يَا أَبَتيِ !

العربي شحمي
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

العربي شحمي

أُشْهِدُ الله يَا أَبَتيِ

أنَّ أبنَاءَك إِخْوَتي يَا أبَتي

لمَ أَرفَعْ يَدِي عَنهُم

إِلَّا بَعدَ أَنْ أَينَعُوا وَأَينَعَت كَواهِلُهم

وَانصَرَفُوا

يَضرِبُونَ فِي الأَرضِ إِلَى أَن تَاهُوا

وبَاتُوا

لاَ يَكتَرِثُون بِأنِّي اِبنُك

وَأنَّهُم إِخْوَتي يَا أَبَتِي

وَأنِّي شَغَلتُ مكَانَك قبَل أنْ تَترُكَنِي

يَومَ دَعَاكَ رَبكَ

أعوَامًا وأَعوَامًا وأَعوَامًا

وَكَانُوا فِراخًا لَا تَقوَى بَعدُ عَلى النطِّ

لاَ مِنَ القَشِّ إِلَى القَشِّ

ولاَ مِن التُّرابِ إِلىَ التُّرابِ

……

أُشْهِدُ الله  يَا أبَتي

أنَّ أبنَاءَك إِخْوَتي يَا أبَتي

حِينَ استَحَالُوا بَشراً

خِلاَف مَا يكُون عَليهِ البَشَر

قَذفُوا بِي  فِي الجُبِّ

وَانصَرَفُوا يَتَجارَوْن كَالجِرَاءِ

وَقَد تَركُونِي وَحِيدًا

يَا أبَتي

أَرْتُقُ الَّليْلَ بِاللَّيلِ

أَمْحُو الحَافِرَ بِالحَافِرِ

أَنسَخُ الرَّعشَةَ بِأخرَى

أَرُدُّ الصَّرخَةَ بِأَعمَقَ مِنهَا

عَلَّنِي أنَجُو بِنَفسِي مِن نَفسِي

وَ أنَجُو مِن جَزَعِي وَمِن هَلعِي

وَعيْنِي عَلى أَن أَقْلِبَ التَّارِيخَ رَأسًا عَلَى عَقِب

………..

 يَا أبَتي

وَإنَّه فِي حَالِ كُنتَ تأَخَّرت

عَن لِقَاء رَبكَ قَلِيلًا

قَلِيلًا

أَو كُنتَ عُدتَ مِن مَثواكَ الأَخِير

لَكانُوا أتَوْكَ  بقَمِيصِي

مُلطَّخًا بدَمٍ لَيسَ دَمِي

وَأَسَرُّوا إِليْكَ أَو أجهَرُوا

بِأنِّي صَادَرتُ حَقِّي فِي الحَياةِ عُنوَةً

وَبِأنِّي صَادَرتُ حَقَّهُم فِي إفلاَتِي مِن قَضَائِي و مِن قَدَرِي

وَلو كُنتَ عُدتَ يَا أبَتي بَعدَ قَلِيلٍ أَو بَعدَ أَقَلَّ مِن قَلِيلٍ

لَكُنتَ شَاهَدتَ مَراسِيمَ اِحتِفَال أبنَائِك

إِخْوَتي يَا أبَتي

بِمَا فَعلُوا بِي ليَلةَ قَذفُوا بيِ فِي الـجُبِّ

وَانصَرَفُوا

يَتَجارَون كَالجِرَاءِ

وَقَد قَطَعُوا وَرِيدِي مِنَ الوَرِيدِ إِلىَ الوَرِيدِ

وَحَبوْني مَا اسْتَطاعُوا طَعناً عَلَى طَعنٍ

وَانصَرَفُوا…يَا أَبَتيِ .

  • شاعر من وزان ـ المغرب

مقالات من نفس القسم

علي مجيد البديري
يتبعهم الغاوون
موقع الكتابة

الآثم