تمد يدها تعصره، ومع العصر تكتم الآهات.
فى الزيارة الأخيرة للطبيب، قال لها: داوي بالملح الجراح.
سمعت وامتعض وجهها، بسقوط غلالة رقيقة من الغموض، أزاحها عندما قال: العلاج هرمونى، نصف قرص صباحاً، ومثله مساء لمدة خمسة أيام.
بعد أيام العلاج، بدأ الجفاف يزحف عليها، جلبوا لها المحاليل، بحثوا عن عرق نافر، لم يجدوا، بهت الطبيب وأشار أن يحضروا طفلا.
جلست القرفصاء، أخرجت فردة ثديها المنتفخة، أعطته حلمتها، أخذ يلعق، ومع لعقه، رأح الألم يتغلغل داخلها، سرعان ما تضخم بمرور الوقت، لدرجة اكتساء وجهها بحمرته القانية، ولما توقف الطفل عن أخذ ثديها، سألها الطبيب عن شعورها، قالت: كأنه جرو، راح يلغ ماء.
بهت الطبيب، وقبل أن يفارق البيت قال: شفاط ثدى.
تصرخ الريح، يفتح الشباك، تطلق ثديها من بين يديها، وتكف عن عصره، وبعينها تلمح اللمبة المتدلية تهتز بفعل الهواء الذى اقتحم الغرفة من خلال الشباك المفتوح.
تحوّل نظرها إلى السجادة، المتأرجح فوقها ضوء اللمبة.
من بين خيوط الحقيقة والتهيؤ، تلمحه علي السجادة عاريا، تستلقى بجواره، تقبله، تضمه، تلقمه ثديها، يعب منه حتى يشبع، يغفو، فتوسده ذراعها، ويبدأ صدره فى الصعود والهبوط.
تعود من شرودها، تجد الريح قد سكتت، واللمبة استقرت، ودمعة منسابة تتلاقى مع قطرة لبن نزت من حلمتها.
تفرد عودها المدكوك من الألم، وفى منتصف الغرفة، تقف، تتذكر ” شفاط الثدى”
تخرجه من علبته، تدفع بمقدمته فى ثديها، وبيدها تضغط، الألم يزداد، ولا أثر للبن داخله، فترميه جانبا، ويتعلق نظرها بالصرة الساكنة أعلى الدولاب، تجذبها، وبلهفة المشتاق تفكها، تلمح: الكوافيل، السكاتة، الببرونة، وحجاب.
تأخذ الحجاب، تفكه، تجد بداخله: سرته، وحبات من الفول.
تدفن وجهها بين مكونات الصرة، تشعر كأن الألم تخف وطأته، وعروقها الغائرة بدأت تنفر، وعرق ينز من مناقير ثديها، تبعد الصرة، تلمح لبنا دافئا ينساب بتؤدة.