هذيان

موقع الكتابة الثقافي uncategorized 32
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

أديب كمال الدين

البحرُ خرافةٌ قديمة

لا تؤمنُ بها سوى السُّفن والنِّساء.

*

للبحرِ لحيةٌ بيضاء

تظهرُ عندَ الفجرِ للمجانين

وتظهرُ عندَ الغروبِ للمنفيين.

*

ألبسني الحرفُ قُبّعةً

بأكثر من عشرين ريشة وريشة

لكنْ لم يشهدْ هذا التكريم الملوكيّ أحد

سوى النُّقطة.

*

ضاعتْ آنيةُ الوردِ الفضّيّة

بعدَ أن قدّمتُ لكِ فيها بيدين مُرتبكتين

قلبي مَقطوعاً،

كالزهرةِ مَقطوعاً.

وكيفَ لكِ أن تفهمي قلباً من هذا النوع

يا صاحبةَ القلبِ الحجريّ؟

*

مرَّ ألفُ شتاء.

سيأتي في العامِ القادم

شتاءٌ لا يذهبُ أبداً.

سيجلسُ في الشّرفة

ويمطرني ليلَ نهار

بألف قصيدة حُبٍّ كُتِبَتْ بلُغاتٍ لا تُقْرَأ،

كُتِبَتْ بحروفٍ لا تفهمها حتّى النّار.

*

في القاعةِ كنتُ لوحدي أقرأُ شِعْري،

إذ حضرَ رجلٌ يشبهني

وجلسَ في الصفِّ الأوّل

وأخذَ يُبدي حركاتِ الإعجابِ بشِعْري.

قلتُ له: مَن أنت؟

قال: أنا ظِلّك!

قلتُ له : لا ظِلّ لي فأنا شبحٌ!

بل أنا شبحٌ ميّت!

هل سمعتَ بظِلٍّ لشبحٍ ميّت؟

*

طلبَ المُخرِجُ منّي الطيران!

قلتُ له : كيفَ أطير؟

قال: الأمرُ سهلٌ جدّاً!

فضحكتُ بل قهقهتُ في المشهدِ الأوّل،

وبكيتُ في المشهدِ الثاني،

وفي المشهدِ الثالثِ صَمَتُّ مائة عام.

*

لماذا طلبَ المُخرِجُ منّي الطيران؟

سؤال أسألهُ بهدوء أسْوَد.

لكنْ ما مِن أحدٍ يردُّ عليَّ،

أو يؤمنُ، مثلي، بعذابِ الهذيان.

 

مقالات من نفس القسم

خالد السنديوني
يتبعهم الغاوون
خالد السنديوني

Project