.
كل الأشياء تخونني
وأخونها أحيانًا
مرة بالفأس،
ومرة بالأدوية.
.
أنهض وقلبي يغوص في عزلةٍ
عقلي يولّد أسئلةً بحاجةٍ إلى التبول
تتسرّب أملاحٌ على حذائي،
بطلاءٍ يتحد مع غبار الطرق
أنا صاحب العمل ولا وظيفة لي
أفاوض العالم بروحٍ قديمة،
وحدها تسمع نغمةً شاذَة
وتبتر أعضائها كمائدة،
تستخدم فوطتي في الصباح
وباب بيتي لتخرج وتعود سكرانة ليلاً
تنام داخل غسّالة كهربائية
وتدور فيها كعاصفةٍ في الخلاء
تزعجني وتزعج ستائر الجيران.
.
أفكَّر في رأسي
وجدارًا يخترقه،
بقلبي الذي تسرّب مني أسفل الأبواب
وآلهة تنخره ببطء
.
أتكوَّم على سحابةٍ
تبعدني عن جمهورٍ من النمل يقبع كمنحدرٍ يواجهني،
زياراتُ مؤجلةً لهم
حيواناتٌ تظهر فجأة،
وتتطلّع إلي
بعد أن صعدت على أعناق موتي،
سماءٌ بنجومٍ قلقة
تبحث عن تائهِ
يحشد نفسه من شيش النافذة،
يرقب أي ضجّةٍ تحدث بالخارج
تطغى على صخب البياض!
.
تماثيل عثرت عليها
في عودتي إلى البيت،
كلّ مساءٍ تعريني من كل مجهودٍ بذلته.
عمري الذي خنقته أورام الرأي
صار مثل أي التفاتةٍ لعجوز،
لا شأن لها إلا بتضييع اللحظة
عجوزُ تستند على حيوانٍ مفترس،
وتلقي الحب لحمامٍ تخلى عن هجرته!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من ديوان “كل هزيمة لهم رمز لما بداخلي” الفائز بجائزة “أسامة الدناصوري” للشعر 2015