مشهد يصلح للنهاية

موقع الكتابة الثقافي
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

ابتسام حسني

نهار خارجي

لم تكن الليالي صادقة بالقدر الكافي لتظهر لنا تجاعيد نجومها
وما كان في حسباننا أن تسجل الشمس غيابها
أبدا

قال لي أبي يوماً

العالم ضيق
أضيق من اتساع المسافة بين أرواحنا ،
من احتمال الاحتفاظ بنصف شعاع للشمس بداخلك

أضيق من أن يستوعب امثالنا من المجذوبين والموهومين بحقيقة العالم
فثوري يا ابنتي
اضحكي واغزلي من ضفائرك امتداداً للكون

نحن لسنا أحراراً يا أبي

بالقدر الذي يجعلنا نحتفظ بقطعة من السماء وبعض نجومها
في جيب بنطلوني القديم
فالثقب كان أكبر من استيعاب العالم لنا

نهار داخلي

بلمسة ينظف عقلي من مكوناته الطائشة قائلاً
انسجي من ضحكاتك ملاذاً للحب


لكننا بؤساء ،
حد اني لا استطيع الامساك بموج البحر واصنع منه ذيلاً لفستاني

قدر اننا لم نتمكن ان نجعل آشعة الشمس ضفائر وتيجان لبنات القرية ،
ولم نقدر على حياكة قمصان من طرفي المجرة القريبة لفتيان الحي

نحن بؤساء ياأبي حد اننا لا ندري أننا بؤساء


انقشي على الهواء والارصفة والاشجار منشور تمرد
اكتبي على قلوب الصبايا والاطفال خلقنا لنحيا
اطبعي ثورتك وعلقيها في المقاهي والعربات وعلى أعمدة الانارة
ولاتنسي يا ابنتي
دقات القلب حرة بالقدر الذي يمنحنا الحياة
فلتحيي واجمعي شموسك وقمرك
وسأهز السحاب لتسقط نجوماً
اجمعيها في سلة عمرك ولا تبالي للزمن ولا الأيام
واضحكي للبراءة والصباحات الانيقة والكبرياء
ولا تنسي أن تطعمي عصافيرك الكناريا

أتعلم أني رأيت الله يوماً ،
بين شقوق الزمن على وجهك ، في آهات أم كلثوم كلما شدت لنا

في ضحكة أمي وبين أصابعها وهي تصنع من خصل شعري المبتلة سلاسل للصغيرات
في آخر نقطة عرقٍ بكفكرأيته


اختفت لمسة الرب فجأة حين أغمضت عينيك فجعلت العالم

ليلاً داخلي

ماذا سأقول للكناريا حين تسألني الأن عنك
فأنا مشغولة بالكتابة على جدار السما
وات شتيمةً وسباباً للكون اللعين
وأفكر جدياَ في ازعاج القمر
ماذا أقول عند اعتقالي بتهمة جرافيتي السماء

فأنت بهدوء قد رحلت
وبعثت لي آخر رسول يتلو ما تيسر من غنائك
كانت رسالته أن اخلعي قلبك
انكِ في الحياة الآن يتيمة

 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

 شاعرة مصرية 

مقالات من نفس القسم

خالد السنديوني
يتبعهم الغاوون
خالد السنديوني

بستاني