نصوص

منال أحمد
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

منال أحمد

1.

ليس بمقدوري أن أرغب شيئاً
في الملل أفقد كل شيء
أشعر بأني أتسلل مني
كتمثال من جليد
أذوب
أصنع على الأرض بحيرة
يصطاد بها الأطفال الضفادع
ويرقات الماء الآسن
في أعلاي
لا شيء يذكر
لم أترك في الهواء إلا البرودة
وأثر لا مرئي لتمثال ذائب
أخذت أعضاؤه تسيل
حتى تهاوى.

2.

من نافذة الجنوب، أرقبُ مسار الغيم،
إنه فارغ تماماً
أخاله أحياناً العدم وأحيانا أخرى أتصوره الجانب الآخر،
كم يبدو آخذاً في الذهاب، عميقاً وبعيداً،
خلف المنزل مسافة قديمة بين شجرتين مقطوعتين
أظن أنها كانت فيما مضى تشغلها أرجوحة

تمتلئ كل يوم بضحكات الأطفال ومناوشات الريح للأغصان والورق،
كل شيء يبدو ساكناً الآن،
الريح تشعر بالوحدة

لا تفعل شيئا إلا قياس أنفاسي .. القصيرة جداً والمتأرجحة بصمت وهي تعبر
تلك المسافة اليابسة.

وجوه وأجساد،أجساد ووجوه
اختلط الأمر علينا كثيراً
حتى صار من الملائم جداً
أن نرتدي ما يجعل بعضنا مختلفاً
شيء…كالمعاناة.

4.

في الشارع الأخير
خلف أفق البيوت العالية
اصطدمت امرأة بعمود الإنارة
وحدي هنا
أمسكتُ الضوء المكسور
وحدي جمعتُ شظاياه
من قلبها.

 

5.

تعال الآن
فقد نضج العالم
وصار يتزين بالشعر
كي يدرك قيامته
التي قامت
منذ أول حرب في الحكاية
لكن لم ينفخ في الصور أحد
ولم تستعجل الأرض زلزالها
لتخرج ثقل الموت العظيم
فأخذت تلعب لعبة الحياة.
تعال نكتب
صحيفة من القصائد
نخاطب أحبتنا الموتى،
الأطفال والامهات
نخبرهم،
أننا كلنا دخلنا في الآخرة
وأقفلت علينا الأبواب.

 

6.

أنا منشغلة دائما
رغم أن يدي معقودة خلف ظهري
وذراعي متصلبة في العدم
لا أتوقف عن ترتيب الهدوء
وتنسيق صورهُ في المكان
منشغلة جداً
صوتي مركون في الزاوية
وأنا منهمكة
أصفف الأغاني في أدراج الوقت
أغنية في الأمس
أغنية من أجل حفلات الفراغ القائمة
وأخرى للغد الذي يأتي صدفة
كل يوم،

أمشي بقامة مستقيمة
وجسد تنحته الكآبة
لا أكف عن الانحناء مراراً
لالتقاط أعين الغرباء
كم تؤلمني فقرات عمري
والجوانب المجهولة منه

من الداخل أراقب نفسي
ذنوبي وهي تتصارع
وكل الآمال الآتية
حين أقطع عليها الطريق
وأحرقها
في جحيم قيامتي.

 

7.

بينما تنسجُ الريح
أنين قلبي
هناك صوت يحضّر صداه
وسقاية من ظمأ
تُتلى كما ضمير الشمس
على سورة الصبح.
هديرٌ يسير
عتاب المسافة
من صدري
يحنو
وعلى كل ظلٍ
تنهدل حبال رواءه
فيشربها نهرٍ
مات ماؤه.
تقتلني
اللسعة الباردة للحزن تُرقد ملامحي
في عيون القمر، غبار الظلام يلطمني
وكلما
حرّكت صوتي جرأة الريح
عاد احتضاري.

………………..

*شاعرة من البحرين

 

مقالات من نفس القسم