بجوار سائق التاكسي

موقع الكتابة الثقافي
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

بجوار سائق التاكسي كنت أكثر حرية، حكيت لصديقتي عن ملابسي الداخلية المزهرة التي اشتريتها لأتجاوز محنة السنة الرابعة والثلاثين من عمري، أخبرتها ببساطة عن الدولارات التي كانت معلقة في البنك المركزي العرص بالرغم من أنها قادمة من لندن لا من قطر، هل تعرف قصة قطر؟ لا يهم لا يهم.. شكراً انك أفرجت عن نقودي .

آه في التاكسي، كنت حرة بالفعل لوقت قليل ونطقت لفظ “معرّصين” ثلاث مرات دون قلق من أن تسمعني ابنتي فتكرره؛ أنا لا أهتم أن أكون أماً مثالية، ستعرف ابنتي “المعرصين” بالتأكيد في أوقات لاحقة – ربما أقرب مما أظن-.

صديقتي، عندما كانت تصف الطريق لسائق التاكسي (العرص) الذي يحاول حشر نفسه في حوارنا، كانت تقول له: “حضرتك” وهو مجرد عرص صغير، صديقتي التي تحدثني بفجاجة عن ما يسمى الوطن وعن مشاكل الطفولة وتقول ببساطة إننا نعيش في بلد “ابن قحبة” تقول (للعرص) سائق التاكسي “حضرتك” ، (أحا يا أريج) هذا ما رغبت في قوله لها بالأمس لكنني تمهلت حتى لا تسمعني ابنتي، (أحا ياسارة) تقولين (معرصين ) بسهولة وتخشين قول (أحا) أمام الطفلة؛ يقولون إن (أحا) من أكثر الكلمات فحشاً وتقال عند الممارسات الجنسية، أنا لا أظن ذلك، ولكنني لم أتحرر بعد من الوعي الجمعي (العرص) الذي يحرم الكلمة.

بالرغم من ظلام التاكسي ظللت متأكدة أن تلك الكلمة الفاحشة، ستعلق بأذن ابنتي أكثر من غيرها، ولم أستطع أن أقولها للسائق عندما سألته “كم تريد؟” فرد قائلا “اللي تجيبيه”، ثم لم يعجبه المبلغ فبدأ في التذمر.

أكون أكثر سعادة عند التفوه بالألفاظ البذيئة في وقتها المناسب، صدقني لا مفر من البذاءة أحياناً، هلا أخبرت من حولي أن امرأة مثلي متزوجة من عشر سنوات وتمشي في الشوارع وحيدة من عشرين عاماً أو أكثر، تقرأ الرويات وتكتب الشعر، لا تستطيع الاحتفاظ دائماً بشكل خارجي لطيف وألفاظ مهذبة، أخبرهم أرجوك كم هذا قاتل للحرية والشعر.

مقالات من نفس القسم