أكتب اسمي ورقم هاتفي وعنواني على وجهي مع رسالة قصيرة أرجو فيها من يجد رأسي أن يرسله إلى العنوان المرفق.
مكرهة على الابتسام قبلت صغيرتي التي وضتعها أكمام المعطف الأزرق بالقرب من وجهي، الصداع لمتعجبه ابتسامتي المنهكة، أندفع من جديد من الثقب الصغير الذي صنعه الطبيب أسفل عمودي الفقري ليساقر داخل رأسي صارخاً فيّ لأنام من جديد حتى يستطيع العمل في رأسي.
الصداع مرهق من محاولاتي المستمرة للتخلص منه، يبكي في ركن بعيد من رأسي لأن بعض وظائفه لم تعد تعمل؛ يبدأ من جديد في محاولات لشحن نفسه ذاتياً من الثقب الصغير أسفل عمودي الفقري، الثقب الذي نسى الطبيب ..آه ، أقصد الذي نسى المعطف المتحرك أن يغلقه.
المخدر يثقل ساقي والمعاطف والكمامات مازلت تتحرك أمامي، يدي لا تقوى على تحسس وجهي الذي أشعر أنني أفقده.
الحليب يتدفق من صدري ليرسم خرائط متداخلة على ملابس المستشفى الزرقاء ليجعلها أكثر حميمية، يرسم لي وجوهاً متعددة أختار منها ما أريد، يغلق الثقب أسفل عمودي الفقري ليحبس الصداع داخل مصباحه القديم.
الحليب يتبخر في هواء الغرفة لينحت وجوهاً ملائكية لهؤلاء الأطباء الشرسين، الحليب المتسرب من ثديي يعرفني أنك تعطيني فرصاً أخرى لأبني فراشاً افتراضياً من القبل الصغيرة لأرقد فيه دون ألم..
على كل حال منذ فترة طويلة لم أشكرك..
شكراً.