دارت عيناي في الغرفة الواسعة بشكل سريع، سرير ضخم يتوسطها، وفوق الحائط لوحة لامرأة عارية تتمدد بطريقة مخادعة فلا يظهر منها إلا ثدياها الصغيران، تنظر لك نظرة لا تعرف فيها هل هي نظرة تحدٍ؟! أم نظرة رغبة متعطشة؟! أم الخوف من لحظة قادمة؟!
كان عقلي يدور بشكل سريع وكأنه يسابق سرعة الضوء، ما المفروض أن يتم الآن، لا بد أن تأتي المبادرة منه.
واقفة أمام السرير وجسدي ينتفض، ما هذا الجنون الذي أوقعت نفسي فيه؟، اقترب مني، أمسك يدي برفق ودعة، أرتعدُ خوفًا… فيحيطني بذراعيه طابعًا قبلة رقيقة فوق شفتي، وفي هدوء سحبني خارج الغرفة، كيف مرت كل تلك الأحداث في ثوانٍ قليلة؟! كل ما أذكره أنه لم يتسرع في ذلك الأمر.
حين نزلت للشارع كان يتلاعب بي ذلك الهاجس الشرير بأنه حمار، ترك فريسة سهلة المنال كانت لقمة سائغة بين أنيابه.
لم أكن سعيدة بما حدث بل شعرت بمهانة عصية الفهم، هل وجدني لا أستحق المحاولة؟… فزهد في وتركني في حالة من التعاسة… طافت بمخيلتي صورة القط الشبع حين يجد أمامه فأرًا… يتلاعب به حتى يدركه التعب فيتركه ويمضي.
……………
مقطع من رواية تصدر قريباً عن دار العين بالقاهرة