من المجاز اللغوي إلى الاسترسال في ديوان (شوارع الأبيض والأسود)

نص لتبادل الأدوار .. قراءة فى ديوان (منتصف الحجرات) لأحمد يماني
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

أمجد ريان

تتفشى في الواقع اليوم نزعات مضادة للكثير من النظريات الفكرية الكبرى، ولا يريد العقل اليوم أن يظل يفتش في تراكمات الخبرات السابقة التي أفرزتها ضرورات صارت غير فعلية اليوم.

ليس هناك الآن إلى ما تراه العين ويحسه الجسد ويمارسه الإنسان من سلوكيات تنبع من ثقافته الخاصة ذات الحساسية الجديدة، في وقت نتعرف فيه على قضايا ذات منحى مختلف عما تعايش في أفكارنا طوال العقود الماضية. فنحن نقرأ الآن عن (ما بعد الذكورة العنصرية) و (ما بعد التصنيع) و (ما بعد التكنولوجيا) ونقرأ عن الاتجاه الثقافي الجديد الذي استوعب الدادية والسريالية والرواية الفرنسية الجديدة وجينيه والأدب الشعبي وأدب السوقة والثقافة الجماهيرية، والصحافة الجديدة بل والإعلام والاتصال في أكثر نظمه تطورا.

لقد آن الآوان لكسر الرومانسية والشكل (المتماسك المغلق) وآن الآوان لمناقشة العقلانية، ومناقشة قضية الفنون الخالدة، والتركيب البنيوي التوفيقي الذي قسم الأجناس وحددها.

لم يعد هناك مكان لاستعارة ما، بعد أن فقد المدلول في العلاقات السيميولوجية قيمته وفقدت العلة موقعها الأولي.

لا يستطيع الإنسان اليوم أن يحسم موقفه من خلال المنظورات الفكرية التي لم تعد قادرة على التفاعل مع الواقع ويعبر الفن اليوم عن انتقالة أساسية من المجاز اللغوي إلى الكناية، ينتقل الفن من القاعدة الثابتة إلى الأسلوب الشخصي، ومن المثال الموحد إلى الرغبة، ويحاول شعراء اليوم أن يطرحوا الذاتية غير المحسومة في مقابل النظريات المكتملة والبؤر المركزية في فكرنا الجمالي السابق، وتجاربنا الشعرية السابقة، في إطار إحساس بوجوب تغيير جذري يتناسب مع التغير الاجتماعي المطرد النمو، ومع التطور الذي لحق باللغة في وضعيتها الجديدة، ومع المعطيات الوليدة التي تساهم اليوم في تشكيل هويتنا، وكلها قضايا تزلزل أسس الثوابت الفكرية والجمالية، وتؤكد على اتجاه جذري من اللا حسم يتجاوز كفاح الحداثة المغتربة التي لم تستطع أن تكمل مسيرتها في واقعنا بل لم تبدأ عندنا أصلا عند بعض المفكرين العرب، لقد وجدت الحداثة عندنا نفسها في وضع حرج يقطع الطريق على أكبر إنجازاتنا الشعرية طوال العقود الفائتة، ويجد الشعراء اليوم ملاذا كبيرا في أفكار من مثل (التباين) عند دريدا، و(الرغبة) لدى لاكان مثلما أشارت مقدمة كتاب (الحداثة وما بعد الحداثة) الذي أعده بروكر.

في ديوان يماني تنتهي قصيدة أساسية بالحريق، وهذا وحده يكفي لإبراز هذا الطابع الساخط للتجربة الشعرية، وهناك سخط دفين بإزاء حصار طاقات الإنسان في وضع إنساني جديد لا يزال يكبل نفسه بقيم وتقاليد العهود الماضية في الوقت الذي تزول فيه بالتدريج المتطلبات والحاجات التي اقترنت بهذه القيم والتقاليد. إن حالة من السخط تشيع في الديوان، تحول القارئ بالتأكيد إلى منطقة يجد نفسه فيها ساخرا ومشاركا الشاعر بشكل حميمي.

ولم يبق

سوى هدوء قاتل

وثعابين تعذبنا بصورتها

دون أن ننطق بحرف واحد

الأرض واسعة حقا

لكن ذلك لا يساعدنا بتاتا على تنفس مستريح.

 

يصنع الشاعر يوتوبيا للمقابر، ويتحدث عن الحقن المهدئة والصرخات التي أطلقت قرب الفجر دون أن يسمعها أحد، إنه سخط يسم الحياة كلها بطابع مؤلم يحيط بفكرنا وسلوكنا، لقد جعلنا الشاعر في قصيدة يوتوبيا المقابر لا نعرف أنفسنا هل نحن المشيَعون أم المشيِعين.

ونحن لن نكون سوى موتى

يجيدون الثرثرة.

سيهدمون بيوتنا لإقامة كوبري وسوف نبتسم بمآساوية لذكرياتنا التافهة وللعاطفة التي تجف شيئا فشئيا، إن الذكريات التي تمثل الرصيد الوحيد لما يمكن أن يمتلكه الإنسان، تتحول في قصائد يماني إلى ركام باهت لا معنى له، إنه يوصلنا إلى أقصى درجات الإحساس بالمهانة الإنسانية في عصر التكنولوجيا الجبارة، عصر المواصلات والاتصالات المدهشة حيث نستطيع أن نتواصل في لحظات بأي بقعة في العالم لكننا لا نستطيع أن نقيم تواصلا حقيقيا مع أقرب الناس لنا.

هل نفتقد الموتى أم يفتقدنا الموتى، وعندما تسقط الأمطار لن نكون معا، ستسير بنا العربات في طرق طويلة وتعود بدوننا، ولكن الدموع التي تجمعت فيها كانت كافية لتبلل عظامنا.

لقد جسدت قصيدة (يوتيوبيا المقابر) قمة إحساس الشاعر بحالة السخط والمرارة التي يختزنها تجاه وجود جامد، أو تجاه (برميل كبير يسمونه الحياة) ويمتد إحساس السخط في الكتاب كله: الضمير خاطئ، البشر لا يملكون سوى كلمات محنطة، ولا يتبقى بعد أي شيء سوى الألم، يكاد يسقط في الحفرة العميقة لأسلاك التليفون، والحياة فخ من المصائب المتتالية، علينا أن نحسب كم الخسائر التي تصيبنا كلما نجونا. يبحث الشاعر عن شروط مستحيلة للمحبة وهناك أيضا حصار هازئ يحيط بالشاعر:

“كان عشرة رجال يشكلون دائرة حولك ويضحكون، كان بنطلونك الكاروهات رجل الفيل وجزمتك بارتفاعها 7 سم وقامتك القصيرة جدا كأنك قزم يعمل في إصلاح السيارات. كل ذلك لم يرد في ذهنك وانتظرت أن تفتح الدائرة وتخرج وعندما مرت ساعات طويلة وأنت في مكانك هذا، انتظرت أن تصطدم عيناك الجريحتان بعين واحد منهم يستطيع فقط أن يرى قوة مشاعرك ويمكن أن ينقلك بأصابعه خارج التجمع. ولأنك لم تؤمن إلا بالصراع كطريق أخير ولأنك فعلا تريد أن تتجاوز ثنائية الخير والشر، فلم تر شيئا مهينا أن يمنعك أحدهم من المرور، لذلك لم ترفع صوتك وراهنت أنهم في يوم قادم عندما يتعبون من وقفتهم تلك، ربما سيفسحون لك مكانا”.

إنها رؤية كابوسية يجسد بها الشاعر إحساس السخط، وكما كانت يوتوبيا المقابر وسيلة قادرة على نقل هذا الإحساس فقد كان هذا المشهد الكابوسي قادرا أيضا على أن يبعث بهذه الروح الساخرة الساخطة التي حولت الحياة إلى حصار يزداد اختناقا (كانت الدائرة تضيق، والرجال يتلاصقون ويزدادون تقاربا).

وفي القصيدة الأخيرة التي تحمل عنوان الكتاب (شوارع الأبيض والأسود) يستمر الحس الساخط كذلك، فالقصيدة تبدأ بانطفاء النور في سماء القاهرة واصطدام الرجل الأعمى، الذي لا يحتاج إلى الإضاء أصلا، بسور الكوبري المعدني، وتكرار رمز (الكوبري) له دلالة واضحة تتجسد في انتقاد الهيكلة الميكانيكية العملاقة التي لا تؤدي أي دور في حياة البشر.

صدمتني سيارتان

إحداهما تسير في اتجاه معاكس

فانحشرتُ في الوسط

ولم تخرج الدماء من رأسي

أنا هنا تحت العربات

في منزل صغير يحيط أضلاعي.

نحن – هنا- بإزاء صورتين متتاليتين للحصار الذي مثله الشاعر في المقطع السابق في صورة حلقة من الرجال، الحصار هنا في صورة سيارتين معكوستين، ثم صورة منزل صغير يحيط الأضلاع، إنه توال رمزي يلح على فكرة الحصار الذي تشكله الآلة الاجتماعية خاوية المعنى، إن صرخة الرفض الكثيفة يسددها الشاعر من خلال المقطع الأخير في قصيدة (هواء توقف أمام البيت) في هذا الحريق الشامل الذي يحترق فيه البيت كله، وتطير السجاجيد المشتعلة والأوراق المشتعلة التي تشير إلى احتراق المعرفة التقليدية كلها وإلى اختفاء الكيان الذي لم يعد قادرا على الاستمرار.

احترق منزلنا

الأبواب لم تعد تقفل على شيء

السقف يغطي هواء من الذكريات

وفي هذه الشساعة

لن تكون للساعة أية فائدة

حيث سأعرف الوقت عندما أنظر إلى نفسي

العراء خارج المنزل

يشبه إصابتك بالصداع

المنزل،

النيران،

الموت،

أنا أختفي في قلب العالم.

وسيكون واضحا سقوط الزمن في هذا المقطع، وفي هذا إشارة واضحة لسقوط البناء التقليدي كله، الساعة التي ابتكرتها المعرفة العلمية السابقة لن تكون لها أية فائدة على الإطلاق؛ لأن المعرفة لديه تنطلق من ذاته من تجربته، وهذا المعنى يتكرر في الديوان، وله في قصيدة سابقة:

يحكي كل منا عن طفولته السوداء

ونتبادل الضحك

ولا نملك ساعة حائط.

وفي السطور الأولى من الديوان سنحس هذا الافتقاد أيضا لمعنى الزمن:

لا شيء معي

سيجارة فاسدة وألم في المعدة

أصحو متأخرا.

تجسد تجربة الشاعر موقفا ساخطا على العلاقات المشتتة التي أدت إلى هذه الوضعية غير المستقرة للوجود الإنساني ونحس بعبء محنة الشرخ الأنطولوجي الذي نتج عن تلك الهوة بين قدرات الإنسان ومكبلاته في الوقت نفسه، مما يجعل التوجه الشعري ينطوي على الذات وعلى الحس بشكل أولي ويرتبط بالعناصر اللصيقة بهذا الحس، أشياء الشاعر الخاصة وتفاصيل حياته الصغيرة والأحداث العابرة، نافضا عن كاهله المعاني الجاهزة السابقة التي خصت بشرا آخرين، وخصت تجارب إنسانية ولت في أزمنة مرت وانتهى مبرر طرح ضروراتها، ونافضا عن كاهله الرؤى الثقافية التي أدت دورا في مراحل فائتة، وكذلك أدوات الفكر وأدوات الإبداع التي لم تعد قادرة على معايشة اللحظة الإنسانية الجديدة.

الذات هي المناخ الغالب والمتداخل بشكل دوري ومتجاور مع مستويات النص ومعطياته كافة، من خلال ياء الملكية وتاء الفاعل  وضمير الفاعل، والجانب الحسي (القلم بارد في يدي- قدراتي العضلية-  انزلقت قدمي- أنزلق خطوة- أتحسس- تبتل أصابعي في ثوان- كلما زادت القبلة عن دقيقتين- ملقاة بجسدك الثقيل- وأترك لخيط الماء أن يخبطها في دفعات سريعة- يتحرك الهواء في رئتي- أترك اليد اليمنى أن تسقط على… أذناي ملتهبتان- غمست يدي في العسل- يلفح الهواء نصف وجهي- التهاب الوجه- مص سيجارة- التقاء الجسدين- مددت يدي لأمسح دموعه- أنفاس امرأة- أرضية مليئة بالحصى وعظام هشة لا تستطيع حتى أن تقف- الحقن المهدئة- نزحف لتتلامس عظامنا- الدموع كافية لتبلل عظامنا- لامست نهديك- وضعتها بين أصابع رجلي- هل ضبطت نهديك متلبسين بملاحقة ذراعي؟- أدعك عيني بعد النوم- أتصبب عرقا عند نهاية ساقك- سقطت فوقك صفيحة من المياه- كدت تسقط في حفرة عميقة لأسلاك التليفون- تصطدم عيناك الجريحتان بعين واحد منهم- تبتل ملابسك- نقطة الدم التي نزلت من أنفك- أسقطتها في فمك- يمكنك أن تفركها بسهولة- تلطخت البوابة الخضراء-  تنقط عليها الأمطار- أضغط على جبهته فيكف، أضغط ثانية فيعاود البكاء- من سيحرق بصماتي- تجف حلوقنا… إلخ)

هذه القائمة تستعرض الملامس في الجانب الحسي، والمقصود بها طرح هذا الثراء الحسي الذي لا نهاية له بحيث يمكن طرح قوائم أخرى للجوانب الصوتية الشمية والبصرية لإثبات هذه الفداحة الحسية التي يلوذ بها الشاعر بوصفها وسيلة من وسائلة الأساسية التي يخترق بها سكونية العالم وبرودته وشوارعه البيضاء والسوداء ويطتظ الديوان بالتعبير المباشر عن التجارب الجنسية التي تشكل وجها أساسيا في الممارسة الحسية بشكل عام، وهذا التعبير المباشر يدل في حد ذاته على وجه من أوجه تحدي الشاعر، ولكن هذه التجارب في مستوى آخر هي تكريس لخيبة الشاعر الكلية التي هي جزء من الخيبة العامة التي يعيشها الواقع اليوم. فالإلحاح على الجنس جاء كما لو كان دليلا على الفشل في صنع اتزان اجتماعي من أي نوع بإزاء هذا الاغتراب الشامل وما ينجم عنه من خلل بداية من أبسط العلاقات اليومية حتى أقصى مواقف الإنسان الإيديولوجية والفكرية والثقافية.

المرأة مدبرة في الديوان لا مقبلة، والجنس مسروق في معظمه، والشبق المحروم هو الأغلب في تجربة تعبر عن الحنين لا عن التحقق وتعبر عن اليأس:

ولا أرغب أبدا

أن يخرج من خلالي جسد آخر

مشروع لإنسان يبتسم

ويحلم كثيرا، ويجلس في المآتم بل حراك

يسلم على الموتى القادمين

ويضع البقية في حياتهم

لا أود أن يخرج من خلالي.

وهناك كمت سبقت الإشارة وسائل أخرى تتعلق كلها بالذات، بما يدور حول الذات من تفاصيل صغيرة وأحداث يجعل لها الشاعر الصدارة في شهادته الحية الراهجة في مواجهة عالم يخفت مبتعدا. إنها براءة معرفة الأشياء الأولية بعيدا عن المسلمات الكلية البائدة، سنكون في تجربة يماني بإزاء (سيجارة فاسدة وألم في المعدة- متشككا في شَعري هل سيسقط أو سيبقى- التصفيف- قلم بارد- لمبة جاز في آخر الغرفة- لمبة فلورسنت- الأباجورة- الحيوانات المنوية- الاستغماية- صور الأصدقاء القدامى- الدولاب- البلاط- الكليم- مفاصل الباب- البنطلون- الميكروبات- الذبابة- مقصات قصيرة- العملة المعدنية- الملاقيط- الأسانسير- مرآة الحمام- السرير- الشماعة- الروماتويد- حلل المطبخ- رائحة الملابس- السجادة- القميص- الجلباب- سيارات الإطفاء- الدروة الشهرية- الصراصير- الحقن المهدئة- ستارة قماش- خرم- الكوبري العلوي- المخدات- الثقاب- الكبريت- الطابور- البرميل- المسامير- حبال الغسيل- الأتربة- الناموسية- الكودايين- الملابس القطنية- عشرة سنتيمترات-  الخنفسة- النظارة الموضوعة على الكرسي- صفيحة المياة- أسلاك التليفون- البنطلون الكاروه رجل الفيل- الجزمة بارتفاع 7 سم- إصلاح السيارات- الملابس الداخلية- الأحذية الثقيلة- وساخات الأنف-  البوية الخضراء- خراطيم المياه- العربة الكارو- الكاميرا- البصمة- ملعقة تدور في الأكواب- خلع الملابس- تنز الحنفية- إلخ).

إنها بالفعل إيديولوجيا الأشياء الصغيرة كما جاء في تعبير محمد بدوي في إحدى دراساته، هذه الأشياء الصغيرة التي يرفعها الشاعر في وجه أي يقين إصلاحي سابق، إنها تفاصيل الحياة اليومية التي يريد أن يبدأ من عندها الشاعر يقينه الخاص دون أي زعم بالرغبة في إصلاح العالم وحل مشاكله الكبرى – ولكنه يفضح كذب العالم وهروبه من أبسط معطياته التي هي في الأصل محايدة ونقية قبل أن تصوغها المعارف التي اكتملت في الماضي ويتم توريثها على حساب الحاجات الجديدة الوليدة للواقع الإنساني مطرد النمو- وبالتأكيد فإن هذه التفاصيل الصغيرة والمفردات اليومية لن نعرف قيمتها الحقيقية إلا في شبكة العلاقات التي تشكل وجهة النظر الجديدة والتي تحدد كيفية التعامل مع هذه التفاصيل فهي من ناحية تدمر الحاجز البلاغي الراسخ كما أشار أحمد طه بنكهتها العامية أو الشفوية عاكسة شكل اللغة العربية الجديدة في حياتنا العملية، ومن ناحية أخرى تؤكد هيمنة النسبي على الكلي أو الشخصي على الذات الجمعية، وهذا هو الملمح الأساسي الذي يحدد جوهر التجربة الشعرية الجديدة اليوم وهو ما وصفه وليد الخشاب بالمصطلح الغربي: تيار الوعي بالأشياء، هذا التيار الذي يستشري في الكتابة الأدبية اليوم وهو لا يعني الوقوف عند حدود الاستيطان أو تفتت العالم وإنما يفتش عن الأشياء نفسها ويقيم معها علاقة مباشرة.

إن الذاتي في تجربة يماني ينطوي على قوة مضمرة تقف بإمكانياتها الخاصة لتخلق شيئا جديدا لم يسمه إلى الآن:

لابد أن شيئا آخر غير البيولوجي

والسيكولوجي

شيئا لا تعرف أن تسميه

هو ما تفكر من خلاله.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

من كتاب: من التعدد إلى الحيادقراءة في نصوص شعرية، هيئة الكتاب 1997

 

عودة إلى الملف

  

مقالات من نفس القسم