتي
فرُحتُ أقلب الأضواء
فيها
وأحسو
ما بدالي
من حياتي
7
وقفتُ
وقد تجلى بي يقيني
وغاض الرمل
في البحر العميق
أشرت إلى الرياح
أتت خفافا
وقد حملت إلى شطي
سفيني
ركبتُ
تظلني سحب
تدلت
قناديلا
من الخمر العتيق
حملت معي
كما أوحت رياحي
من الأحياء
ما أبقت رمالي
من الأشياء
ما يكفي طريقي
8
رأيتُ يدي
أصابع من سؤال ِ
تشير
إلى حروف مثقلات
بالضلال
حسبتُ أصابعي
صارت حكايا
فأيقظت الخيال
من الخيال
تمثل لي ( أنا )
فألفت بعضي
وكان ( أنا )
امتثالا
لامتثالي
أشار
كشفتُ
ما أخفى
وأبدى
فأبدى
ما تخاطر في مقالي
فقلتُ كمن دنا
فانهار وجدا
وجدتُ حقيقتي
وعرفتُ ما لي
تدارك في السوى
أسرارَ وصلي
وقال أنا المسافة
في وجودي
وأنت
الصمت
حل هنا حيالي
وحين رأيتني
أدركت أني
ظلال
في سلال
من ظلال
فقلت لمن تمثلني
أعرني
حروفا ينجلي
عنها سؤالي
فقال ( أنا ) :
خذ المرآة كأسا
وخذ
من خمرة الكأس
احتمالي
وجودك بي
ولست سوى فراغ
فراغك
من فراغك
باكتمالي
ورودك منك نحوي
كي تراني
جواب من خلالك
في خلالي
خلوتَ
فكانت
امرأة الخطايا
وأخفيتَ الإشارة
في الوصال
وحين فرغتَ
أطلقت الوصايا
وأفرغتَ المياه
من الرمال
***
هممتُ لأطعن المرآة
تاهت
عن المرآة كفي
واستغاثت
دمائي من يدي
فيما بدالي
فأدركت الذي حاولت
أني
دخلت بغفلة
فطعنت حالي
9
رجعتُ إليه
مكفوف الحروف
فأبسلني
إلى صمت كفيف
أشار
وقال : ما أخفيتُ
من علم ٍ إشارهْ
خفاء العلم
أن تبدو العبارهْ
وقفتُ
وقد لبست العري
من خوف الخريف
فقال : عرفتُ إنك
ما وقفت على إشاراتي
مريدا
فلم ترشدك للأسرار
والنجوى عباراتي
فكنتَ لما أردت به
وحيدا
ولم تأخذ
شرابك من قطوفي
نظرتُ
فقال :
لا تفسد هوانا
رأيتُ أمامه
أني … وأيني
يقلب ما تراكم من كشوفي
فقلت : أ ..
قال : أدركُ ما جرى لك
من صروف
وقفتُ
وحين طال
مدى وقوفي
رمى كالبرق
بين يدي ما أخفى
فبانت لي إشارات
كما الحلم اللطيف
وطافت بي خواطر
أنزلتني
إلى بحر
من الصمت المخيف
أزحت
صحائف الأسرار عني
فبانت لي
إشارات الحروف
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*شاعر من سوريا
خاص الكتابة