إضاءات.. كطلقات فارغة

إضاءات.. كطلقات فارغة
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

عبد الله المتقي

1   

في مساء هذا البحر

الذي نسيناه على الطاولة،

ثمة ميناء قديم

ثمّة نوارس خلف الضباب

 وثمة بحارة يبحثون

عن غرق جديد.

 

2

في قلبي

عصفورة تغني

 وترتق جوارب لفراخها الصغيرة.

 

3

ماطرة جدا..

قارسة جدا...

وتغري بموسيقى باكستانية

بقنينة فودكا..

بطبق من الفستق..

برواية "مصحف أحمر"

وبامرأة يدثرها فستان أزرق.

 

4

هذا هو الليل،

شقة جديرة بالسهر

رائحة خزانة الكتب

معطف طويل على المشجب

كرسي مهمل

لوحة كئيبة مثل الخريف

 وشاعر يتوسل القصيدة

 

5

شاهق وجعي وأحيانا...

 أسقط منه.

 

6

كلّ شيء أزرق

أصابع المرسم

ستارة الحمام

حقيبتك الجلدية

برنوسك المغربي

 وربطة تتدلّى من عنقك زرقاء..

 

7

يا شارع الرباط

بقيت منك غيوم داكنة

بائع الصحف

ومساء يريد أن يتكلم..

يا شارع الرباط

بقيت منها لوحة وسيمة

رقعة شطرنج

موسيقى أمازيغية

ورائحة كوكو شانيل.

 

8

تمصين إبهامك،

تبتسمين بغنج الغجر

تفتحين النافذة عن زخات

تتلاعب بها الريح

وكي لا تصابي بذبحة صدرية

تغلقين النافذة بحزن أشتهي تقطيبته.

 

9

البرد قارس

فأغلقي النافذة

كي يكون الحبّ شمسا بين حياتين.

 

10

تتدلى من أنفك

حبة عرق وسيمة

 أنا فيها متعب بالحبّ.

 

11

رصيف بارد

 سماء ماطرة

الليل مصباح عال

مظلة سوداء تمشي

رجل وامرأة يبحثان عن حانة

كي يحدث الدفء.

 

12

لسنا بحاجة للجنة

فطالما اغتسلنا بالحبر

وفتحنا نوافذنا

كي تطير الملائكة في السقف.

 

13

 قبلة خفيفة

بحجم حبّة قمح

تكفي كي نوبّخ الحربّ.

 

14

جدي..

في المائة يهمس لي في الحكاية

إنّه يريد أن يصبح شاعرا،

شاعرا كبيرا في القصيدة

كي يكتب حفنة رماد

ويهديها لجارتنا الأمازيغية

على سبيل الحرب.

 

15

في الشتاءات القادمة

 مشينا حتى آخر الممر

كنا نتهامس طويلا

ندخل كلّ لحظة في الدفء

نبللنا بالقبل

ونفكر في البنّ.

 

 16

على رصيف هذا الليل

قمامات أزبال مهملة

قطط مدربة على الأرق

مشرّدون كثر

رجل يحدّق في الزوايا

ويعلق أرقه في النجوم

 

17

كأنّي أسمعك

تغنّين أغنية أمازيغية

عن فوضى السماء

كأنّي أراك ملبّدة بالغيوم

وتمسحين الموت

عن لوحات "باردو" بمزاج مكفهر.

ـــــــــــــــــــــــــ

عبد الله المتقي – شاعر - المغرب

مقالات من نفس القسم

خالد السنديوني
يتبعهم الغاوون
خالد السنديوني

Project