مرزوق الحلبي
إلى امرأةٍ أعلى من نجمةِ صبح
لا أريدُ أن أجلسَ علَى بابِ قلبكِ
أحسبُ المفرداتِ في مقامِ صبَا
وأدندنُ أغنيةً خفيفةَ الإيقاعِ
ريثما تقتنعينَ أنّكِ قريبةٌ منَ المجازِ
همسةً أو همستيْن
لا أريدُ الجلوسَ علَى بابِ قلبكِ
أقطعُ ما بينَنا من مسافةٍ
أحثّ الوجودَ على التريّث
ريثما نتّفقُ أنَّ الوقتَ
قابلٌ للانتظارِ
ليسَ كمَا يقولون
لا أريدُ الجلوسَ علَى بابِ قلبكِ
أتسلّى برسمِ سروةٍ
ويَمَامتيْن
ريثمَا تَشِمينَ أصابَعَك بالحنّاءِ
وتقبلينَ خاطري
أنَّنا الأكثرُ وأنَّ الحياةَ أقلّ
لا أريدُ أن أجلسَ علَى بابِ قلبكِ
أراقبُ الداخلينَ
والخارجينَ
ريثمَا تهتدينَ إلَى طريقٍ آمنٍ
نسيرُ فيهَا
إلى سُدرةِ المُنتهَى
لَا أريدُ أنْ أجلسَ علَى بابِ قلبِكِ
ألمّ أساهُ
وخيباتِه
ونُدبَ الطريقِ
ريثما نتّفق
أن الزواجَ ترجمةٌ خاطئةٌ للحبّ
لَا أريدُ أنْ أجلسَ علَى بابِ قلبِكِ
ساعةً أوْ ساعتيْنِ
لنخرجَ بعدَها إلَى العالمِينَ بحكمةِ
أنّ منْ عادةِ الأشياءِ التي نختارُهَا
أنْ تكونَ ناقصةً
لا أريدُ أنْ أجلسَ علَى بابِ قلبِكِ
أغزلُ الوقتَ بينَ أصابِعِي
صُورًا أوزّعُها علَى العابرينَ
ريثمَا تسجّلينَ في دفتَرِكِ
أن القلبَ، وإن ضاق الوجودُ بِهِ، يتّسعُ العقلُ لكلِّ الخطايَا
وكلِّ الكَلام
لا أريدُ أنْ أجلسَ ولو للحظةٍ
على بابِ قلبِكِ
كي أكتبُ ما أكتبُ الآنَ
أنّ كلَّ علاقاتِنا بالكونِ،
بالأشياءِ،
وكلَّ فعلٍ نقومُ بهِ
ينطوِي علَى فكرةٍ مُسبقةٍ
لَا أريدُ أنْ أجلسَ علَى بابِ قلبِكِ
كيْ أطمئِنَه
وأحكِي كلامًا لطيفًا كيْ يرقَّ،
مهمّةٌ عسيرةٌ لعابرِ طريقٍ
يفرّ من وطأةِ اليقينِ إلَى نعمةِ السؤال
لا أريدُ أن أجلسَ علَى بابِ قلبِكِ
فليس لديّ ما أضيفُه
لامرأة أعلى من نجمةِ صبحٍ
……
(أواخر نيسان 2023)
***
ما أحتاجُه الآنَ
كلّ ما أحتاجُه الآنَ
فرحٌ خفيفٌ ترتّله قبّرةٌ في أعلَى السروةِ المُقابلةِ
أو رسالةٌ ودٍّ يحملُها ليَ الوقتُ من صديقةٍ
تحبّ أسايَ
كلُّ مَا أحتاجُه الآنَ
أن أنامَ علَى صدرِكِ ساعةً
تغسلِيني فيهَا مِن غُربتي المُقيمةِ
تسحبينَ الضجرَ من أصابعي
وتمسحين كآبتي عن المرَايا
لأستعيدَ ثقتِي بالمفرداتِ
كلُّ ما أحتاجه الآنَ مركَبةٌ
تأخذُنِي حيثُ ينامُ الله كيْ أقولَ لهُ:
“تدبّرنا أمرَنا معِ الأبالسةِ والشياطينِ
فلماذَا ابتليْتَنا الآنَ بالتافهِين،
لقد ملأوا أرواحَنا بالخرائبِ!”
كلّ مَا أحتاجُه الآنَ
غيبةٌ ميسّرةٌ يجعلُها الوقتُ وساكنوه أسطورةً
أو نبوءةً
ينتظرُ الناسُ إشاراتِها علَى المَفارقِ
كُلُّ مَا أحتاجُه الآنَ
أنْ تتّسعَ اللغةُ لِفَكرتِي المُشرقةِ
لرؤيايَ
دونَ أن يُشهرُ أصحابُ المدوّنةِ في وجهِهَا
سيوفَهم المسلولةَ
كُلُّ مَا أحتاجُه الآنَ
لحظةٌ واحدةُ يصفُو فيهَا الكوْنُ
ويفتحُ قلبَه للتجريبِ
ويقولُ لنفسِه: إلَى الجحيمِ كلَّ مَا كان!
كلّ مَا أحتاجُه الآنَ صديقةٌ
أطلعُها علَى خُطّة الرحلةِ فِي الطريقِ إلَى الآخرةِ
كيْ تحمِي قصائدِي من النهبِ
وترِثَ المجازَ
****
كلُّ مَا أحتاجُه الآنَ صديقةٌ
تلفّني بذراعيْها كي أغيب
غيبةً رؤوفةً
….
(حزيران 2023)