تعالي نلعب يا طفولتي

موقع الكتابة الثقافي art 1
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

البهاء حسين

ليس مهماً أن تطلّ من نافذة

كونك يتيماً إلى هذه الدرجة

لا يعطيك الحق فى أن تجعل من طفولتك مناحة

يكفى أنك عرفت نفسك..

أنه عليك أن تلعب ليربح الآخرون الجائزة.

،،        

اللعب كالحب

لا شىء يُبطلهُ

اللعب

،،

تثرثر مع الأرض حين تلعب

كأنها أمك

تنسى الحُفر

تعتاد المطبات التى تغير مسار الكرة

تجعل من ساقك فأساً تحرث بها الشوارع

ساقك التى تصلبت الآن من الأملاح

ولم تعد قادرة على إحراز الهدف

،،        

أوشكت المباراة على الانتهاء

والمقاعد ما زالت خالية

بلا جمهور سوى ظلك

:

دعك من الحياة والموت يا أخى  

اللعب أقدمُ منهما

اللعب يصنع من التراب حذاء لأقدامك

يربّي كأىّ أب

يساعدك على أن تصفى حساباتك

حيث تعرق بعدد خصومك

بعدد المرات التى بعت فيها الحلوى  دون أن تتجرأ على الأكل منها

بعدد القبلات التى لم تساعدك ملابسك للوصول إليها

بعدد المرات التى بكتْ فيها أمك من الوحدة

تعرق حتى قبل أن تجرى

،،

يبدو أنك نسيت الجرى

كل شىء عنه

إلا الأقدام الحافية التى تستخلص الكرة الشراب

من أرجل المواشى

وهى عائدة مع الغروب

إلى البيت

:

يا للنور

لطالما ساومتُ النهار على نوره

من أجل اللعب

حاولت أن أحذف الليل

فحذفت الماضى بدلا منه

صرتُ بلا ذاكرة

نسيت إن كنت أكره زملائى اللاعبين أم أحبهم

نسيت ضمورى بعد كل هزيمة

لم أعد قادرا ًعلى تذكر خطواتى

ذريتى

أنا الآن شخص وحيد أجرب

،،

سأمشى من اليوم شاهرا ًسحنتى

كـفزاعة

سأعامل الحصاة على أنها كرة

رغم أن الشوارع أصبحت ضيقة

بالكاد تتسع لصرخة

سأحذف المارّة

وأترك الجدران

كى أسدد فيها طفولتى

وترتدّ لى، كأننا نُعرّض بالزمن

سأضم طفولتى إلى صدرى

مثلما أفعل بابنتى

سأحكى لها بين الشوطين عن النصر الذى تنتظره المقاعد منا

سأخبرها أننى بخير

أنا بخير يا طفولتى

حتى إننى أضرب ظهر الأرض أحياناً بقوة

لأصنع بحذائى خاتمًا

لا تمحوه الرياح

أنا بخير رغم صمت المدرجات وغياب الحكم

رغم الذاكرة التى أتلفتها الرطوبة

كل ما هنالك أننى أفتقد اللعب ..

أن أمرّ باتجاه المرمى، وسط هتاف الجماهير

أن أهزّ الشبكة

ربما تساقطت منها أهدافى القديمة، أقدامى

ربما تساقطت نفسى .

مقالات من نفس القسم