نوستالجيا

موقع الكتابة الثقافي
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

 آية منصور

لم أحفظ صورك العديدة في خانة قلبي مذ مدة، كنت سأكتفي بوضع كل تلك الملامح وتعابيرها في رأسي لتترك للخلايا مهمة الصاقها بتصرفاتي دون أن انتبه، كأن أضحك ضحكتك، وأبدو مزاجية ومتقلبة في كثير من الأحيان، وأكرر عبارة "عرفتي كيف" التي تقولها بين نصف كلمة وأخرى،

 كنت سأحاول -ولو بصعوبة- تقليد صوتك بطريقة فاشلة. إذ لم تر أذني ضيفا مذهلا كصوتك المتقطع من مدينة حتى أخرى وصولاً لباب مدينتي. مدينتي التي قدمتني قربانا كجزء من اعتذار لسرقتها حياتك الماضية. أجزم تماما أنها سعيدة بتلك الضحية، أنا! لكوني عملت بإخلاص وجد حتى أقطب ذلك الشق وأتركه مثل جسر ينتظر قدومك.

إنها كالأغاني الغارقة في دموع محبيها .. أو سحابة تبحث عن سماء مذ ولدت. ووجه غائب عن جسده. لا أملك أدنى شك عن مكان قلبي الذي تركني منذ مدة فصرت أعمل بالاستعاضة بتلك الضحكات المدخرة في جيبي، أأخبرتك أني سرقت بعضهم من أفواه الموتى؟ وابتعت البعض من باعة يقفون عراة، عميان ولا يعلمون أي جزء من أعضاءهم يُشترى، لكنهم كانوا كمن يتعرضون للدغدغة، يدفعون بضحكات وضحكات عديدة كلما سحب من أجسادهم شيء. وكانت فرصتي للحياة.

إنها محاولة فاشلة ــ حسبما أتوقع – للهروب من جحيم يمد رأسه لمتابعتي بين ثانية وأخرى، فيما عيني تهرب لتفتش عن ثقب قد تختبئ به. النوافذ تفتح ذراعيها كل يوم بانتظار احتضانك. ضحكتك التي أتهيأ للحديث معها. أغنيات تشعر انها خلقت منك وقصائد “بناتك” نضجن وحتى في الغياب يسألن عنك. مع هذا ولا يزال الصمت حديثنا الاطول. والسكينة صديقتي .. أما هذا النص فمثل غيره. لن يفعل شيئا سوى طرق نبض قلبك لثواني. ثم يهرب ليختبئ خلف ثوبي مثل طفل مشاكس.

أخبروني بذلك جميعهم! قلبي، الساعات التي تمر، ومدينتي التي أوقعتني بهذه الورطة الرائعة!

 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

شاعرة عراقية 

مقالات من نفس القسم