هذا هو أورسن ويلز كما تراه: ممثل أداؤه اقرب ليحيي شاهين مفتعل، يريدك أن تشاهده بالقوة. بارد, لاتصل مشاعره المتضاربة اليك رغم تعقيدات شخصية روتشستر الشهيرة, بل وفق رأيها هذا الدور مثله شاهين بشكل أفضل وأكثر صدقاً في الفيلم العربي “هذا الرجل أحبه” من هنا بدأت الحكاية.
3
في الجريدة وخلفه بعض كتب قديمة ولوحات شهيرة ماركة العتبة، وصور لرفاق ما قبل سقوط السوفييت، تتوسطهم صورة قديمة لأفيش فيلم “المواطن كين” لأورسن ويلز، أما عنه فهو فكان منكبا يقرأ ويصحح, يشطب ويلعن ويدخن ويسخر من هذا العنوان وهذه الجملة مندهشاً كيف امتهنت الصحافة هكذا, وما أن يتعب حتى يشغل ليله بإحداهن ويمضي.
4
“سران في خاطر الظلماء يكتمنا.. حتى يكاد لسان الصبح يفشينا”.
من يشرح هذا البيت؟ لا أحد، فالبيت يشرح نفسه. ابتسمت، فهي مثلهن تؤمن بوجود آخر يكملها كما في الروايات ابن زيدون وولّادة, دارسي وإليزابيث, حتى عمر الشريف وفاتن.
5
يلتقيان.
وبعد السلام والتحية مشيا سوياً, تسلل عبر السينما إليها, دق فعبر فاستقر, وبعد أيام وشهور خلت كان هناك أورسون ويلز !!!! من؟ أورسون ويلز وهذه المرة برائعته “المواطن كين”، يتبعه بعبارة أفضل فيلم على مر العصور ويمضى في السرد عن النص السينمائي وجمالياته ,تماهيه مع ماركس وفرويد بل والمسيح. لهذه الدرجة يملك رجل واحد كل الإجابات: كيف تحيا, كيف تفكر؟ من تصاحب؟ من تفضل ثومه أم فيروز؟ ما هو مكانك الأجمل ؟ مقاهي وسط المدينة بالطبع, تحتسي القهوة أكيد. إذاً كيف تحبها: سادة مغلية. والمرأة هاه؟ من السهل أن تجيب: سعاد حسني، ترفض النحيلة ميج رايان والمسترجلة هيلاري سوانك والرقيقة وينونا رايدر، تريدها مونيكا بلوتشي وتشارلز ثيرون.
مع الوقت سينتقد براءة من تحب ومن تقرأ وكيف تقرأ, يهديها كتاباً عن العمق وفي اليوم التالي يعقد اجتماعاً ثنائياً لمناقشته!!.
تسأله مشاهدة مباراة لفريقها المفضل فيمتعض من هذا الإسفاف, يحدثها دوماً عما كان، وكيف سافر للقمر مرات عديدة ,ومحاولاته في الحياة, صحيح قصص مدهشة ولكن في الخيال على الارض لا ترى إلا كتبه الصفراء.
سيخبرها أحدهم لاحقاً أنه سقط مع سقوط السوفييت وباق هناك ,يدندن أسطوانته الوحيدة الباقية “المواطن كين”.
5
وبعد سنين وبينما هي تواصل الحياة، قرأت أن المواطن كين لم يكن أول من ادهش النقاد، بل هناك آخر يدعى “السلطة والمجد” أخرجه ويليام ك.هوارد عام 1933، فتذكرته وابتسمت .