هنا

موقع الكتابة الثقافي uncategorized 9
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

عبد الحفيظ طايل

إيقاع الحياة يشبه

إيقاع مباريات الكرة في الأندية المحلية

إيقاع يعبر عن الضجر

عن الرغبة في التخلص

عن القدرة على الهرب

وعن الخوف من المستقبل

 

ربما لأن الكرة تشبه كوكبا يمكن ركله

 

الضجر

ربما ناتج عن كون اللعبة أصبحت بقوانين وآلهة وملائكة وشياطين وبلا أطفال

ربما ناتج عن الرغبة في إنهاء المباراة

 

عن إيقاع يتملك سطحا أملس

يبيعه عبر اعلانات متلفزة

 

لكن لا شاشة مفتوحة على عوالم بكر

لا مرآة تفتح إلا على وجه مغبش

ولا أتعرف على نفسي إلا عبر صوت لا تعكسه المرايا

 

وجهي صاحبي

وعندما أتوه يتعرف علي الأصدقاء عبره

لكنه مغبش في مرآة لا تعكس صوته

 

وأنا مصاب بالضجر كأي لاعب في الأندية المحلية

 

أول أمس قابلت عشيقتي

ولم تتعرف على وجهي

قالت:

أنت لست أنت

لكنك جئت في الموعد تماما

وصوتك هو هو

لكن بلا وجه

رأسك بلا ملامح

رأسك يبدو ككرة تصدر صوتا ضجرا

رأسك يبدو ككرة

 يمكن ركلها

                                                          

الرغبة في التخلص

ربما ناتجة من ثقل الحمولة على الساقين

من البدانة واللحم المكتئب الثقيل

من الماء تحت الجلد

من أعراض الحمل الكاذب

من تغبش المرايا

 

منذ قليل

صادفت

أحد أصدقائي

لم أتعرف على وجهه

وبرغبة كاملة في التخلص

نسيت اسمه

 

أصبحت أمتلك قدرة كبيرة على الهرب

دفنت نفسي في الماضي

قريبه وبعيده

وامتلأت بالحكايات

 

هل يمكن للواحد أن يفضح أعضاءه عبر الكتابة عنها؟

عن علاقة يده بيد أخرى سرقتا نفس اللحظات رغم بعد المسافة واستغفلتا الوقت ؟

عن المشترك بين أذنيه وأذنين أخريين تسمعان نفس الموسيقى في ذات اللحظة منفصلتين عن باقي الأعضاء وسارحتين في ملكوت من العتمة ؟

عن علاقة سرتين بذات الحبل السري؟

 

مرة نمت مع مكبر صوت

فامتلأ الكون بالأصداء

 

صدى صوت منتحبة ، صدى صوت وردة، صدى صوت يمامة واقفة على افريز نافذة، صدى صوت ساندوتش، صدى صوت سيجارة، صدى صوت أم، صدى صوت عنكبوت، صدى صوت أصدقاء يهتفون في ثورة ، صدى صوت عربة اسعاف، صدى صوت قداحة تشعل سيجارة، صدى صوت احتراق التبغ ،صدى صهيل خيل، صدى بكاء طفل، صدى ضحكات مبعثرة، صدرى خرس.

لكن لا صدى لصوتي

 

صدى ولا صوت

صوت ولا وجه

فقط

كرة قابلة للركل.

 

مقالات من نفس القسم

علي مجيد البديري
يتبعهم الغاوون
موقع الكتابة

الآثم