كيف سيرى الناسُ صورتي؟

عاطف عبد المجيد
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

عاطف محمد عبد المجيد

“ليس مفيدًا”

ليس مفيدًا لمثلكَ

أن يظل محتفظَا

بقلب طيب ونقي

كل هذه السنوات

يكفيكَ

ما سبّبته لكَ هذه الطيبة

من أوجاع وأحزان

الآن أخرجه منك

ألْقِ به بعيدَا

أو اقتله في هدوء

وادفنه بكل ما فيه من شقاء

تخلص منه

إذا ما أردتَ

أن تعيش لحظاتك القادمة

دونما ضيق أو ألم

وإن كنتَ لا تزال

طامعَا في أوجاع ومآس أخرى

فأكمل معه الطريق

واتركاني وحيدَا

بعدما اكتفيت من أوجاعكما.

 

“لا فرق عندي”

لستُ مشغولَا

بالمرةِ

بكيف سيري الناسُ صورتي

ولا أهتم كذلك

بما يسمونه برستيجَا

لا أصففُ شَعري كما ينبغي

قبل خروجي

ولا أطيل النظر في مرآتي

لأنال إعجاب أنثى

بعدما اكتفيتُ بحبيبتي

لم أعد أشعر أن هناك

ما ينقصني

ولا أحمل معي عُقدَا من الطفولة

قلبي نقي بما يكفي

وأكره الأذى

وأشفق على من يفكرون فيه

بل أدعو لهم

بالشفاء منه

فهم على كل حال مرضى

وليست لي يدٌ توجعني

وأصبعي خلقه الله

ليفقأ أعين الجبناء

لا ليضعه أحدهم

تحت ضرسه

ولا فرق عندي

بين أن أحمل حقيبة وزير

أو أن أبيع باقات ورد للعاشقين

كي أطعم أولادي

خبزَا حلالا

وحين ننام

نقول معَا:

الحمد لله.

 

“ابتعدي عني”

أيتها الأحزانُ

أنا لستُ مرشدَكِ العام

لستُ إمامك العادل

لستُ قديسَا

أو حاخامَا

ولستُ قائدك الأعلى

كي تلتصقي بي هكذا

لنيْلِ بركتي

من فضلك اعتبريني

إبليسا

كائنَا سييء السمعةِ

وابتعدي عني

اعتبريني فيروسَا مُعديَا

إن اقتربتِ منه

ستصابين بهلاكٍ أبدي

من فضلك ابتعدي عني

فلمْ يعد لديّ عمرٌ

كي يضيع وأنتِ بصحبتي

 

“أحزان”

أناس

تزورهم الأحزان

كضيف خفيف

يلوح بتحية من بعيد

ثم يختفي

وآخرون

ما إن تزورهم

إلا وتعشقهم

فتقيم معهم

حتى الرحيل.

 

“بقسوة”

الجراحُ التي

لا نوقف نزيفها

لحظة أن يبدأ

خشية ألا نتحمل آلامها

تظل تؤلمنا

وبقسوة

طول الحياة.

 

“وحده”

وحده الموت

قادر

على إنهاء كل شيء

دون عناء

حتى ذكرياتنا

التي نتخذها وقودَا

لاستمرار حياتنا

بشكل مقبول

يثقب الموت ذاكرتنا

ليُميتها!

 

“صمت”

دائما ما أفضّل الصمت

ألجأ إليه لراحتي

كاتمَا كل شيء بداخلي

متحملا

سخافات آخرين

لو عاتبتهم علبها

لحق لي أن أرميهم بالرصاص

في ميدان عام

لكنهم

رغم هذا

يصلون بي إلى حافة الانفجار

وقتها

أقول لهم:

“على نفسها جنت براقش”

 

“شجرة”

أنا

شجرةٌ توزّعُ ظِلّها

على الجميعْ

لكنّها

تسْتاءُ أحْيانَا

مِن عصافير

تستريح فوق أغصانها

ثم تُغادرها

دون رجوع.

 

 

مقالات من نفس القسم

خالد السنديوني
يتبعهم الغاوون
خالد السنديوني

بستاني