الخيول
لا أصطاد الخيول
بحبل أطوّحه فى الهواء
ثم أعقده حول جيدها
وأجرّها
كيف أفعل بها؟
وكيف تحبنى بعد ذلك؟
الخيول مثل الريح
ليست لأحد
وأنا
أصهل مع الخيول
ينبت لى
عرف طويل مثلها
ذيل طائر، سيقان عالية
حوافر عنيدة
وموجات
من اللهاث والعرق
مثلها
أعطش الجموح
أشرب المدى
ومعها
أعبر الماء
الهواء والنور
فتصاحبنى
وتصدّق أنى
لست صياد خيول
لست تاجر خيول
وفى أىّ وقت
لم يكن لدىّ
حبل أصطاد به
ولا نقود أتاجر بها
فقط لدى قلب
يحب أن يجرى
يجرى مع الخيول
أحب أن أكون هنا
مكان حر
قِدْر طعام كبير
على نار هادئة
يأكل الكل منه
بئر واحدة لا تجف
يشرب الكل منها
مزيج من بشر
طيور، حيوانات
ونباتات
تتبادل أعضاءها
لتكون أكثر حبًا وجموحًا
أحب أن أكون هنا
غابة
قرب جبل وبحر
لها سماء مفتوحة
فيها مطر عارم
ضوء مبهر
ظلام حالك
برد شديد
حرارة عنيفة
وأنا
كل لحظة
مُعرّض للموت والحياة معًا
أحب أن أكون هنا
البحر
وأنا بحّار نسى اليابسة
أعيش مع
موج، شمس، نجمات
ملح، سحاب
طيور بَحَرية بلا أعشاش
وفى الأفق الممتد
تجمح روحى
وتثب
حتى تشعر بالتعب
فتواصل
وأواصل معها
حتى نفنى
نحيا
فى هذا التعب الرائع
أحب أن أكون هنا
أمشى
أن أمشى العالم
بقدمين حافيتين
صدر مكشوف
وذراعين عاريتين
معى
آلة موسيقية وترية
تعزف جموحًا وحرية
أمشى
جسدى العارى
ملطخ بالشمس
مبلل بالمطر
وفى روحى
تطير كائنات
كانت فى حياة أخرى
تتمنى الطيران ولا تستطيع
وتلعب كائنات
كانت فى حياة أخرى
ممنوعة من اللعب
أمشى العالم
بلا شىء أحمله
ضد شىء
لا أحد لديه
شىء يغرينى
وليس لدى شىء
يغرى أحدًا
أجوع
فآكل مما زرعه العالم
على حواف شوارعه
وأشرب من ماء
جمعه فى
قناة بسيطة
أو
على ورقة شجر
أمشى
حتى تنتهى الشوارع
ويخترع الكون
شوارع جديدة
أنظر
فى عينى كل كائن
أُسلّم على قلبه
أشاركه كسرة خبز
أو لعبة
أو نخترع شيئًا يخطر لنا
فى ذات اللحظة
أمشى
وطوال الوقت
يظل طعم العالم
فى قلبى
وطعمى
فى قلب العالم