ثرثرة
لا شيء سوى المذاق القاحل
بعض زفرات تودي بالمعنى للرخاوة
بعض نظرات مُستغلقة تنفتح بوقاحة
ثم يتحدثان في اللا شيء
يتمددان كزوجين صالحين
تملأ الثرثرة وجهها بالعناد
بينما هو يكافح بثرثرات
نمت فجأة على حروفه
توشك على الانفجار الصغير
المزعج
أشياء لا لون لها تعود لتسكن بينهما
تزيد المسافات تعيد البرودة الأصيلة
تدخل في غرزة التريكو كنسيج اساسي
وفي لعبة الصابواي على التابلت خاصته
تندفع عندما يُمسك بالريموت كآلة دون أن يراها
ويُبَطِن أرديتها الغير مٌتناسقة بلون الحياد
أشياء لم يعرفا كيفية النجاة منها
لكنهما عرفا أنها موجودة
وسمحا لها بالبقاء في السراء والضراء
أليسا زوجين صالحين؟
كراهية
كعبثية سقوط الموسيقى
على سُلَّمها المعدني
يبدو أكثر دقة
أكثر خلاعة
يوحي بمطر وشيك من القلب
والروح مُعطلة
يبقى انفراط الحروف لغة جامحة
تشي بمكنون الصدور
لكن الآذان تبقى مُغلقة أمامها عُنوة
وأنا أجنح للتوتر الأصيل
كلعبة أعجبتني وبقيت ناتئة
كمرض جلدي مثير للقرف
أو غصة الإصابة بدور زكام أبدي
افتراءات تتلقى علاجها داخلي
أصلح اعوجاجها
فتبقى مستقيمة مشحوذة وقاتلة
في انتظار ظهري لتنفذ إلى القلب
في انتظار صمتي لتنفذ إلى الكلام
ثم أجلس لأداعب حزني كجرو شهم وطيب
أفتح عيني على صورته
وأخدر موضع العِلّة
أغلق عيني على ظهره
وأمضغ غيظي بلا شبع
أنا لست مؤنثة في المطلق
داخلي ذكر عنيف ذكر
لا يعرف متى يسمح لكرامته بالهزيمة أمامك
لأنه يحبني أكثر منك
يحبني أكثر مني
وينتظر فقط لحظة فارقة تخصنا
كي يكون
ليفتح لي المقابر المقدسة
تلك التي دفن فيها أنوثتي ألف مرة ومرة
دفن فيها جثث الأحلام والأوهام عميقاً
كأنها صارت تراباً بينما هي نهر من الثلوج الماكرة
تبقي كل الشعلات مُطفأة
وعدمية
لا أنفك أكرهك
وأجد راحة عظيمة في معرفة أين كنت منك
كي أكره نفسي أكثر
اكتئاب
عندما نبدأ في نزع الريش وتجنيب العظام
في تلك المرحلة بالتحديد
نجد أنه ليس من الممكن أبداً
تجاهل اللحم أو الدماء
ثمة تفويض مُسبق
إعلان كإعلانات مساحيق الغسيل
ومساحيق الوجوه
بل ومساحيق الضمائر
على شكل عناقات طويلة للاجئين
أو دفع بضع ضحكات الدولارز
لحاسوب المناطق المنكوبة
هناك خلف الأذن
وداخل القلب صيحات
صرخات نابية ملوثة بالذكرى
نواقيس عملاقة تدق
دون أدنى رجفة مِنا
دون أدنى التفاتة من الرؤوس المعقوفة
كعلامات استفهام
أو المُتصلبة
كعلامات تعجب أبدية
هناك المزيد من مسلسلات الخيانة والغباء
أو حتى اغنيات الهجر وعذاباته العظيمة
كل شيء لا يعدو كونه خدعة
نحيكها لأنفسنا في ليالٍ كثيرة طويلة
في الشتاء والصيف على حدٍ سواء
لأنها غالباً مُظلمة جدا وقارصة الذكرى
نفرك أطرافنا ونبخ فيها من أرواحنا المُستهلكة
فلا تبقى معنا إلا برودة جديدة
تتكوم على أنفسها وأنفسنا الأمور المُغرية نفسها
تلك التي تخص استحضار ضحكة الأم
مداعبات القطة التي هربت
أو روائح غابرة تندلع فجأة كنزوة مُتهيجة
ثم تموت قبل أن تنبض إلا نبضتين على الأكثر
الأشياء الصغيرة جداً
التي تهمس أننا بشر
أننا هنا
كي نلتصق ببعضنا البعض
كي تنبت منا أذرع وعيون وأقدام
تسعى في نفس الاتجاهات
فإذا بنا ننزلق لطرق وعرة عمياء
لا تحمل اتجاهات إلا للجحيم نفسه
ثم نقامر بكل ما لنا
كي نهرب بعيداً عن بعضنا
دون نهاية
دون رغبة
ودون نتائج يمكن الأخذ بها
عند عمل إحصاءاتنا المحفوفة بالقيم والأعراف
أشياء نفتعلها كي نقفز عليها
وأشياء تفتعلنا كي تنبح فينا
بفوران ونهرب ربما لا نحتفي بشيء
إلا رعشاتنا الطيبة
دموعنا الحلال اكتئاباتنا ثنائية القطبين
وعصير طازج دوماً
من لغو الحب بلسانه الحرشفي
كحرباء تتلون حسب لون الحبيب
الذي غالباً لن يهتم.
ضحكات جافة
كانت تضحك تلك الضحكة الجافة؟
ضحكة مثل بكاء صاخب ووحيد
تتسلقه أمنيات ونبوءات تحققت
رغم تضرعها
رغم رغبتها الحارقة تلك
في وأد القدرة على الحلم
ووأد القدرة على الانتظار
الشعور الشاهق هو نفسه
الذي يؤكد لها ببسمة أنيقة:
أنه ليس هناك مجال للمفاوضات
للرجاء
والأكيد للأدعية المحفوظة القديمة
لكنها كانت تتلكأ طويلاً
أمام الباب المُغلق
تنتظر شيئاً حدث في الماضي
كي يتكرر
كي يبرق مثل دموعها بإصرار
ووضوح
مُعلناً تحقق ما كان
في انتظار ما سيكون
دون أن تعرف.