هذا الثلاثينيّ الذي تتحاشاه جميع الوحوش والكواسر
بما فيها الليل..
…
هذا الثلاثينيّ الذي يهوى ممارسة رياضة القفز من شرفات الذاكرة
…
هذا الثلاثينيّ الأشمط
…
هذا الثلاثينيّ المُركّب..
…
هذا الثلاثينيّ المُعلّب
…
هذا الثلاثينيّ النحيف
كشوكةٍ في حلق الحياة..
…
هذا الثلاثينيّ المطرود من رحمة الصمت
…
هذا الثلاثينيّ العصيب
كأزمةٍ في غرب السودان..
…
هذا الثلاثينيّ المحروم من نعمة الموت..
…
هذا الثلاثينيّ في الصورة أعلاه
ليسَ أنا
وإنْ شُبّهَ لكم..
…
قبل أكثر من ثلاثةِ عقود
سافرتُ إلى السماءِ، طفلاً بنفسجيًا
وذلك إثر اختناقِي بكيسٍ من الپلاستيك..
..
جالسًا على حافةِ سحابةٍ طرية
أؤرجح مبتهجًا سَاقَيّ القصيرتين
بينما يَدُسُّ الله في فمي قِطَعَ الطوفي
خمسًا تِلْوَ خمس..
ويُدَلّكُ، بيده الحانية،
رئتيّ السوداوين..
…
وبين لحظةٍ وأخرى
يأخذ بسبّابَتي الصغيرة
مشيرًا إلى ثلاثينيٍّ يَشقَى
في الأسفل..
…
المسكين..
ما زال يصبّ الماء
على رمادِ أيامِه المحترقة..
…
فينفجر كلانا ضَحِكَا..