حكاية “نادية” تطبيق للمؤلفة “سمر طاهر” ويصاحب القصة بعض الأحاجي أيضا. وتعتمد القصة على جمل بسيطة، حيث تقدم حكايتها لمرحلة الطفولة المبكرة فتبنى جملها على أفعال وكلمات بسيطة ترتبط بمضمون القصة المباشر. فنادية تحب، تشاهد، تتأمل، تكتشف تتخيل وتبتكر وترسم. فالجمل تنقلك وبالتدريج لتتعقد الأفعال معها أيضاً لتصل إلى حلم نادية بأن تصبح رسامة، فبقراءة الطفل للقصة يقترب من أفعال في اللغ ترتبط بعمل الرسام وذلك من خلال جمل بسيطة متتالية التعقيد، فالجمل تنساب لتأخدك لما تريد تصبح عليه نادية عندما تكبر.
ويصاحب النص رسوم مبهجة لرسام قصص الأطفال “محمد طه ، فيجعل نادية بشعرها الأجعد ترتدى “سالوبيت” أحمر اللون ليؤكد شخصيتها الفنية، فتجلس بين الألوان ترسم بشغف ودائما ما يصاحبها في جميع المشاهد عصفور أصفر يحلق ليقترب منها يراقب ما ترسمه. ويسقط ظلال للأشكال على خلفية تأخد لونا مكونا جذابا ويحيط جميع أشكاله بخطوط سوداء واضحة ولكن أكثر ما يجعل رسومه مبهجة هو الاعتماد على الألوان الفاقعة فتجذبنا لنكمل صفحات الحكاية، كما أن تحريك الأشكال جعلها أكثر حياة وتفاعلا من خلال “التطبيق” الذي يتضمن أيضا العابا لإيجاد الأختلاف وأخرى للتلوين فأضف متعة للحكاية، لترتبط بمضمون القصة وتأخد من مشاهدها أحجية تتعقد هى الأخرى تدريجيا كالنص.
فنحن الآن أمام قصة للأطفال تتناسب وايقاع هذا العصر السريع الذي يزخم بوسائله التكنولوجية المتجددة كل يوم ،فيقضي الطفل أمامها وقتا ليس بقليل، تجعله يقرأ، يلعب ويتعلم، محاولين كمتخصصين بمجال أدب الطفل اختراق عالم يغرق فيه الطفل لساعات.
اعتقد أنها محاولة جيدة ومهمة حتى لا نكون بمعزل عن اهتماماته، ولكن ما مصير الكتاب الورقي الذي عشنا كأطفال لسنين طويلة نعشق رفقته أمام صخب الحياة المتجدد …!؟
ريفيو
سمر طاهر: مؤلفة قصص أطفال مصرية وصدر لها عن دار نهضة مصر سلسلة ” حكايات ليلى”
https://www.facebook.com/laila.stories
محمد طه: رسام قصص أطفال مصري
https://www.facebook.com/mohamed.taha.illustration