فراشة من نوع “السيدة الجميلة” تفتتح اليوم،
الفراشات أرواح تحلق حولنا هكذا فكرت،
لمن الروح؟ لأبي؟ جدتي؟ صديقتي؟ ابن صديقتي؟ أم لجندي مجهول؟
تغني فايزة في (MP3) «إنت وبس اللي حبيبي“،
نتسلطن معاً في بلد لا يعرفنا.
**
قلب المدينة حار
يحلق الأوز البري فوق المدينة زاعقاً بالرحيل،
زمرة من سيدات مجتمع هستيريات، هكذا يبدو الأمر ?
المترو مزدحم كما يليق بالصباحات الهامة،
يصل القطار فتسيل الوجوه الجادة للخارج،
لحظة مواتية للتلصص،
انغلق الباب قبل ولوج المرأة بفاصل سحبة عين،
نتأمل من الداخل فشلها كدراما صغيرة،
نطمئن لانتصارنا المتحقق،
لا تبادلنا النظر وتقطع الرصيف وحيدة،
تكتمل الدراما،
فراشة أخرى تنتظرني بالخارج
روح أخرى هائمة.
**
الثانية عشرة الكل يخرج بطعام وقهوة
ننتشر في الساحات، نتمدد على العشب
نشكو الحر والبرد معاً، نشكو الحياة بمجازات ضخمة ومؤثرة
تخرج نظريات فلسفية وليدة اللحظة
ثم من فعل ماذا، صياح ونكات وشمس،
تمر الدقائق كما يجب،
فراشة أخرى تأتي
**
لا شيء هام
يمر الباص خلال 6 دقائق،
المزيد من الفراشات تحلق،
الشارع واسع والجميع عائد في الطرقات،
“لو مرت فراشة أخرى سيأتي الباص في موعده”
“لو مرت أخرى أيضاً سأسافر بعيداً“
“لو مرت … ” ماذا تبقى من الأمنيات؟
فراشة ممددة في بهاء على الأرض
منذ 6 دقائق،
هي ما تبقى في أخر النهار.
**
خلف البيت عشرات الفراشات الأخرى،
لا أجمل من فراشة فيما يبدو
تأتي أخبار اليوم المتراكمة منذ الصباح:
“هجرة ملاين الفراشات نحو الجنوب“
ورحلتي الشتاء والصيف،
ملايين الأرواح عبرت المدينة
أرواح لها أحباء،
وأرواح لا أصدقاء لها،
وأرواح مستلقية على الطريق في بهاء،
طيري يا فراشاتي، طيري يا أوزاتي الصاخبات،
غداً عندي خطة واضحة:
حصر كل من فشلوا في ركوب القطار
بفارق ضئيل
قدره سحبة عين .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
شاعرة مصرية