لم تمر أيام إلا ووجدت النصف الاخر، ملقي في مكان آخر من الحديقة.. كانت بيضاء وأٌكثر نحافة ويبدو عليها نعومة البشرة، وعيونها تطل وكأنها تقول: أنا ما تبحث عنه..
أخذت النصف الاخر وذهب للبيت..
وضعت النصفين أمام بعضهما..كانا متألقين وضاحكين وفي عيونهما الدموع..
مشبك غسيل منقسم.. مفتت.. لا يجد نصفه الاخر..شيء صعب عليّ تقبله واحتماله..
أن تجمعهما فهذه متعة لا توصف.. أن تضمهما إلى بعض.. أي سعادة هذه..
لكن، أن يقف السلك الشبكي اللولبي الذي يجمعهما، أن يقف خاتم الزفاف عقبة، مشكلة ضخمة يجب حلها..
– وأين أجده..؟
كل ما أراه أمامي أما نصف خشبي منفرد أو نصف بداخله السلك الشبك اللولبي..
أنا لا استطيع أن اخرج قطعة من حياة كي أحي حياة أخري..
– اترك كل شيء لله..ّّ!!
هكذا أقول بعد تفكير طويل ومرهق..
واليوم، وأثناء ذهابي لشراء علبة سجائر بجوار العمل، وجدته، سلك لولبي ملقي منفردا وكأنه ينادي عليّ، أنا خاتم الزفاف الذي تبحث عنه..
لن أصف سعادتي الكبري هنا..
وضعته في جيبي بحرص شديد..
وعدت للبيت، جمعت الاثنان، وقمت بتشبيكهما بالدبلة السلك اللولبية..
ازدادا بهجة وسعادة، بل وبدأ في الرقص..
ما احلي ان يجتمع اثنان بعد فراق..
كان الجزء الذكري يبدو عليه الضخامة، ويضمها بقوة، غير مصدق إن نصفه الآخر عاد له.
لكن ما اسعدني وشعرت بأنه هذا مكافأة لي..
انني التقيت اليوم بالصديق العزيز: جمال الطيب .. القادم من اسوان، والذي يذكرني بأبي..
فأهداني قلم جاف..
القلم الهدية ..ثروة لا يعلمها الكثير..
والآن بالقلم احفر به على جسد المشبك كلمة: بحبك