اعتذار عن خطيئة مجهولة

فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

فرانسوا باسيلي 

سأحاول أن أكسر القاعدة 

وأطلب السماح 

قبل أن أدخل جسد الأرض 

الذي ترتدينه 

ليل صباح 

تبدأ فيه البدايات 

وتغرب فيه النهايات 

وتخفق فيه الرياح 

جسدك أرضٌ 

تخفي وتبيح 

وهج الجمرة تبكي سراً 

وتتلوي جهراً 

تطلبني، فأنحني 

أستميحك عذرا 

وأسكب قطرة ماء 

وأصلي لآلهة العشق 

والخلق 

والحق 

لتنبت إثر خطواتك الشاردة 

ولو زهرة واحدة.

..

أتذكر جيداً 

أنني حين أتيت 

رأيتك مفعمة بالحدائق 

مزهرة بالزنابق 

مشمسة 

ساخنة 

صاهدة 

وكانت الصحراء 

التي بداخلي 

مقفرة 

باردة 

..

حينها 

أذهلتني الدهشة 

والنشوة العارمة  

فلم أدرك الفرق 

بين الوردة المشتعلة 

والجمرة الخامدة 

ولم أفهم سر امتلاءك بالنعمة 

وامتلائي بالكلمة 

وخطيئة الحكمة 

وفيض الأشعار 

وحيرة الأفكار 

الذاهبة العائدة 

….. 

ليس لي سوي عذر الجاهل بالحقيقة 

الغافل عن صيرورة الأشياء 

وطبيعة الأرض والسماء 

والآن لم يبق عندي 

سوي القليل 

من شهيق اللهاث الخامدة 

وعندك أنت الحصاد 

والنار والرماد  

والتين والزيتون 

كجنة المؤمنين الواعدة 

..

جئتك 

ورأيتك 

فإذا زمنك زمن الحب 

والفرح الوفير 

الذي لم يعد يليق بي 

أنا الذي تأخرت كثيراً 

عن مائدة الرب 

فلم آكل ولم أشرب 

بما يشفي

ولم أكره، ولم أحب 

بما يكفي 

خرجت خارجاً 

أهتف باسمك 

أهذي

وأنتحب.

تأخرت وقصرت بحقك 

وما أعطيت سوي القدر النذير 

ولا أخذت من كفك المعطاء 

ما فاض 

وهو كثير 

كيف ظل إناء السماء 

الذي في يديك 

يفيض بغير انتهاء 

كأنك من مريمات الجليل 

حاضرةً، شاهدة 

علي معجزة الخمر والماء 

..

وحين تأخر الوقت 

وددت أن أكون نهراً 

أغسل ما سكب الكون 

من دم الفجر 

في راحتيك 

بلا استحياء 

وما أجزل لك الكون من عناء  

والكون لا عقل ولا ضمير 

ناخ كجبلٍ علي كتفيك 

ولم تملك يميني 

أن ترد غول الدهر عنك 

أو تنقل الجبل المقطم 

بعيدا عن كاهلك 

لم يسعفني الحلم  

ولا كان قادراً أن يعطي 

ما يكفي من عزاء 

ولم ترسل السماء 

سوي سرباً من طيورٍ عمياء 

تتخبط في إعياء وتدعوني 

أن أطير بها إلي كونٍ بديل 

وما من سبيل 

..

الوقت قليل 

والكف ضئيل 

فسامحيني

 

مقالات من نفس القسم