2
الذي لم تقّله بين السطور
كان هو أوضح ما يمكنني سماعه
الحروف التي تتناوب الدهشة وهي تدخل رأسي
تتناوب فكرة اللامعقول واللامسموح
تتعمد ازدرائي
وأنا افتح لها الغرفة المظلمة التي تعج بك وحدك
كي أسمح لكما بالتعارف اللائق
قبل المباراة المحسومة قبلاً
لصالحي.
3
هل سيمكنكم الآن مد أصابعكم
هناك خلف الأستار الغليظة أو الهشة
كي تنتزعوا الريش الذي كسا وجه القوة
وملأ قلب الخوف
هل سيمكنكم تكميم فم الصرخة الأرجواني
الذي امتلأ بالشهوة دون مقاومة
وبالتوبة دون تنفيذ
ثم هل سيمكنكم بعدها أخذ غفوة بعيداً عن صدر الضمير
الذي ينتفخ بجنين العقاب
ومسخ الانتقام
هل سيمكنكم حقاً مسح رأس الطفولة المحرومة
واليُتم الأصيل كغريزة
ثم مسح الدماء عن عنق الأمل الذي يعوي كمستذئب حزين
صدقوني الأمر أبسط من فتح زجاجة الكولا
أو ضغطة زر الريموت أمام فيلم تافه
إنه حتى أسهل من محاولة الاستماع لأحدهم ينعق بالحقيقة
يرتفع على قمة جبل فقير فقط ليلقي بثروته
من حزن يتلمظ شعراً تافها من عينة الحداثة
أو حتى الكلاسيكية
البئر الذي نضب من كثرة الدعاء
كان يفور بالوحدة المزدحمة
يفور أيضا بالنداءات المستحيلة
كالخِل الوفي والعنقاء والقصيدة الوحيدة القابلة للهضم
هو نفسه البئر الذي سقطت فيه أمنية يوسف
وعلى حافته لن يسجد كوكب واحد
بل ستنتحر الشمس بملء إرادتها
كي تمنح الأرض حريتها اخيرا
في اعتناق الظلام.