أتركُ حدقتيَّ معلَّقتين على الدهانات وأسقفِ الجبس
أتكئُ على العلاقاتِ الحقيقيةِ بين عقربِ الثواني وصحنِ الساعة
فأخلقُ أياماً ذاتَ تجاويفَ كثيرةٍ وتعاريجَ أعمق
أياماً تسعني حين أتكوُّرُ بداخلها
أتمدَّدُ في رصيفها الضيق
أواعدُ كلَّ ضمائرِ الغائبِ
وأتمردُ على فروقِ التوقيت
أضعُ الفواصل بعد كلِّ خيبةٍ
لأتلو صلاةً جديدةً في الهوامش
أكتبُ فقط لأملأَ الوجوهَ بعباراتٍ ثقيلةٍ
عن الحبِّ والحربِ والله
وأتحسَّسُ جسدي سائلاً على الورق
مفضوحاً في عينِ المارة
ملفوفاً في قرطاسِ الملح
معجوناً بالأسفلت
ولئلَّا أتعفنُ في قناني الأيام
صنعت لنفسي منطاداً
كلَّما سقطَ مني جسدٌ
هبَّت ريحٌ وتضاءلَ الزمن
أرحبُ بالغرباءِ في بيتي
أسرِّبُ لهم ألواناً كثيرةً في أطباقِ الحلوى
فيتركونني بضوءٍ أبيض
بضوءٍ هشٍ
وحيدٍ
كخطوةٍ في اتجاهٍ واحدٍ
إلى القبر.
……………
شاعرة مصرية، والقصيدة من ديوان “بحّة في عواء ذئب” الحاصل على المركز الثاني في مسابقة أخبار الأدب 2018