مرزوق الحلبي
لا مجدَ في التاريخِ إذا استُعيرَ،
ولا ذروةٌ
المجدُ موقوفٌ لمُحدِثِه
لدافعِ الأثمانِ من دمِه
والأوّلون، في أحسن الأحوال،
طيفٌ يأتي من الغيبِ
تُراثٌ لطيفٌ
أو سيرة في الكتابِ
أو صورة في الإطارِ
يحتاجها جرحى الهويّاتِ القديمةِ
لترميمِ ما الخواطرِ
والباحثونَ عن لفظة غائبة
للسيفِ
والفلاةِ
والقناطرِ
هو التاريخُ في قاموسنا
حاضرٌ ومستقبلٌ
لا يُعرفُ له وجهٌ
ولا وجهةٌ
يمتدّ من سرّةِ امرأة
إلى وشمٍ على ساقها
***
إن رُمتَ النهوضَ يومًا
أو الفِكاكَ من أسرِ الأساطيرِ القديمةِ
فلكَ القطيعةُ مع أبطالِها الألفِ
تسقطُ المدنُ في أكفّهم
ومع خلاخيل السّبايا
مع كل ما أتى منها
ومنهم،
وإذا أردت موطئًا للبديهةِ،
لرؤاكَ،
فقُل
أنا أُبدعُ ذاتي بذاتي
وأجترحُ المعاني
والسؤالَ
عن الحقيقةِ
وقلْ ـ يومًا ويصيرُ اسمي لي
وسيرتي
وقصيدتي
***
لا مكان تعود إليه من لحظةِ هربت
والآتي، لا بدّ أن يأتي،
وإن تلكّأ
فاذهب إليه
الآنَ
وقُل ما يقولُ العائدونَ من غُربةٍ:
أنا لي
وهذا اليوم لي
وغدي لي
وقُل له:
أرديتُ ماضيّ
وصداه فيّ
وجئتكَ عاريًا!
………
(آذار 2021)