كمال ميرزا (زولاق)
“أنا ملهوفٌ عليكِ كلهفة جندي صعيدي تلوح له الضفة المقابلة من القنال”!
هل تصلحُ هذه الصورة أن تكون غزلا في عُرف الشعراء العموديين بعنادهم القَبَلي وصنعتهم المتزمتة؟
وهل تجاري ولدنة شعراء التفعيلة؟
وهل هي عميقة بما يكفي لتلبي غرور شعراء النثر الطامحين بالعالمية؟
ماذا لو قلتُ:
“أحبكِ كحُبِّ شمس سيناء لعرق الجنود..
وكحبِّ دماء الجنود لرمل سيناء”!
أو قلتُ:
“أريد أن ألتصق بكِ..
كما تلتصق جوارب جندي بور سعيدي بقدمه التي لم تخلع بسطارها منذ أسبوع”!
حسنا،
سأجتهد أكثر:
“عيناكِ فرحي..
كفرحة جندي من الدلتا ألقى بنفسه على المتراس..
وقد أيقن أنّ زملاءه من خلفه قد مرّوا بسلام”؟
وماذا عن القابعين على الجبهة المقابلة؟
هل “الجولان” أقل صلاحية للشعر؟
أم أنّ “خبطة قدمكن” قد أنصفت الجنود من كلّ وغد يأخذ الأوطان بجريرة الأنظمة؟
سأجربُ مرّة أخيرة:
“أنا مخذول كجندي يقبع على الضفة الشرقية من النهر..
ويحدّثُ نفسه:
ها هي فلسطين أمامي أقرب من رمش العين..
لو مددتُ يدي لقطفتُها”!