أوهى البيوت – بيت الشاعر أم بيت الروائى. . . . ؟

محمد عبد النبي: الترجمة تشبه أحياناً التبرع بدم الكتابة للغرباء من أجل كسب الرزق
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

محمد عبد النبي

  1. 1."إلى أين نحن ذاهبون؟ دائما إلى البيت." نوفاليس.
  • 2.يتخذ هذا الموضوع شكل الشذرات، والفقرات الرقمة، ربما تهربا من ضرورة الاسترسال، والبناء، وإحكام جدران المعانى والاستنتاجات، وغرف المنطق المقبضة، أى هربا من البيت المغلق على ما فيه ومن فيه.
  • 3.عملت لسنوات بشركة نشاطها الأساسى الترجمة وطباعة الكتب، يحمل اسمها كلمة البيت. بعد عملى فيها ببضعة شهور، وانطلاقا من إيمانى وقتها بقيم الابتكار والتجديد، فى الأبنية العتيقة، اقترحت على صاحب العمل إصدار مجلة داخلية للشركة، يساهم فيها العاملون طوعا، بمقالات وقصص وتحقيقات، ثم نصور نسخ أعدادها على ماكينة تصوير الأوراق، ونوزعها فيما بيننا أول كل شهر، قبل أو بعد قبض الرواتب، وبطبيعة الحال شرفت برئاسة تحريرها لمدة تقترب من العام: كنت رئيس تحرير مجلة البيت.
  • 4.يفترض نوفاليس، فى عبارته السابقة، أننا فى حالة عودة دائمة إلى الأصل، سواء أكان هذا الأصل جذورنا الشخصية أو أمنا الأرض أو حتى أصلنا السماوى الغامض. كأنه يقول أننا مهما ابتعدنا نعود فى النهاية إلى نقطة البداية، وكأننا نسافر على محيط الدائرة الكونية الكبرى، لا أول لها ولا آخر. أسأله الآن وأسأل نفسى وأسأل الدائرة الكونية الكبرى: من هو الذى يعود دائما إلى البيت؟ أهو الشخص نفسه الذى خرج منه قبل دقائق أو سنوات أو دهور؟
  • 5.بينما أنكش عقلى بحثا عن مدخل مناسب، أو باب موارب لهذا الموضوع، تصفحت الديوان الذى صدر حديثا للشاعر المصرى أحمد يمانى، ووجدت فيه مفاجأتين سارتين. الأولى أن الديوان ممتلئ بقصائد النثر المكتوبة جيدا، وأنا لا أفهم فى الشعر أصلا، أستطيع أن أتكلم دائما وفى أى وقت عن السرد، عن القصص والروايات، أما فى الشعر فإما أحبه أو لا أطيقه، وأنا لم أحب الديوان السابق ليمانى، أو لم أحب أغلب قصائده على الأقل، لكن هذا الديوان ، وعنوانه بالمناسبة أماكن خاطئة، فقد أحببته واستمتعت به. أما المفاجأة الثانية السارة فكانت هى أن الديوان مفعم بالإشارات إلى البيت، وبالقصائد التى تتمحور حوله، وهكذا وجدت فيه مدخلا واقتربت.
  • 6.المكان عمود أساسى من أعمدة السرد، وخصوصا الرواية، هو الشقيق الملتصق للزمان، بدونهما لا تقوم قائمة لأى حكاية، أو هكذا علمونا. فى الرواية المصرية، لكى نضيق مجال البحث قدر المستطاع، أذكر على الأقل بيتين، كل منهما مثل علامة فارقة فى علاقتى بالبيوت – أقصد هنا البيوت التى نجدها بداخل الروايات والبيوت التى نعيش فيها ونحن نقرأ الروايات على السواء. البيت الأول والذى قد يفلح فى تخمينه الكثيرون دون أى مشقة هو بيت عائلة السيد أحمد عبد الجواد، فى ثلاثية نجيب محفوظ. أما البيت الثانى فأشك فى أن قليلين حتى يمكنهم تخمينه وهو بيت رامة فى ثلاثية إدوار الخراط، إن كان يمكن لنا اعتبارها ثلاثية بالمعنى التقليدى وإن كان باستطاعتنا فصلها – قسرا وعنتا – عن مجمل أعمال الأستاذ الكبير، وهى رواياته الثلاث: رامة والتنين، الزمن الآخر، يقين العطش.
  • 7.ليست هذه المرة الأولى التى أكتب فيها عن البيت، فمادمت قد اعترفت بمجلة البيت التى رأست تحريرها على مدى أكثر من 12 عددا على ما أذكر، فلابد لى أن أذكر أن مقال رئيس التحرير الأول كان بعنوان معنى البيت. وكما هو متوقع كتبت عن معانى الألفة والمودة التى يجب أن يبنى عليها البيت، وعن الهواء الجديد الذى يجب أن يدخل إلى غرف البيت، بما أننى كنت موظفا جديدا هناك، وهكذا الوصفة المعتادة حول التماسك والتعاضد والوقوف بقوة فى وجه العواصف، فكلما كان البيت راسخ الأساس بدت العاصفة فى الخارج أروع وأبدع.
  • 8.فى أولى قصائد ديوان أحمد يمانى الأحدث، واسمها الصرخة، يقول: “أختى صرخت فى الليل: خذونى إلى بيت أخى، وهناك صرخت فى الليل نفسه: لا لا أعيدونى إلى بيت أبى – أعادوها وعندما همت بالصراخ ثانية كان الليل قد مضى والرجال ذهبوا إلى العمل. أختى صرخت فى الليل: خذونى إلى بيت أبى أخذوها.” وكأن انتقال الأخت من بيت إلى بيت طريقة للهروب من كابوس يطاردها، أو الهرب من سند إلى سند مختلف، من الأخ إلى الأب إلى الزوج – بيوت مختلفة لرجال مختلفين، يتركونها إلى أعمالهم فى الصباح – ما إن تصل إلى بيت من البيوت حتى تصرخ طلبا لبيت آخر: لا لا أعيدونى إلى بيت زوجى – ثم وفى نهاية القصيدة لم تعد الأخت تصرخ فى الليل، ولا هم عادوا يأخذونها ويعيدونها فى طريق لا أول ولا آخر له، فى نهاية القصيدة: تصرخ “خذونى إلى الطريق” ، وفى الطريق – قبلها بقليل – تلقى نظرة على كل بيت يقابلها وتحلم أنها تصرخ فى الليل، وأنهم يأخذونها ويعيدونها فى طريق لا أول له ولا آخر.”
  • 9.لا أحلم بالبيت الذى أقيم فيه حاليا بالمرة، أو إن لم تخنى الذاكرة، لا أحلم به تقريبا، بل أحلم دائما ببيتين، بيت العائلة فى البلد (القرية)، بيت عائلة أمى الذى ولدت فيه وكنا نسافر إليه كثيرا ونحن صغار، وصار مكانه الآن بيتا كبيرا من الطوب الأحمر والاسمنت، لم أهتم حتى بزيارته، ولا بزيارة البلد نفسها منذ سنوات. والبيت الثانى هو بيت الطفولة، ولم يكن بيتا من الأساس، بل غرفة واحدة. سبق أن كتبت عن تلك الغرفة قائلا: “وأعترف أيضا أننى لا أزال يتملكنى الحنين إلى غرفتنا الأرضية بشارع الجزائر فى الزواية، . . . . ولم تكن هذه الغرفة مجرد مساحة ضيقة من البلاط الأصفر، فى واحد من جدرانها باب وشباك يطلان على الصالة المشتركة، ليست فقط مجرد مكان عشت فيه منذ كنت ابن عام واحد، بل هى. . . هى مثلا الزجاجة التى تحبس الجنىّ وما رغبت أبدا فى الخروج والتحرر والطيران، عكس ما ادعيته تماما، أو لنقل إنها كانت رحما مدورا ومكورا، دافئا مغلقا، ضيقا لكنه يكفى بالكاد للحياة، لا مفر إذن من التشبيهات والتمثيلات والتلاعب بالألفاظ: كانت كابوسا ممتعا”.
  • 10.نتعرف على بيت العائلة الكبير الواسع المهيب، فى الثلاثية، مع تعرفنا على أهل البيت أنفسهم، فى ثنايا الفصول الأولى من بين القصرين، بما يوحى أن البيت – هنا وغالبا وربما على الدوام – لا يمكن فصله عن ساكنيه، فكأن البيت هو هؤلاء الناس، أو هو أمينة – على وجه التحديد – عمود الثلاثية وعمود البيت، التى تكاد تكون قوسين كبيرين يحيطان بعالم الثلاثية من سطرها الأول: “عند منتصف الليل استيقظت” إلى المشاهد الأخيرة فى السكرية، جيث ترقد محتضرة، وحيث يساءل كمال نفسه: “إن الأم تموت وقد صنعت بناء كاملا فماذا صنعت أنت؟” الأم – ناهيك عن أمينة – هى بيت بصورة أو بأخرى، أول مكان نقيم فيه على ظهر الأرض، ويبدأ حساب وجودنا فى قيد الحياة من لحظة مغادرتنا لهذا البيت الأول. وإن كانت كلمة البيت مذكرة، فلا بأس، غير أننى سمعت أهل تونس يقولون البيتة، ويقصدون الغرفة، أحببت الكلمة على الفور، ويقولون “البيتة السخنة” قاصدين غرفة البخار بحمامات البخار التقليدية، وفى المغطس، بأى حمام بخار، فى تونس أو فى أى بلد – من المفضل أن يكون عربيا – يمكننا أن نستعيد والماء الساخن يحيط بنا تمام الإحاطة، ذكرى قديمة للبيت الأول، الانعزال التام عن الآخر، والاتصال التام به، لا ينقض أحدهما الآخر، هل هذه هى الجنة المفقودة كما ادعى البعض؟
  • 11.عندما نعود – يا أخى نوفاليس – إلى البيت من جديد لا يكون هو البيت نفسه، يكون قد ناله التغير، الرحم يحوى حياة من نوع ما، والأرض تحوى جثثا وتوابيت وقوارض ونفطا وجذورا تهب الحياة من بعيد لبعيد فى نكران للذات ينم عن جهل بما فوق الأرض. عندما نعود – يا بيتى – لا تصدق ابتسامة الطير المسافر التى نرسمها على وجوهنا، لقد تغيرنا كما تغيرت أنت، فلم لا نعترف بهذا ونستريح؟
  • 12.فى القصيدة المعنونة بالبيت، بديوان يمانى، يكتب: “صنع بيتا – من الرمل – ثم داسه بقدميه. – من الكرتون – ومزقه بيديه. – من الخشب – شمعة كان يتدفأ بها كادت تحرقه. – من الصفيح بمساعدة أحد أصدقاء الحىّ – اختلفا على ملكيته – فحطمته العائلتان دون هوادة. – صنع آخر من الحجر – على طرف المدينة – احتله حاملو الأسلحة. من الجبل – دكوه لإقامة أتوستراد. – عاد ليلا إلى حيث سقطت رأسه – ولم يجد البيت – فقط تعرف على بضع حمامات – كانت تتطلع إليه – ليلقى إليها حبة قمح أو شربة ماء.” لعبة بناء البيوت وهدمها هنا تتراءى جادة للغاية، على الرغم من المواد الطفولية التى تصنع منها البيوت، فى البداية على الأقل، فاللعبة، مع الوقت، تتحول إلى حرب وإلى طاحونة حقيقية ندور فيها، أو بداخلها. وعند العودة، فى نهاية الأمر، كما اقترح نوفاليس، لم يجد الشاعر فى القصيدة البيت الأصلى، بيت الطفولة والأحلام الذى يعزي إليه جاستون باشلار فى جماليات المكان كل أفكارنا عن المكان وعن البيوت، لا يجد أثرا له، بل يجد بضع حمامات تتطلع إليه فى انتظار حبة قمح أو شربة ماء، هو الذى ربما عاد طمعا فى حبة قمح أو شربة ماء.
  • 13.“استقبلته على موعد الثامنة مساء فى بيت درب الشعرى اليمانية الذى كانت قد قالت له: بيتنا” إنه البيت – لم أزل أتساءل هل هناك شارع أصلا بهذا الاسم أم اخترعه إدوار الخراط اختراعا؟ – الذى تسكنه رامة وتستقبل فيه رجلها وحبيبها ونصفها الغريب المدهش المكمل لها ميخائيل، بقدر ما هو راسخ الجدران وواضح المعالم، مثل بيت الثلاثية تماما، فهو أيضا بيت من صنع الحلم والشغف وشطحات الهوى. فى لحظة يمكن أن يحلق هذا البيت فى الهواء ليصير سحابة عابرة، وكأنه كان محض حلم يقظة عبر سريعا. أظن أن المسافة بين البيوت التى عشنا بها، مهما اختلفت ومهما تعددت غرفها أو اقتصرت على غرفة واحدة، وبين البيوت التى نطمح للعيش بها، هى نفسها، بصورة أو بأخرى، المسافة ما بين بيت بين القصرين، بجبروته الواقعى المهيمن شأن رب البيت نفسه سواء بسواء، وبيت الشعرى اليمانية حيث اللقاءات السرية بين الرجل وامرأته، بين النفس وأشواقها الخرافية وأسئلتها الموجعة، إنه – على الأرجح – الفرق بين بيت السارد وبيت الشاعر، أو هكذا أظن.
  • 14.البيت الذى أحلم به فى اليقظة هو بيت أعيش به بمفردى، بلا سى السيد وبلا رامة، لأننى لست أبحث عن أب مفقود ولا طموحا لدرجة أن أتمنى استعادة علاقتى بالأم الكبرى الأسطورية، إيزيس وإينانا وعشتار وأخواتهن، ولو فى صورتها الأرضية. بيتى الذى أحلم به طوال الوقت ليس هو البيت الذى يدفعنى أبى دفعا لبنائه، وقد أحرز – مع أمى بطبيعة الحال – نجاحا لافتا للانتباه فى ذلك. أبى وأمى مثالا ليس نادرا ولا قليلا فى بلادنا، إننا سلالة البناة العظام، نعيش حياتنا لنبنى بيوتا قد لا نسكنها ولا نعيش فيها، ويصبح سعر حديد التسليح – فى كل بيت – أحد الهموم اليومية المعتادة، وينظر الناس نظرة استهانة بمن جاوز الثلاثين ولم يبن بعد بيتا، أو على الأقل شقته الخاصة فى بيت ذويه.
  • 15.فى أحد الأفلام الأمريكية سأل البطل المؤمن البطلة غير المؤمنة عن تصورها للجنة، فقالت ما معناه “سبعة نجوم، خدمة غرف” مما يذكرنى بالفنادق وسحرها الخلاب وسمعتها السيئة، مهما ازدانت بالنجوم. الفندق بيت قصير الأجل، لا يسمح لك بإقامة علاقة حميمة معه، وهناك – مع ذلك – من يفضلون سكناها طوال حياتهم، أذكر فى هذا السياق الروائى المصرى ألبير قصيرى الذى عاش معظم حياته فى فندق صغير بباريس، لم يغير غرفته فيه على مدى سنوات، حتى اضطر أصحاب الفندق إلى تكريمه أو منحه جائزة ما. الفندق أيضا – على عكس البيوت – متاهة متحررة من الوظائف الاجتماعية، إلى حد ما، وواعدة باحتمالات لانهائية، فلم لا يكون الفندق أحيانا فردوس الهاربين من دفء البيوت وطعم البيوت، فردوس مكلف للقادرين على الهرب، لمن يملكون ثمن الابتعاد عن البيوت ولو لبعض الوقت، سواء فى بلادهم – البيت الكبير – أو خلال أسفارهم.
  • 16. فى قصيدة: “بيتنا القديم” يقول يمانى: “من كوة فى الحائط – ينسل خيط شمس مرتين فى العام – لينير وجه الأب الممدد على الكنبة – مرة يوم زواجه ومرة يوم عمله بالحكومة”. هنا يتحول البيت القديم إلى كيان تاريخى، يكاد يكون أسطوريا، مثل معابد الفراعنة، التى صممت بحيث يتعامد شعاع الشمس على وجه تمثال الملك الإله لمرة أو مرتين فى العام، وفقا لتقويمات فلكية شديدة الانتظام، الأب هنا لا هو ملك ولا هو إله، وهو يتمدد – لا يقف منتصبا وشامخا مثل تماثيل الفراعنة – على الكنبة، كأنه لا يملك من حطام الدنيا إلا استعادة الذكريات، وتنير الشمس وجهه مرتين فى العام، وكأنه يبتسم فيشرق وجهه فى هاتين المناسبتين اللتين لم يتواريا بعد طى النسيان، ذكرى زواجه وذكرى توظيفه بالحكومة. العنوان – بيتنا القديم – يحيلنا إلى بيت العائلة بقدر ما يحيلنا إلى معابد الفراعنة، لكن القصيدة تنحاز بوضوح للأب العادى المستكين، على الكنبة، متخذة من وجه الفرعون فى ثباته وخلوده الجامد مجرد خلفية مضحكة.
  • 17.كانت نهاية مجلة البيت مأساوية بدرجة ما، حيث احتدم خلاف بينى وبين رئيس قسم الكمبيوتر حول التعطيل الذى أتسبب فيه لأفراد القسم، بعملهم على إنجاز تنسيق المجلة كل شهر، وقررت أن يكون ذلك العدد – الذى احتدم الخلاف بسببه – هو آخر أعداد المجلة المجيدة. وكنت قد بدأت أشعر أنه عبء زائد على كاهلى دفعتنى إليه حماقة البدايات وحماس المستجدين الأخرق، فى الأثناء تكشف لى الوجه الحقيقى للبيت، والذى لا داع لرسم ملامحه الآن، بعد شهور استعاد زميل لى فكرة البيت، وحولها تقريبا إلى مجلة رياضية، بل كروية، لم تستمر أكثر من أعداد ثلاثة، كتمت شماتتى وشجعتهم على استكمال المشوار، مثل الثوريين القدامى.
  • 18.أما البيت الذى تحلم به أمى، وكل الأمهات المصريات البسيطات للغاية والمؤمنات للغاية، هو بيت الله الحرام، أى الحج إلى الكعبة، ونحاول مواساتها أحيانا بأن من يطمع مخلصا فى الحج، ولا يستطيع إليه سبيلا له أجر الحاج، وتحاول هى الاقتناع بذلك دون جهد حقيقى. فى المقابل مازال أبى ينشط فى بناء البيوت، بيتا فى البلد مكان بتينا القديم، وبيتا آخر، على أطراف القاهرة، بعيدا كل البعد عن أماكن عملنا وروابط حياتنا، لا أظن أننى سأسكن فيه يوما، ومن وقت إلى آخر يفكر فى البيت الآخر، البيت النهائى، المقابر الجديدة التى يتوجب علينا أن نشتريها ونهيئها لاستقبالنا، بعد أن ثارت المشاحنات حول مقابر العائلة التى لم تعد تتسع لساكنيها.
  • 19.دون إضافة المزيد، يمكننى أن أتوقف هنا، مختتما بهذه الفقرة من آخر قصائد ديوان أحمد يمانى: “كان يجوب المدينة نهارا – على أمل أن يتفهم تناقض طرقاتها وبيوتها – كان يحلم أن ينتقل البيت، بقدرة قادر، إلى شارع الأجانب وقد رحلوا جميعا – بضعة مترات يتزحزح البيت ليستقر بين بيت أمين أفندى وبيت توفيق بك – فى الهدوء القاتل ونسمات الياسمين – بضعة مترات وبعدها سيكون روائيا – يقضى بقية عمره فى تفصيص الأحداث واستدعاء الراحلين – وبث المزيد من الرعب فى البيوت المهجورة”.     

عودة إلى الملف

مقالات من نفس القسم

تشكيل
تراب الحكايات
موقع الكتابة

ثقوب