رايفين فرجاني
تصنيف الآداب لغويا يجعل الأدب الإنجليزي هو كل الأدبيات المنصوصة -نطقا أو خطا- باللغة الإنجليزية ونظرا لشيوع اللغة الإنجليزية في الكثير من البقاع المختلفة جغرافيا وثقافيا، فهي تنشق بحسب المناطق الثقافية / جغراسياسية إلى
1-الأدب البريطاني
2-الأدب الأمريكي
3-الأدب الأيرلندي
4-الأدب الأسكتلندي
5-الأدب الأسترالي
6-الأدب الكندي
7-الأدب الويلزي
8-الأدب الإسلامي
9-الأدب الأفريقي
10-الأدب الهندي
وهو أدب عريق معروف بمدارسه الواقعية المتنوعة؛الواقعية والرومانسية والطبيعانية وحتى النسوية، والتي جعلته ضمن أعظم الأدبيات في تاريخ الإنسانية.
[1] شكسبير
أعظم كاتب مسرحي -وربما حتى غير مسرحي- في التاريخ الإنساني وليس في الأدب الإنجليزي فحسب,المسرح قبله ليس هو المسرح بعده,وعُدت مسرحياته مادة خصبة لدراسة الأدب المسرحي ومكامن الإبداع بل والتعمق في الذات البشرية نفسها. حيث اتسم شكسبير بشفافية عالية جعلته يستشف العناصر التكوينية لنفوس البشر وتناولها بقلمه في مسرحياته التي صارت مرجعيات قيمة في علم النفس كما هو موقعها في الأدب. بل وشكلت أعماله أحد الأساسات التي بنيت عليها اللغة الإنجليزية الحديثة. كما تعد أعماله من أكثر الكتابات تصديرا للأقوال المأثورة.
بلغت شهرته مبلغا لم يصل إليه أي كاتب مسرحي آخر ونفذ تأثيره إلى درجة لم يرقى إليها أي كاتب مسرحي آخر,حيث تُرجمت أعماله إلى كل اللغات الحية في العالم وتم تأديتها أكثر بكثير من مسرحيات أي مسرحي آخر,وتم الاستشاهد بها وإدخال مفرداتها في العديد من مجالات الحياة المختلفة. وفي نهاية الألفية الثانية ومطلع الألفية الثالثة,أي طوال القرنين العشرين والحادي والعشرين,تمت معالجة أعمال شكسبير باستمرار نقدا وأداءا من قبل العديد من المدارس والتيارات الأدبية والفكرية وفي سياقات ثقافية وسياسية مختلفة. ناهيك عن الإقتباسات السينمائية والتلفزيونية والتصويرية وحتى الموسيقية لأعماله.
بل أنه نال شهرة عالمية لم يحظى بها أي كاتب آخر في تاريخ الأدب الإنساني,وتغلغلت أعماله في جميع الثقافات التي تصارعت على نسب إسم شكسبير إليها,حتى بلغ الأمر أن أدعى البعض أن أصوله عربية بحجة أن اسمه الفريد شكسبير يرجع إلى الأصل شيخ زبير,بينما يدعي آخرون أن ويليم شكسبير ليس إلا إسم مستعار لـ فرانسيس بيكون. وأدعى آخرون أنه لم يكن شخصا واحدا. بل وزاد على ذلك في شهرته أن حتى العوام يعرفون اسمه أو سمعوه على الأقل. ليس مجرد العوام بل والطبقات الأدنى من المجتمع من حاملين المهن الغريبة ومنعدمة الثقافة بعضها شريف وبعضها حقير,مثل الزبالين والعربجية والقوادين والبلطجية,وبائعي السمك وبائعي الخضر وبائعي الخمور وبائعي المخدرات. أقصد هنا الأنواع الرخيصة من الخمور والمخدرات. كل هؤلاء قد بلغ مسامعهم اسم شكسبير.
إن مكانة شكسبير (1564-1616) في الأدب الإنجليزي لا تتمثل في كونه مسرحيا فحسب بل وكان شاعرا سمي بـ “شاعر الوطنية” و شاعر افون الملحمي The Bard of Avon. وقد تخطت قصائده (158 قصيدة قصيرة) وعدد مسرحياته (39 مسرحية). ولا زالت جميع أعماله المسرحية والشعرية موجودة. أهم أعماله المسرحية هي الموصوفة بـ المآسي الكبرى وتشمل السباعي
1-هاملت
2-ماكبث
3-الملك لير
4-روميو وجولييت
5-عطيل
6-أنطونيو وكليوباترا
7-يوليوس قيصر
المسرحيتان الأخيرتان تصنفان ضمن المسرح التاريخي التراجيدي,وروميو وجولييت رومانسي تراجيدي, ومسرحيات شكسبير تقع في تصنيفها بين التراجيديا والكوميديا والتاريخي الذي يخرج من نطاق المأساة والملهاة. أما التراجيديا فهي كل ما انتهى نهاية مأساوية من مسرحياته,وتشكل أهم روائعه وخاصة السبعة المذكورين بالأعلى. وأما الكوميديا فكل ما انتهى نهاية سعيدة في أجواء عادة تكون مغلفة بالبهجة وليس بالضرورة الفكاهة. وأهم مسرحياته من ذلك هي
1-تاجر البندقية
2-ترويض النمرة
3-جعجعة بلا طحن
4-كما تشاء
5-الصاع بالصاع
6-العبرة بالخواتيم
7-مهزلة الأغلاط
8-حكاية الشتاء
وقدم في أعماله ما يمكن تسميته بالفانتازيا المسرحية والتي بلغت من الرقي أن تقابل الفانتازيا الملحمية,ونختص بالذكر هنا بعض الكوميديات الفانتازية.
1-حلم ليلة صيف
2-العاصفة
3-الليلة الثانية عشر
يؤكد الفيلسوفان المصريان الكبيران زكي نجيب محمود وعبد الرحمن بدوي في مقولات لهما عظم هذا الإسم “شكسبير”,الأخير -أي بدوي- يصف هاملت ناقلا عن لسان سلفادور دي مدرياجا “إن دون كيخوته وسنشو ودون خوان وهاملت وفاوست هم أعظم شخصيات أبدعها الإنسان،وقد تدثرت صورهم،في كل جيل بدثار متزايد من الأساطير والآراء والتفسيرات والرموز،وهذه مزية للكائنات الحية التي أبدعها الفن،والتي بحيويتها تفرض شخصيتها على العقل الكلي للإنسانية”.
ولازالت أفكار شكسبير القصصية باقية حتى اليوم,وتشكل مادة أدبية أصلية جرى قتلها استهلاكا في عشرات -قل مئات إن لم يكن آلاف- السرديات الأدبية والسينمائية والمسرحية.
[2] تشارلز ديكنز
كتب د. أحمد خالد توفيق قصة اسمها الرواية بطلها كاتب يحلم بأن يكتب الرواية الأعظم لذا يقوم بعمل تضحية للشيطان من أجل استدعاء أعظم سبعة أدباء في التاريخ كي يملوا عليه نص روايته الخالدة. هؤلاء الكتاب -والأوصاف لأحمد خالد- هم
1-فيودور دوستويفيسكي (الأديب الفيلسوف)
2-تشارلز ديكنز (سيد الرواية)
3-كاثرين مانسفيلد (الكاتبة الرقيقة)
4-هوارد فيليب لافكرافت (عميد أدب الرعب)
5-فيكتور هوجو
6-توماس مان
7-كازنتزاكيس
وليس أحمد خالد توفيق وحده من يرى أن تشارلز ديكنز (1812-1870) هو سيد الرواية بلا نظير بل يتفق معه عدد كبير من النقاد,ويعد بإجماعهم أعظم الروائيين الإنجليز في العصر الفيكتوري. فقد كان ناقدا لهذه الفترة التاريخية البارزة في تاريخ أوروبا,ولأعماله تأثير بالغ على المجتمع,هذا غير كونها جزء هام من التراث الإنساني. تناول بنقده الساخن الغير مهادن العديد من المؤسسات الحكومية ذات الأدوار الحساسة في المجتمع,والمرتبطة جدا ببذور المواطن الصالح أي الأطفال,مثل المياتم والمدارس والسجون. ليتجاور عمله الأدبي مع كونه ناشطا إجتماعيا.
تمثل أهم إرثه الأدبي في سبعة آثار خالدة
1-أوليفر تويست
2-قصة مدينتين
3-أوقات عصيبة
4-توقعات عظيمة
5-دايفيد كوبرفيلد
6-ترنيمة عيد الميلاد
7-مذكرات بيكويك
تلقى نقدا هجوميا من زميليه العظيمين اللذان كانا ليحتلان مكانتهما في هذه القائمة؛هنري جيمس وفرجينيا وولف -تشارلز وفرجينيا أهم ما أعطى الأدب الإنجليزي في الرواية والقصة- وثالثهم الفيلسوف جورج هنري لويس,حيث يرون أن أعماله معيوبة لعاطفيتها المفرطة ومصادفاتها غير المحتملة،وكذلك بسبب التصوير المبالغ فيه لشخصياته. النقطة الأخيرة بالذات هي بالنسبة لنقاد آخرين -وأتفق معهم بقوة- سر إبداعه المتواصل لشخصيات فريدة. فهو مبتكر أوليفر تويست الذي يعد أهم شخصية في أدب اليتامى بالتوازي مع توم سوير لـ مارك توين. ومبتكر دايفيد كوبرفيلد الذي نتناوله في قائمة أخرى عن أهم السحرة في الخيال. والأشباح الثلاثة للماضي والحاضر والمستقبل -يلاحظ تنقله بين الحاضر المظلم والمستقبل المشرق في عنواني روايتيه أوقات عصيبة وتوقعات عظيمة- التي صارت من أجمل أساطير الكريسماس Christmas (عيد الميلاد) بالتجاور مع شخصية سانتا كلوز / بابا نويل نفسه. والآنسة هافيشام التي تعد تجليا لتأثر ديكنز بالأدب القوطي خاصة وعناصر واضحة مثل مائدة الطعام وعدة الزفاف. وتقديمه لإحدى الشخصيات الأصلية عن النموذج الذي سيصير نمطيا لاحقا والممثل لحبكة “أن نستخدم شبيها بآخر في تنفيذ خدعة” من خلال الشخصتين المتشابهين شكلا إلى حد التماثل في رواية قصة مدينتين؛سيدني كارتون وتشارلز دارني. هذا غير تقديمه -في الرواية نفسها- لنماذح حية للشخصيات التي تحرك الثورة من داخل الثورة؛أي الثائرين أنفسهم. وقصة مدينتين تعد من أفضل -إن لم تكن أفضل- ما كتب عن الثورة الفرنسية,والمدينتين هما لندن وباريس.
[3] أجاثا كريستي
صاحبة أهم اسم في تاريخ الأدب البوليسي,وربما الأشهر على الإطلاق,لا يضاهيها في شهرتها إلا السير آرثر كونان دويل خالق الشخصية البوليسية الأشهر شرلوك هولمز,وفي مقابل هولمز خلقت أجاثا ثلاثة شخصيات قيمة؛مس ماربل,هيركيول بوارو,باركر باين.
أجاثا كريستي كتبت 66 رواية بوليسية و14 مجموعة قصصية,وبضع مسرحيات,و6 روايات رومانسية. ومن خلال أعمالها دخلت موسوعة جينيس بصفتها الأديبة صاحبة الأعمال الأكثر إنتشارا بعد أعمال شكسبير والإنجيل,كما تحتل المرتبة الأولى كأكثر كاتبة منفردة ذات أعمال مترجمة حيث تُرجمت أعمالها إلى أكثر من 100 لغة,وتعد روايتها “ثم لم يبقى منهم أحد” من الأعمال الأكثر مبيعا في التاريخ محققة مبيعات تخطت الـ100 مليون نسخة حتى الآن. ومجمل رواياتها حققت نحو 2 مليار نسخة حتى الآن.
وحازت الكاتبة على العديد من التقديرات الأخرى لما قدمته من أدب. فكانت أول من تلقى جائزة غراند ماستر في 1955 التي تعد أعلى تكريم لكتاب الغموض في أمريكا,ولاحقا في نفس العام حازت عن مسرحية “مقاضاة الشاهد” على جائزة إدغار من منظمة كُتاب الغموض في أمريكا عن فئة أفضل مسرحية. في عام 2013 صوّت 600 من الزملاء في رابطة كُتاب الجريمة على أن رواية مقتل روجر أكرويد أفضل رواية جريمة على الإطلاق. وفي 15 سبتمبر 2015،وبالتزامن مع الاحتفال بعيد ميلادها الـ 125 -ولدت في 1890 وتوفت في 1976- حازت رواية ثم لم يبق أحد على لقب “رواية كريستي المفضلة لدى الجمهور” في تصويت برعاية أموال الكاتبة. تلك الرواية التي تعد تحفتها ودرة أعمالها, ويضعها النقاد عادة على قدم المساواة مع الروايات الأعظم مثل دون كيخوته والجريمة والعقاب. وهي التي تبرهن على أن هناك في أدب الرعب كتّابا من الأفضل كتبوا به ولم يتخصصوا فيه.
كما حصلت على لقب سيدة قائد لمساهماتها في الأدب. وحملت مسرحيتها “مصيدة الفئران” الرقم القياسي كأطول عرض مسرحي في التاريخ بعد تقديمها في أكثر من 27 ألف أداء ما بين عام 1952 حتى وعام 2019 لايزال العرض جاريا بعد.
وعامة حتى غير أعمالها الشهيرة يمكن للقارئ الاختيار عشوائيا من أي رواية أو قصة لها ليجدها على مستوى امتيازي من الجودة. وقد تم اقتباس أعمالها في مختلف السرديات الأخرى؛السينما والتلفزيون والإذاعة والمسرح والكوميكس وحتى ألعاب الفيديو. في السينما هناك أكثر من ثلاثين فيلما طويلا يستند إلى أعمالها منها أفلام عظيمة.
في الأدب النسائي إسم آخر يعلو بالتوازي مع أجاثا كريستي هو فرجينيا وولف. وقد كانت حيرتي تحرق قلبي في الاختيار بين فرجينيا وأجاثا ليستقر قراري على الأخيرة فقط لأنني لم أجد وقت لقراءة أي عمل للأولى قبل أن أنتهي من المقال. وربما السبب الآخر هو التنوع في القائمة من خلال هذا النوع الأدبي. وقد يكون السبب الثالث هو انحيازي بالطبع لسيدة التشويق والغموض. وقبل أن ننتقل إلى المرتبة التالية نذكر الأعمال الخمسة الأهم لفرجينيا وولف.
1-السيدة دالواي
2-إلى المنارة
3-الأمواج
4-الليل والنهار
5-غرفة يعقوب
عزيزي القارئ,اذهب رجاء واقرأ أحداها,لا تفعل مثلي,حتى أنا سأستمع إلى نفسي وامشي بهذه النصيحة.
[4] جون ميلتون
يعتبر كاتبنا هذا (1608-1674) واحدا من الشعراء الثلاثة الكبار في تاريخ الأدب الإنجليزي؛ويليم شكسبير وجون ميلتون وجيفري تشوسر -وبالطبع في وقت لاحق إليوت لو يجوز نسبته إلى الأدب البريطاني بالمجاورة مع الأدب الأمريكي,وهناك لورد بايرون وفيليب لاركن,والمزيد من الـ ويليم غير شكسبير (ووردزوورث وبليك).
هذا غير كونه من أدباء العمى أي خاض التجربة بنفسه. وهو صاحب أعظم ملحمة في تاريخ الأدب الإنجليزي وواحدة من أعظم ما كُتب -كتبت القصيدة في 1667- في القرن السابع عشر؛الفردوس المفقود. وتتجاور مع درر الأدب المسيحي التي تركز على الصراع بين الإنسان والشيطان من أعمال مثل مسرحية فاوست للألماني يوهان جوته,ورواية الإغواء الأخير للمسيح لليوناني نيكوس كازانتزاكيس,وملحمة الكوميديا الإلهية للإيطالي دانتي أليجيري. الملحمة الإيطالية هي الأكثر مقارنة مع الملحمة الإنجليزية,خاصة في تأثر الأخيرة بالأولى,وتناول كل منهما للنعيم والجحيم في الآخرة.
جون ميلتون هو الأديب البريطاني ذو الأثر الأكبر في أدب الفانتازيا بعد تولكين وشكسبير حيث تأثر به -من خلال عمله الفردوس المفقود- أدباء كانوا يستحقون مكانا بهذه القائمة أمثال فيليب بولمان في ثلاثية المواد المظلمة وسي إس لويس في سباعية سجلات نارنيا. وتستمر سلسلة التأثير خارج بريطانيا ونيكوس كازنتزاكيس في الإغواء الأخير للمسيح تأثرا بـ استرداد الفردوس Paradise Regained لجون ميلتون التي سرد فيها ميلتون انتصار المسيح على إغواءات الشيطان.
أما عن تولكين فهو الأب الروحي للفانتازيا الحديثة,وأكثر أديب ندمت أنني لم أشرف القائمة باسمه ضمن أدباءها -وذلك يعني عدم ذكر أدباء مثل غايمان أو براتشيت أو رولينج بحكم أن تولكين نفسه غير موجود. وهو نفسه -أي تولكين- تأثر مثل صديقه لويس -هناك لويس آخر لن نذكره هو أديب الأطفال الرائع لويس كارول- بشكل أو بآخر بفانتازيا ميلتون المسيحية.
إن ميلتون يستحضر ذكر اسمه لدى العامي نوع من القماش,بينما يستحضر لدى المثقف الفانتازيا في صورها الأكثر رقيا,أي الملحمة.
[5] برونتي
تعد عائلة برونتي أهم عائلة أدبية -خاصة الأخوات- في تاريخ الأدب الإنساني كله والأكثر تأثيرا عليه,وهي المكونة من
1-باتريك برونتي Patrick Bronte
الأب وهو كاهن وشاعر وكاتب أيرلندي وكان ذا نصيب من الشهرة أكثر من ابنه وأقل من بناته, وقد شارك إليزابيث غاسكل في كتابة السيرة الذاتية المعنونة بـ حياة شارلوت برونتي The Life of Charlotte Bronte عن ابنته بعد وفاتها وهو العمل الأشهر لها -أي إليزابث غاسكل- حيث عمّر باتريك بعد وفاة أبناءه الستة وزوجته ومات في عمر الـ84 (1777-1861).
أبناؤه هم (إيميلي – تشارلوت – آن – إليزابيث – ماريا – برانويل).
2-ماريا برانويل Maria Branwell
هي أم الأخوات وقد كانت كاتبة عرف عنها مقالة واحدة غير بالغة الأهمية تحت عنوان مزايا الفقر في الاهتمامات الدينية The Advantages of Poverty In Religious Concerns.
3-برانويل برونتي Branwell Bronte
الأخ والإبن الوحيد -الذي تسمى تيمنا بجده- الذي كان كاتبا وشاعرا ورساما,وقد شارك أخواته في بعض كتاباتهم الإبداعية مثل مدينة الزجاج Glass Town.
4-إليزابيث برانويل Elizabeth Branwell
الخالة التي شاركت بكتاباتها في العديد من المجلات الموجهة للأطفال. (11: (ويكيبيديا))
أما النصف الثاني من العائلة وهو الأهم والمتكون من الأخوات برونتي,وهم من الأكبر للأصغر -عمرا وقدرا- بالترتيب.
1-تشارلوت برونتي 1816-1855
هي الأكثر غزارة في الإنتاج الأدبي بين الأخوات الثلاثة. سطرت رائعتين في الأدب؛جين آير وفيليت. وكتبت عدد من الروايات الأخرى,ويمكن أيضا نسبة مدينة الزجاج Glass Town إليها,هذا غير عدد من المؤلفات التي تشاركت الأخوات في كتابتها. بدأت مسيرتها الأدبية عن عمر 13 عاما بأول قصيدة ضمن رصيد 200 قصيدة على مدار حياتها. وشكلت رواياتها هي وأختيها (خاصة إيميلي) نقدا قاسيا للمجتمع الفيكتوري وتمردا عليه,ويكثر الإشارة دوما إلى تشارلز ديكنز والأخوات برونتي بصفتهما أهم ناقدان للمملكة الفيكتورية في تاريخ الأدب.
2-إيميلي برونتي 1818-1848
صاحبة مرتفعات وذرينغ والتي تتجاور مع “توقعات عظيمة” و”ثم لم يبقى منهم أحد” ضمن درر الأدب القوطي التي تؤكد على البرهان الذي طرحته بالأعلى حول أدب الرعب. وأنا أتفق مع من يرى أن مرتفعات وذرينغ أعلى قيمة من رائعة تشارلوت جين آير. ويصفها هنري ميلر بـ”إنها إحدى أعظم الروايات التي كُتبت بالإنجليزية”.
قالت عنها العظيمة فرجينيا وولف:-
“لقد ألقت إميلي برونتي نظرة تأملية على عالم مزقته فوضى عارمة واستشعرت داخلها القدرة على جمع شتاته عبر كتاب. وهذا الطموح الكبير يمكن أن يُلمس عبر صفحات الرواية”.
3-آن برونتي 1820-1849
مثل تشارلوت سطرت رائعتين؛آغنيس غراي ونزيل قاعة ويلدفيل.
كل واحدة منهن قدمت إلى الأدب رواية تعد من الكلاسيكيات الإنجليزية ضمن أعظم الروايات في التاريخ. وتتميز أعمالهن بكونها أعمال سوداوية فيها نزعة مأساوية مغلفة بأجواء قوطية لدرجة أن صنفت رواية مرتفعات ويذرنج من قبل البعض ضمن أهم الروايات في أدب الرعب. والمأساة مكتملة بموت الشقيقات الثلاثة في أعمار لا تتخطى الثلاثينات؛29,30,39.
ومثلما حدث مع أجاثا كريستي وفرجينيا وولف,كانت هناك العديد من الاختيارات المحيرة البديلة عن الأخوات برونتي على رأسهم جورج إليوت وجين أوستن ودوريس ليسنج,لولا أننا نتحدث عن ثلاثة أسماء في مرتبة واحدة لذا الأخوات تكسب. وقد وصف أنيس منصور الأخوات بأنهن يشكلن أهم عائلة أدبية في التاريخ.
الغريب أن كل هذه الأسماء النسائية تنتمي إلى الأدب الإنجليزي ذو الطابع النسوي المميز,ومن يعلم لربما يكون شكسبير نفسه إمرأة وهو المغلف بالغموض فيما يتعلق بحياته الخاصة.
[6] توماس هاردي
كما تقدم الأستاذ العظيم تشارلز ديكنز يتبعه تلميذه العظيم توماس هاردي (1840-1928) الذي تأثر بأعماله -والإثنان متأثران بشكسبير المدرج أعلاه- كما فعلت أعمال ديكتز بالعديد من الأدباء العظماء مثله,مثل العظيم فيودور ديستوفيسكي نفسه. نحن لا نتحدث هنا عن توماس هاردي الممثل -توم هاردي- بل الأديب. وكل من الإسمين لهما مكانتهما العظيمة في الأدب والسينما. وعلى ذكر السينما فقد تم تحويل روايات مهمة للأديب الإنجليزي إلى أفلام مهمة بواسطة مخرجين عظام,أبرزهم بالطبع هو المخرج البولندي الأعظم رومان بولانسكي. كما نرى فعند الحديث عن توماس هاردي نجد العظمة تطفح من كل مكان. ومن آثاره العظيمة في الأدب نذكر
1-بعيدا عن الناس / بعيدا عن صخب الحياة
2-تس من آل دربرفيل
3-جود الغاضب
4-عمدة كاستربريدج
5-عينان زرقاوان
هي روايات أعطته شهرته في حياته,إلا أن أشعاره تم الإعتراف بها لاحقا بأنها توازي رواياته,وكان لها تأثير عظيم على شعراء مطلع النصف الثاني من القرن العشرين (الخمسينات والستينات) وعلى رأسهم الشاعر العظيم فيليب لاركن.
نصف القائمة شعراء (شكسبير وميلتون وبرونتي وهاردي) ويعد توماس هاردي مع تشارلز ديكنز ممثلي الواقعية في الأدب الإنجليزي (هناك أيضا سومرست موم العظيم الذي كان يجب أن يذكر في هذه القائمة هو وديفيد هربرت لورانس وهنري جيمس المتحير أنا في نسبته),وساهم الإثنان (والأخوات برونتي) في نقد المجتمع الفيكتوري. حيث عنى ديكنز بنقد المدينة,وفي المقابل ركز هاردي على الريف,وخلق فيه إقليما من نسج خياله اسمه ويسكس تدور فيه أغلب أحداث أعماله.
[7] جورج أورويل
يشاء القدر وبواسطة اسم هذا الرجل (1903-1950) أن تنتمي أعظم رواية سياسية إلى نوعية الخيال العلمي. وهي المعنونة بتاريخ 1984 التي تندرج تحت أدب الديستوبيا في تصوير مثالي للمجتمعات ذات الأنظمة الشمولية ضمن منظور مستقبلي غير متقيد بزمن معين يطل على الماضي والحاضر والمستقبل. ويمكن تطبيقه على العديد من الدول الاستبدادية مقدما النموذج الأسوأ لما تطمح أن تصير عليه بل والمتجهة إليه أي دولة يحكمها نظام طاغية. قدم أورويل في رائعتيه 1984 ومزرعة الحيوان معيار الرواية السياسية الكاملة واقعية كانت أو خيالية. وشحنها بكل الكراهية المعتملة في قلبه تجاه الحكم الجائر في أشرّ صوره. ولازالت تجلياته السياسية في الأولى وإسقاطاته الرمزية في الثانية تعد بمستقبل قاتم في ظل تدهور المنظومة السياسية في العديد من البقاع حول العالم,وعلى مختلف المستويات القيادية من رئاسة الدولة إلى مشيخة الحارة.
في عام 2008 وضعته صحيفة التايمز في المرتبة الثانية ضمن قائمة أعظم 50 كاتب بريطاني منذ عام 1945 The 50 Greatest British writers since 1945 وجميع المذكورين في القائمة ينتمون إلى الأعوام ما قبل سنة 45. إلا أنني اختلف مع اختيار فيليب لاركن للمرتبة الأولى في قائمة التايمز بدلا من جورج أورويل.
في الأدب البريطاني يتربع جورج أورويل فوق عرش الديستوبيا إلا أن هناك اسم آخر لا يقل ثقلا عنه,وهو مواطنه ومعاصره الإنجليزي ألدوس هكسلي,الأديب والمفكر صاحب رواية عالم جديد شجاع,التحفة الخالدة التي قد لا تقل أهمية عن 1984. هكسلي هو كاتب آخر كان يمكن أن يقف هنا في هذه القائمة. ومن التجليات السياسية لجورج أورويل ننتقل إلى الرؤى العلمية لهربرت جورج ويلز كاتب آخر من أدب الخيال العلمي أذهل العالم بتوقعاته.
يلاحظ خلو القائمة من رواد الرعب العظماء مثل ماري شيلي أو دافني دو مورييه أو ويليام غولدنغ -هو وتولكين وويلز أكثر من بكيت لعدم وضعهم- أو هنري جيمس. الأخير قد يأتي في قائمة أخرى نظرا لحيرتي في نسبته إلى أي من الأدبيات المذكورة في مقدمة المقال (الرجل إنجليزي أيرلندي أسكتلندي).
ونختتم الجديرين بالذكر باسم جراهام جرين,الذي كتب القنصل الفخري والموت للمرة الثانية.